رسم مسار مستقبل الرياضة الشبابية باستخدام الذكاء الاصطناعي

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تستمر رؤية سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية في دفع مملكة البحرين نحو طليعة الدول في دمج الذكاء الاصطناعي في القطاع الرياضي، وهو ما يتجلى بوضوح في رعاية سموه للنسخ المتتالية من «مؤتمر البحرين الدولي الافتراضي للذكاء الاصطناعي في الرياضة».

هذا المؤتمر، الذي يقام بنسخته الثالثة يستضيف نخبة من المتحدثين الدوليين من جامعات ومؤسسات رياضية مرموقة. تظهر رعاية سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة المستمرة لهذا المؤتمر مدى حرص سموه واهتمامه الكبير بتطوير الرياضة البحرينية من خلال تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة.

ولطالما كانت الرياضة الشبابية أكثر من مجرد منافسة؛ فهي وسيلة لتعليم الانضباط، وبناء الشخصية، وتعزيز العمل الجماعي. ومع ذلك، ومع تزايد المخاوف بشأن إمكانية الوصول، والسلامة، وجودة التدريب، يظهر الذكاء الاصطناعي كأداة عملية لدعم الرياضيين الشباب، دون أن يحلّ محلّ الروابط الإنسانية التي تمنح الرياضة معناها الحقيقي.

من بين أبرز التطورات الواعدة استخدام الذكاء الاصطناعي لتخصيص التدريب. بدلاً من اتباع روتين عام، يمكن للرياضيين الشباب الآن الاستفادة من أنظمة تُتابع أداءهم الفردي، وتعدل التمارين بناءً على تقدمهم. يمكن لهذه المنصات قياس متغيرات مثل الحركة، والتوقيت، والمهارات، مما يتيح للرياضيين العمل على الجوانب التي تحتاج إلى تحسين.

وفي العديد من الأكاديميات الشبابية، يساعد هذا النهج اللاعبين على الحفاظ على الحماس والتطور وفقاً لوتيرتهم الخاصة، خصوصاً في الأماكن التي يكون فيها عدد المدربين محدوداً والوقت المخصص لكل لاعب قليل.

يساعد الذكاء الاصطناعي أيضاً في الوقاية من الإصابات قبل وقوعها.

فكثير من الإصابات الرياضية لدى الشباب تنتج عن الإرهاق أو الاستخدام المفرط، وهي عوامل يصعب اكتشافها دون مراقبة دقيقة. ومن خلال تسجيلات رقمية بسيطة، يمكن للرياضيين الإبلاغ عن حالتهم اليومية، وتقوم أدوات الذكاء الاصطناعي بتحليل هذه البيانات لاكتشاف علامات مبكرة على الإرهاق أو الإجهاد.

في الرياضات التي تتطلب حركات متكررة، تساعد هذه المقاربة الاستباقية في حماية الرياضيين الشباب خلال سنوات نموهم الحرجة، من خلال كشف الانحرافات الدقيقة في مؤشرات الصحة أو في ميكانيكية الحركة التي قد تدل على التعب.

ويمكن حينها للمدربين تعديل جداول التدريب في الوقت المناسب لحماية أجسامهم النامية.

هناك مجال آخر يترك فيه الذكاء الاصطناعي أثرًا واضحًا، وهو توسيع الوصول إلى التدريب الجيد. ففي المجتمعات التي لا تتوفر فيها خدمات التدريب الاحترافي بشكل دائم، بات بإمكان المساعدين الافتراضيين المدعومين بالذكاء الاصطناعي تقديم توجيهات فورية خلال التمارين الفردية. وتستخدم هذه الأدوات الرؤية الحاسوبية والواقع المعزز لتصحيح الحركات، وتعزيز التقنيات، وتقديم ملاحظات شخصية، مما يمكّن الرياضيين الشباب من مواصلة التعلم والتطور حتى في غياب المدرب.

ورغم أنها لا تغني عن قيمة التوجيه المباشر، فإنها تسد الفجوة بين جلسات التدريب، وتضمن استمرارية التطور لعدد أكبر من الأطفال.

ورغم ما تحمله هذه التطورات من وعود، فإن دمج الذكاء الاصطناعي يتطلب الحرص والعدالة. فيجب التعامل مع البيانات التي يتم جمعها من الرياضيين الشباب بمسؤولية، وضمان الوصول العادل لهذه التقنيات لتفادي توسيع الفجوات القائمة.

فالذكاء الاصطناعي يحقق أفضل نتائجه عندما يتم توجيهه بالخبرة البشرية، وليس عندما يُنظر إليه كحل مستقل.

لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحلّ محل التجربة الإنسانية التي تُعد جوهر الرياضة الشبابية، لكنه قادر على تعزيزها بطرق هادفة ومستدامة. وعند استخدامه بعناية وهدف واضح، يمكنه أن يساعد الرياضيين الشباب على التدريب بذكاء، والحفاظ على صحتهم، والوصول إلى فرص كانت بعيدة المنال.

وستبقى مبادئ النمو، والتواصل، والاكتشاف هي المحرك الأساسي للرياضة الشبابية، ومع هذه المبادئ كمرشد لنا، فإن الذكاء الاصطناعي يُعد أداة أساسية بشكل متزايد لضمان ألا يشارك عدد أكبر من الشباب في الرياضة فقط، بل أن يزدهروا في مستقبلها.

ومن الجدير بالذكر أن العديد من هذه التطورات والتطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في الرياضة ستكون محور النقاش في النسخة الثالثة من مؤتمر البحرين الدولي الافتراضي للذكاء الاصطناعي في الرياضة، الذي ينطلق تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة اليوم الخميس 24 إبريل ٢٠٢٥.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق