أبريل 24, 2025 6:08 م
كاتب المقال : علي سعادة

ها هو يشتم شعبه بوصفهم “أولاد الكلب”.
لم يحدث في أكثر الأنظمة الدكتاتورية والفاشية، في العالم، قديما وحديثا أن قام قائد سياسي بشتم مكون من شعبه بأنهم “أولاد الكلب”.
عندما يصف صاحب أعلى منصب سياسي شعبه بـ”أولاد الكلب” فهو يعطي المبرر لعدوه بأن يتمادى في وصفهم بأنهم “حيوانات بشرية” وبأنهم يستحقون الموت بالقصف وبالجوع والعطش والأمراض، وليس بينهم بريء حتى الطفل الرضيع.
عام ونصف مضت على حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وأيضا الضفة الغربية، وبعد استشهاد وإصابة نحو 170 ألف مواطن فلسطيني غالبيتهم من الأطفال والنساء، وبعد تدمير قطاع غزة وسحقه وتحويله إلى منطقة منكوبة بالكامل لا تصلح للحياة، يخرج رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ( ابو مازن) ليوجه رسالة لشعبه وللمقاومة من خلال كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية لأعمال المجلس المركزي الفلسطيني في مدينة رام الله الأربعاء ملخصها: “يا ولاد الكلب..سلّموا الرهائن. وخلصونا”!
وبدلا من أن يتدارك الأمر ويعيد صياغة حديثه بلغة أكثر نضجا واحتراما وتأدبا في حضرة الشهداء والأسرى، عاد ليسمع شعبه مر الكلام وأقساه، ووجّه إليه سهامه بالقول: “سدوا ذرائعهم.. خلصونا من هالشغلة”!.
وكأن الاحتلال الجاثم على صدر وأنفاس وتراب فلسطين يحتاج إلى ذرائع فهو يتمدد استيطانيا منذ عام 1948 واتسعت رقعة التمدد والتوسع الاستيطاني بعد توقيع اتفاقيات أوسلو التي أضاعت ما تبقى من فلسطين، وارتفعت أعداد الأسرى من الضفة إلى أرقام غير مسبوقة، فيما الشهداء يرتقون يوميا في الضفة، كما يقوم الاحتلال بعمليات هدم وتهجير لسكان مدن ومخيمات وقرى الضفة بشكل منهجي سيؤدي في النهاية إلى ضم كامل للضفة.
وهذا هنا وعلى مرأى من الرئيس عباس، حيث لا توجد حماس ولا يوجد رهائن او أسرى للاحتلال، فمن أوجد الذرائع في الضفة الغربية؟
إذا كان مطلوبا من “أولاد الكلب” أن يسلموا الرهائن من أجل نزع ذرائع الإبادة، فما هو المطلوب من أولاد السلطة وصبيانها ومنسقيها الأمنيين، ما الذي يجب عليهم تسليمه ليتوقف التطهير العرقي وزحف الاستيطان والقتل اليومي في الضفة الغربية؟!
إذا كان قطاع غزة قد شهد نزوح سكانه بسبب الحرب التي جلبتها المقاومة، حسب مزاعمه، فإن الضفة لم تشارك في هذا الهجوم، ولم تبادر إلى عمليات مقاومة منظمة، ورغم ذلك تم تهجير أكثر من 70 ألف فلسطيني من مدن شمالها، وإقامة عشرات البؤر الاستيطانية التي ابتلعت الضفة، إضافة إلى عمليات القتل والاعتقالات ونسف المنازل التي يقوم بها الاحتلال بشكل ممنهج، فهل تتحمل السلطة مسؤولية ذلك كونها تحكم الضفة ؟.
وفي ذات الجلسة، حاول عباس التظاهر بالشجاعة في سبه للولايات المتحدة الأمريكية، مستخدما كلمات حادة. وقال عباس، خلال حديثه في اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني “يلعن أبوهم” وسط تصفيق الحاضرين في القاعة، لكنه سرعان ما استدرك على كلمته ما يشير إلى اعتبار كلامه مزحة؛ حيث قال: “أنا مش زعيم عربي كبير.. أنا زعلّطي” بالطبع كلنا يعرف معناها.
0 تعليق