في مدينة جدة الساحلية غرب السعودية، نجحت لؤلؤة الوالدي وهمس الحربي في تأسيس نادي "أمان" لهواة اليوغا، تلك الرياضة التي نشأت في أرض الهند منذ القدم، وتجمع بين الحركات الجسدية، وتمارين التنفس والتأمل، ورغم أن الكثيرين يعتقدون أن الهدف الرئيسي منها هو تصفية الذهن، إلا أن اليوغا تهدف أيضًا إلى تقوية الجسم وزيادة المرونة، ما يحسن الصحة العامة ويخفف من التوتر.

بيئة آمنة ومريحة
وتقول همس الحربي نائبة القائد في النادي عن مرحلة التأسيس:" في خطوة نحو تعزيز نمط حياة صحي ومتوازن، أطلقنا في جدة ناديًا متخصصًا في اليوغا، وذلك في شهر سبتمبر من العام الحالي، حيث جاءت فكرة تأسيس النادي من الرغبة في بناء مجتمع داعم لمحبي اليوغا عبر توفير بيئة ومكان آمن ومريح لممارسة هذه الهواية بكل حرية وسهولة".

وأضافت الحربي:" تتكون عضوية النادي من مجموعة من السيدات اللاتي أكملن المستوى الأول والثاني من تدريب اليوغا، وقد وجدن في هذه الرياضة متعة كبيرة أثرت إيجابًا على صحتهن النفسية والجسدية. ويسعى النادي إلى تحقيق العديد من الأهداف، أبرزها نشر ثقافة اليوغا وتصحيح المفاهيم الخاطئة عنها، وتعزيز اللياقة البدنية والعقلية لدى الأعضاء، بالإضافة إلى بناء مجتمع مترابط يجمع محبي هذه الرياضة".

وأشارت الحربي إلى أن النادي منذ انضمامه إلى البوابة الوطنية للهوايات "هاوي" إحدى مبادرات برنامج جودة الحياة، لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، شهد نموًا ملحوظًا في عدد أعضائه، حيث انتقل العدد من 8 أعضاء في البداية إلى 44 عضواً حاليًا. ويعود ذلك إلى الدعم الذي تقدمه المنصة للأندية الهواة، حيث توفر لهم أماكن مخصصة لإقامة أنشطتهم وفعالياتهم.

أنشطة متنوعة لليوغا
وخلال الفترة الماضية نجحت الحربي وزميلاتها الهواة في تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة المتنوعة، مثل المشاركة في فعالية اللجنة السعودية لليوغا للتوعية برياضة اليوغا، وفعالية جمعية زهرة للتوعية بمرضى سرطان الثدي، بالإضافة إلى الاحتفال باليوم العالمي لليوغا في جامعة الأعمال بجدة.

كما يحرص النادي على تنظيم أنشطة حوارية تهدف إلى تطوير الوعي الذاتي وتحقيق التوازن بين الجسد والعقل.

ورغم أن النادي يركز حاليًا على خدمة مجتمع جدة، إلا أنه بحسب نائبة القائد يطمح إلى التوسع في جميع مناطق المملكة وتقديم برامجه إلى أكبر شريحة ممكنة من المهتمين باليوغا.

فلسفة حياة تحقق التوازن
وتسعى المدربات إلى خلق بيئة واعية ومناسبة لجميع المستويات، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول اليوغا، وتوضيح أنها ليست مجرد تمارين بدنية بل هي فلسفة حياة تسعى إلى تحقيق التوازن بين الجسد والعقل والروح.

وفي ختام حديثها أكدت همس الحربي أن محبات اليوغا يواجهن العديد من التحديات، أبرزها الانتقادات التي توجه إلى هذه الرياضة بسبب ارتباطها بالثقافة الهندية. وتسعى المدربات إلى توضيح أن اليوغا ليست ديانة بل هي رياضة لها فوائد صحية ونفسية كبيرة.