في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم، تتزايد أهمية تمكين الشباب باعتبارهم الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة.
إن الشباب هم القوة الدافعة لأي مجتمع، والاستثمار فيهم يُعَدّ استثماراً في المستقبل. رؤية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في تمكين الشباب تُمثّل نموذجاً يُحتذى به، إذ تعكس إيماناً عميقاً بقدرات الشباب ودورهم المحوري في بناء الوطن.
إن تمكين الشباب اليوم يُعدّ خطوة استراتيجية لضمان مستقبل مشرق لمملكة البحرين. فهم قادة المستقبل الذين سيقودون مختلف القطاعات خلال العشرين عاماً القادمة.
وبالإضافة إلى تطويرهم المهني، فإن اعتزازهم بوظائفهم وتمسكهم بالهوية الوطنية يغرسان فيهم حب الوطن، ويعززان لديهم روح التطور والإبداع والابتكار من خلال وظائفهم، ما يجعلهم قادرين على تقديم إسهامات متميزة لبلادهم.
وفي هذا السياق، يلعب التسلسل الوظيفي دوراً محورياً في تنمية قدرات الشباب.
فمن خلال إتاحة الفرصة لهم لاكتساب الخبرات العملية بشكل متدرج، يصبحون أكثر دراية بمتطلبات المهنة، ما يؤهلهم لتولي مناصب قيادية بثقة وكفاءة.
هذا النوع من التمكين يُسهم في بناء قادة مستقبليين مرّوا بجميع مراحل العمل، مما يجعلهم أكثر كفاءة في قيادة القطاعات المختلفة.
وقد أكد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، أن النجاح الحقيقي يتحقق من خلال العمل الجماعي والتعاون بين أفراد الفريق الواحد وتكامل جهودهم.
وأشار إلى حرصه الدائم على قيادة التحول الوطني بدعم وتمكين الشباب البحريني عبر مبادرات تعزز الولاء الوظيفي، وتغرس فيهم روح الانتماء والمثابرة، مما يسهم في العطاء الوظيفي المستدام.
جاء ذلك خلال لقاء سموه، بحضور سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس الهيئة العامة للرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، مع عدد من مسؤولي مؤسسات القطاع الخاص، تكريماً للكفاءات الوطنية الشابة التي تجسد قيم الولاء في مواقع العمل المختلفة، وبحضور أصحاب السمو والمعالي والسعادة أعضاء المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ورؤساء تحرير الصحف المحلية.
وأكد سموه أن هذا اللقاء يأتي ضمن المبادرات الوطنية الهادفة إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص في دعم الشباب البحريني، وتكريم من أسهموا بإخلاصهم واستقرارهم الوظيفي في تطوير بيئات العمل.
وقد تخلل اللقاء توقيع بيان «نشر الأمل في بيئة العمل»، كتعبير عن التزام مشترك بين الجهات المشاركة في نشر الإيجابية، وبناء بيئة عمل محفزة ترتكز على ثقافة التقدير والإنتاجية، وتسهم في ترسيخ الولاء المؤسسي وتعزيز الاستدامة في سوق العمل الوطني.
وتُعد هذه المبادرة إحدى ثمار التعاون بين شركة «موهوبي الأمل»، الذراع الإبداعية لصندوق الأمل، وعدد من مؤسسات القطاع الخاص، في إطار رؤية إستراتيجية تهدف إلى تمكين الشباب البحريني وتحفيزهم للمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة.
رؤية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة في تمكين الشباب ليست مجرد طموح، بل هي خارطة طريق وطنية لبناء جيل واعٍ ومتمكن، قادر على مواجهة تحديات المستقبل، والمساهمة في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لمملكة البحرين.
0 تعليق