(CNN) -- سلطت الأنباء عن مشاركة جينيفر، زوجة وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، في محادثة جماعية عبر تطبيق سيغنال شارك فيها معلومات حساسة عن العمليات العسكرية ضد الحوثيين، الضوء على الدور البارز لها في وزارة الدفاع (البنتاغون) دون أن تكون موظفة بشكل رسمي، خلال الفترة القصيرة التي تولى فيها زوجها إدارة الجيش.
ولطالما كانت جينيفر هيغسيث حاضرة في الدائرة المقربة لزوجها حتى قبل تعيينه في منصبه، وأعادها ذلك الانخراط إلى دائرة الضوء خلال نهاية الأسبوع، وعندما كشف أنها كانت مشاركة في محادثة جماعية مع زوجها وشقيقه ومحاميه، حيث كشف الوزير عن معلومات حساسة حول العمليات العسكرية.
وفي حين أن فيل، شقيق هيغسيث ومحاميه تيم بارلاتور، يشغلان مناصب رسمية في وزارة الدفاع، فإن جينيفر هيغسيث لا تشغل منصبا رسميا.
وصرح مصدر مطلع لشبكة CNN أن جينيفر هيغسيث قدمت أوراقًا للحصول على تصريح أمني، لكن لم يتضح ما إذا كانت قد حصلت عليه.
وعندما سألت CNN المتحدث باسمها عما إذا كانت جينيفر هيغسيث تمتلك تصريحًا أمنيا، قال إن الوزارة لا تناقش مسألة التصاريح الأمنية لأي فرد.
وأضاف المتحدث باسم "البنتاغون" كينغسلي ويلسون، أن جينيفر هيغسيث "لم تحضر قط اجتماعًا نوقشت فيه معلومات حساسة أو سرية".
وأفادت مصادر متعددة لشبكة CNN أن هيغسيث أصبح أكثر قلقًا بشأن احتمالية تسريب معلومات إلى وسائل الإعلام داخل "البنتاغون"، وبدأ يعتمد بشكل كبير على دائرة ضيقة من المستشارين، بمن فيهم زوجته.
وذكرت CNN سابقا نقلا عن مصادر أن مجموعة المحادثة التي ضمت جينيفر هيغسيث أُنشئت في الأصل لوضع الاستراتيجيات خلال عملية المصادقة على تعيينه، لكنها استمرت بعد ذلك.
وقال هيغسيث، الثلاثاء، في مقابلة مع برنامج "فوكس آند فريندز" إن "ما تم تداوله عبر سيغنال، آنذاك والآن، بغض النظر عن وصفه، كان تنسيقًا غير رسمي وغير سري، لتنسيق مع وسائل الإعلام، وأمورًا أخرى، وهذا ما قلته منذ البداية".
وذكر ويلسون لشبكة CNN أن جينيفرهيغسيث "امرأة وقائدة بارعة ومستشارة موثوقة لزوجها، ومدافعة عن عائلات العسكريين".
وكانت جينيفر هيغسيث حاضرة بشكل شبه دائم إلى جانب زوجها منذ تعيينه في وقت سابق من هذا العام، حيث شوهدت بشكل متكرر تحضر اجتماعات المصادقة على تعيينه مع أعضاء مجلس الشيوخ في مبنى الكابيتول.
وقال مسؤول كبير سابق في البنتاغون، عمل في ظل إدارة جمهورية، لـCNN إنه "لم يسمع قط عن أي شخص" أحضر زوجته إلى اجتماع رسكي وذلك أزعج الكثير من أعضاء مجلس الشيوخ".
وذكر المسؤول الكبير السابق عن الحضور المنتظم لزوجة الوزير: "ما رأيته مع هيغسيث لم أرَ مثله قط في حياتي".
حضرت اجتماعًا مع حليف رئيسي
كما حضرت اجتماعًا رسميًا واحدًا على الأقل مع زوجها؛ وشاركت في اجتماع ثنائي في البنتاغون في مارس/آذار بين هيغسيث ووزير الدفاع البريطاني جون هيلي.
وكان جون أوليوت، المتحدث باسم "البنتاغون" آنذاك، والذي انتقد هيغسيث منذ ذلك الحين، ذكر لـCNN سابقا أن جينيفر هيغسيث هي "زوجة وزير الدفاع، ومرحب بها في أي وقت في البنتاغون".
وذكر ويلسون أن جينيفر هيغسيث "غادرت الاجتماع قبل إجراء أي مناقشات حساسة وسرية"، ولكن المسؤول الكبير السابق في "البنتاغون" قال إن حضور جينيفر هيغسيث "غير مسبوق".
وأضاف: "لم أرَ في حياتي المهنية زوجًا/زوجة يحضر/تحضر اجتماعًا مع نظراء من دول أخرى، حيث يناقشون مسائل جوهرية تتعلق بعلاقتنا مع هذه الجيوش الأجنبية".
وقال كريس ميجر، المتحدث السابق باسم البنتاغون في عهد الوزير لويد أوستن، إن حضور جينيفر هيغسيث في الاجتماعات الثنائية ومحادثات سيغنال "حيث يشارك معلومات حساسة، وربما سرية، أمر محير".
وأضاف: "ليس من المرجح أن تمتلك زوجته تصريحًا أمنيًا فحسب، بل إنها بالتأكيد ليست بحاجة إلى معرفة المعلومات السرية الحساسة التي يبدو أن بيت هيغسيث يشاركها معها".
وقال جريج ويليامز، مدير مركز معلومات الدفاع التابع لمشروع الرقابة الحكومية، إن حضورها في اجتماع هيلي، وظهورها في محادثة سيغنال حيث كان يناقش العمليات العسكرية، قد يثيران مخاوف القادة الأجانب بشأن قدرة هيغسيث على الاحتفاظ بالمعلومات الحساسة لنفسه.
وأضاف ويليامز: "يثير هذا مخاوف جدية من أن هيغسيث لا يفهم الحدود بين حياته الشخصية وحياته المهنية، وتعتمد قوة الولايات المتحدة وسلامتها بشكل كبير على علاقاتنا مع حلفائنا المقربين، وإذا لم يعتقدوا أن وزير دفاعنا لديه فهم معقول للحدود بين حياته الشخصية وحياته المهنية، فسيكون من الصعب عليهم للغاية مشاركة المعلومات الحساسة التي كانوا سيشاركونها لو وثقوا بتلك الحدود".
وذكر مسؤول أمريكي لـCNNأن جينيفر هيغسيث تعتمد على خبرتها كمنتجة في قناة فوكس نيوز لمساعدة زوجها على التعامل مع البيئة الإعلامية، وتشاركه شعورا بعدم ثقة مماثل تجاه العديد من وسائل الإعلام.
وأضاف المسؤول أنها لعبت أيضًا دورًا في بناء فريق الشؤون العامة لزوجها في "البنتاغون".
وأقر مساعد نائب في مجلس الشيوخ بأنه "من الشائع في أي منصب رفيع المستوى أن يعتمد المسؤول على زوجته للحصول على الدعم أو المشورة لكن يبدو أن عائلة هيغسيث قد ذهبت إلى أبعد من ذلك، وهذا أمر ملحوظ".
وأضاف: "لقد كانت هذه نقطةً ملحوظةً وغريبةً طوال فترة عمله وقد أثارت قلقنا، ومن الناحية النظرية، سيلجأ أي مسؤول في الحكومة إلى زوجته أو شريكه طلبًا للنصيحة كما يفعل أي شخص في أي منصب رفيع، سواءً في الحكومة أو في أي مهنة، لكن هذا وضع غريب جدا".
0 تعليق