loading ad...
صدر عن منتدى الفكر الديمقراطي في الأردن، الجزء الرابع من "يوميات عبد الرحمن وهيب البيطار"، وهو عمل لا يندرج ضمن تصنيفات الكتابة التقليدية. لا هو كتاب مذكرات فحسب، ولا هو كتاب تاريخ محض، ولا ينتمي بالكامل إلى أدبيات السياسة. بل هو نص بصري وروحي وإنساني، يمزج بين تلك الحقول جميعها في سردية فريدة من نوعها، تمكن القارئ من التوغل في فكر عبد الرحمن البيطار، والتعرف إلى منظومته القيمية، ونمط تفكيره، وعمق رؤيته.اضافة اعلان
يرى نصري الطرزي، في مقدمته لهذا الجزء، أن هذا العمل يعكس مستوى راق من الوعي الحضاري والإنساني، يظهر من خلال التفاصيل اليومية لحياة البيطار، كما من خلال انخراطه الدائم بقضايا شعبه ووطنه، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. الحب الذي يملأ وجدان البيطار، ويمنحه القوة لمواجهة المرض والتحديات، يتجلى في كتاباته بوصفه محركا للحياة، لا مشاعر فردية معزولة.
يقول الطرزي إن هذا الإصدار، بما فيه الأجزاء الثلاثة السابقة، ينتمي إلى نوع فريد من الكتابة، فلا هو كتاب مذكرات تقليدي، ولا كتاب تاريخ، ولا حتى كتابا سياسيا خالصا، بل هو عمل ينضوي تحت هذه الجوانب جميعا في سردية واحدة متميزة. يتيح هذا النص للقارئ أن ينفد إلى عقل عبد الرحمن البيطار، ليكتشف جوهر شخصيته وقيمه الأساسية، وطريقة تفكيره.
يرى الطرزي أن القارئ يلمس في هذا العمل مستوى رفيعا من الرقي الحضاري والإنساني، يمتد إلى جوانب الحياة الشخصية والعائلية والوطنية للمؤلف. ومن صميم هذا الرقي، يتجلى الحب الذي يملأ قلب البيطار وعقله ووجدانه؛ حب لا ينفصل عن الفرح والحيوية، ولا يمكن أن يترجم إلا بصورة إنسانية صافية، تظهر في جميع صفحات الكتاب. يتماهى البيطار مع شعبه، ويعي الظلم التاريخي الواقع عليه، خاصة في رؤيته لحل قضية فلسطين.
وهو حل يخلو من الكراهية تجاه الأفراد، بل يرفض الصهيونية بوصفها حركة استعمارية عنصرية إقصائية. هذا الحب لا يتزعزع، ولا ينكسر حتى في وجه الغضب، بل يظهر جليا في مقاومته المستمرة للمرض، إذ يدمج القارئ في رحلة شفاء عميقة، تستلهم من الحياة اليومية بكل تفاصيلها، ولا تنفصل عن معاناة الإنسان على مختلف الصعد.
ويرى الطرزي، أن القارئ يكتشف في هذا الكتاب مدى الرقي الحضاري والإنساني الذي يتمتع به صاحب هذه اليوميات على المستويات الشخصية، العائلية والوطنية. ومن هذا الرقي، فإن الحب الذي يسكن قلبه وعقله ووجدانه، وعندما يكون الحب دافعا للمرء، ومحركا له لا يمكن أن تكون آراؤه مواقفه إلا إنسانية ودلالة على هذا الحب في جميع صفحات الكتاب، في رسائله لزوجته وبناته وعلاقته بهن، في تماهيه مع قضية شعبه وإدراكه للظلم التاريخي الذي يعيش فيه، وبالذات في الحل الذي يرتأيه لقضية فلسطين.
وهو الحل الذي لا يشوبه الكره للأفراد، بل للصهيونية بصفتها حركة استعمارية عنصرية اقتلاعيه إحلالية، ولا يتزعزع هذا الحب أبدا، ولا يخالطه الغضب إذ يضطر دائما إلى خوض معركة شرسة مع المرض، فهو يدمج القارئ في رحلة شفائه، وكأنها شيء من صميم الحياة اليومية، وليست تجربة قاسية على كل الصعد.
ويضيف الطرزي أن كتب التاريخ غالبا ما تقدم صورة عامة لعصر ما، من خلال قراءة واعية للماضي، تنتقي الأحداث ذات الصلة، وتفسرها وتربط بينها، لتشكل منها إطارا يظهر ملامح العالم في ذلك الحين. غير أنه يصعب أحيانا إسقاط هذه القراءة التاريخية على الحاضر، بسبب عشوائية الأحداث الجارية وقربنا الزمني منها، مما يعيق إدراكنا الكامل لآثارها التاريخية المحتملة.
ويرى الطرزي، أن هذا هو تحديدا دور كتب السياسة، التي تتميز بعرض التفاصيل الآنية من مواقف، ومفاوضات، واتفاقيات، وتنازلات وحلول، في خضم حدث معين. غير أن هذا التعمق في تحليل مجريات الحاضر لا يتسع، في الغالب، لعرض الأسس التاريخية التي قادت إلى الحدث قيد البحث. ومن نافل القول إن على المناضل أن يحسن الإمساك بزمام المنهجين معا؛ فإن اكتفى بالسياسة ونبذ التاريخ، سرعان ما يصبح تفكيره سطحيا، ما يجعله عرضة للانحراف عن مسار قضيته، سواء عن وعي أو من دون وعي.
ويرى الطرزي أن هذا الكتاب، الذي يشكل الجزء الرابع من السلسلة، فتكمن فرادته في مزاوجته بين النهجين: التاريخي والسياسي. فهو يناقش المتغيرات السياسية بعين ترصد الخلفيات التاريخية التي أدت إليها. ويعرض الكتاب مقالات وحوارات مهمة نشرت في العقود الثلاثة السابقة لصدوره، إلى جانب توثيقه لأحداث يومية في العام 1967.
ويتميز بأسلوب فريد في الربط بين ما قد يبدو قضايا متناثرة، ليظهر في النهاية رؤية متماسكة. وتكمن قيمته التثقيفية في غوصه العميق بتفاصيل سياسية سبقت النكسة، لكنها ساهمت في تشكيل الحدث التاريخي الذي ما نزال نعيش آثاره حتى اليوم. وبذلك، يمنح القارئ المعاصر المهتم بالشأن السياسي عمقا تاريخيا يعزز وعيه، ويرسخ قناعاته بصورة علمية رصينة.
كما يتحدث الطرزي عن أسلوب هذا الكتاب، مشيرا إلى أنه كتب بأسلوب فريد يتنقل بسلاسة بين العام والخاص، وبين التفاصيل الدقيقة والصورة الكبرى. فنراه ينتقل من نقاش حول الدور التاريخي لبسمارك في توحيد ألمانيا ومنجزاته، إلى ملاحظة بسيطة عن اصطفاف عشر حمامات بطريقة منظمة فوق أحد الشبابيك. ثم ينتقل إلى سرد مجريات الأحداث التي مر بها في المستشفى، وصولا إلى عرض عناصر مشروع يقترحه لمواجهة "صفقة القرن".
وفي موضع آخر، ينتقل من كتابة رسالة إلى أحمد سعدات في سجنه، إلى رسالة متخيلة موجهة إلى ابن المقفع في مثواه. ولا يعرف الطرزي ما إذا كان هذا الأسلوب مقصودا، أم أنه نتيجة التداخل الطبيعي بين العام والخاص في وجدان عبد الرحمن البيطار. ويرى الطرزي، أن هذا الأسلوب يمنح القارئ مساحة للراحة، فبعد نقاش معمق في قضية سياسية أو تاريخية، يحتاج القارئ إلى فسحة من التأمل لهضم ما قرأ، وهو ما يتيحه القسم الثاني من الكتاب، الذي يتناول مواضيع العلاج والعائلة، فيوفر بذلك توازنا محببا. والنتيجة، كما يؤكد الطرزي، أن قراءة هذا الكتاب الجاد تتم بسلاسة ويسر.
بعد الانتهاء من قراءة المخطوط، تساءل الطرزي: ما هو الأمر الجوهري الذي بني عليه هذا الكتاب؟ وما هي رسالة عبد الرحمن البيطار؟ من المؤكد أن هناك العديد من القضايا الحيوية التي تتيح للقارئ أن يستخرج منها أجوبة عن أسئلته الخاصة، وفقا لتجربته واهتمامه. لكنني خرجت بعدد من الخلاصات والدروس التي يمكن للمرء أن يستفيد منها، أولا: أن حياة عبد الرحمن نموذجا لمن يعيش حياته الخاصة بامتلاء وصدق، ويكرس نفسه في الوقت ذاته، من خلال التزامه بقضية عامة. ويظهر هذا الكتاب كيف يمكن للإنسان أن يوازن، ثم يدمج، بين هذين الجانبين بطريقة فاعلة وخلاقة.
ثانيا: تجربة عبد الرحمن في مواجهة مرض السرطان تعد درسا ملهما في القوة والصمود على المستوى الفردي. إنها معركة مع عدو داخلي، تلهم كل من يمر بظروف قاسية قد تدفعه نحو الاستسلام أو اليأس. وثالثا: ربما كانت الرسالة الأوضح والأكثر تكرارا في هذا الكتاب، هي إيمانه العميق بالحل المستمر والدائم للقضية الفلسطينية. ولم تتناول هذه المقدمة تفاصيل تلك المرتكزات، إذ اختارت أن تتركها للقارئ كي يكتشفها بنفسه، ويمنحها الوقت والتأمل الذي تستحقه، بعيدا عن أي اختزال أو اجترار.
وخلص الطرزي، إلى أن عبد الرحمن البيطار يقدم وجهة نظره بثقة ووضوح عبر صفحات الكتاب، وينافح عنها مستندا إلى حجج مدروسة. وفي نهاية المطاف، يردد جملته الشهيرة: "هذا هو رأيي." رأي لم يتشكل اعتباطا، بل جاء نتيجة سنوات من البحث والنضال، خاض خلالها سجالات فكرية كافية لصياغته، واكتسب من خلالها القدرة على الدفاع عنه في مواجهة الآراء المخالفة.
ويجدر التأكيد هنا، أن هذا الجزء من اليوميات يغطي الفترة ما بين العامين 2010 و2019، أي الحقبة التي سبقت أحداث "سيف القدس" و"طوفان الأقصى". ومن هذا المنطلق، سيكون من المثير للاهتمام متابعة الأجزاء اللاحقة من اليوميات، للاطلاع على كيفية تفاعل الكاتب مع هذه الأحداث المفصلية، وكيف دمجها في رؤيته الفكرية والسياسية التي عرضها في هذا العمل.
يرى نصري الطرزي، في مقدمته لهذا الجزء، أن هذا العمل يعكس مستوى راق من الوعي الحضاري والإنساني، يظهر من خلال التفاصيل اليومية لحياة البيطار، كما من خلال انخراطه الدائم بقضايا شعبه ووطنه، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. الحب الذي يملأ وجدان البيطار، ويمنحه القوة لمواجهة المرض والتحديات، يتجلى في كتاباته بوصفه محركا للحياة، لا مشاعر فردية معزولة.
يقول الطرزي إن هذا الإصدار، بما فيه الأجزاء الثلاثة السابقة، ينتمي إلى نوع فريد من الكتابة، فلا هو كتاب مذكرات تقليدي، ولا كتاب تاريخ، ولا حتى كتابا سياسيا خالصا، بل هو عمل ينضوي تحت هذه الجوانب جميعا في سردية واحدة متميزة. يتيح هذا النص للقارئ أن ينفد إلى عقل عبد الرحمن البيطار، ليكتشف جوهر شخصيته وقيمه الأساسية، وطريقة تفكيره.
يرى الطرزي أن القارئ يلمس في هذا العمل مستوى رفيعا من الرقي الحضاري والإنساني، يمتد إلى جوانب الحياة الشخصية والعائلية والوطنية للمؤلف. ومن صميم هذا الرقي، يتجلى الحب الذي يملأ قلب البيطار وعقله ووجدانه؛ حب لا ينفصل عن الفرح والحيوية، ولا يمكن أن يترجم إلا بصورة إنسانية صافية، تظهر في جميع صفحات الكتاب. يتماهى البيطار مع شعبه، ويعي الظلم التاريخي الواقع عليه، خاصة في رؤيته لحل قضية فلسطين.
وهو حل يخلو من الكراهية تجاه الأفراد، بل يرفض الصهيونية بوصفها حركة استعمارية عنصرية إقصائية. هذا الحب لا يتزعزع، ولا ينكسر حتى في وجه الغضب، بل يظهر جليا في مقاومته المستمرة للمرض، إذ يدمج القارئ في رحلة شفاء عميقة، تستلهم من الحياة اليومية بكل تفاصيلها، ولا تنفصل عن معاناة الإنسان على مختلف الصعد.
ويرى الطرزي، أن القارئ يكتشف في هذا الكتاب مدى الرقي الحضاري والإنساني الذي يتمتع به صاحب هذه اليوميات على المستويات الشخصية، العائلية والوطنية. ومن هذا الرقي، فإن الحب الذي يسكن قلبه وعقله ووجدانه، وعندما يكون الحب دافعا للمرء، ومحركا له لا يمكن أن تكون آراؤه مواقفه إلا إنسانية ودلالة على هذا الحب في جميع صفحات الكتاب، في رسائله لزوجته وبناته وعلاقته بهن، في تماهيه مع قضية شعبه وإدراكه للظلم التاريخي الذي يعيش فيه، وبالذات في الحل الذي يرتأيه لقضية فلسطين.
وهو الحل الذي لا يشوبه الكره للأفراد، بل للصهيونية بصفتها حركة استعمارية عنصرية اقتلاعيه إحلالية، ولا يتزعزع هذا الحب أبدا، ولا يخالطه الغضب إذ يضطر دائما إلى خوض معركة شرسة مع المرض، فهو يدمج القارئ في رحلة شفائه، وكأنها شيء من صميم الحياة اليومية، وليست تجربة قاسية على كل الصعد.
ويضيف الطرزي أن كتب التاريخ غالبا ما تقدم صورة عامة لعصر ما، من خلال قراءة واعية للماضي، تنتقي الأحداث ذات الصلة، وتفسرها وتربط بينها، لتشكل منها إطارا يظهر ملامح العالم في ذلك الحين. غير أنه يصعب أحيانا إسقاط هذه القراءة التاريخية على الحاضر، بسبب عشوائية الأحداث الجارية وقربنا الزمني منها، مما يعيق إدراكنا الكامل لآثارها التاريخية المحتملة.
ويرى الطرزي، أن هذا هو تحديدا دور كتب السياسة، التي تتميز بعرض التفاصيل الآنية من مواقف، ومفاوضات، واتفاقيات، وتنازلات وحلول، في خضم حدث معين. غير أن هذا التعمق في تحليل مجريات الحاضر لا يتسع، في الغالب، لعرض الأسس التاريخية التي قادت إلى الحدث قيد البحث. ومن نافل القول إن على المناضل أن يحسن الإمساك بزمام المنهجين معا؛ فإن اكتفى بالسياسة ونبذ التاريخ، سرعان ما يصبح تفكيره سطحيا، ما يجعله عرضة للانحراف عن مسار قضيته، سواء عن وعي أو من دون وعي.
ويرى الطرزي أن هذا الكتاب، الذي يشكل الجزء الرابع من السلسلة، فتكمن فرادته في مزاوجته بين النهجين: التاريخي والسياسي. فهو يناقش المتغيرات السياسية بعين ترصد الخلفيات التاريخية التي أدت إليها. ويعرض الكتاب مقالات وحوارات مهمة نشرت في العقود الثلاثة السابقة لصدوره، إلى جانب توثيقه لأحداث يومية في العام 1967.
ويتميز بأسلوب فريد في الربط بين ما قد يبدو قضايا متناثرة، ليظهر في النهاية رؤية متماسكة. وتكمن قيمته التثقيفية في غوصه العميق بتفاصيل سياسية سبقت النكسة، لكنها ساهمت في تشكيل الحدث التاريخي الذي ما نزال نعيش آثاره حتى اليوم. وبذلك، يمنح القارئ المعاصر المهتم بالشأن السياسي عمقا تاريخيا يعزز وعيه، ويرسخ قناعاته بصورة علمية رصينة.
كما يتحدث الطرزي عن أسلوب هذا الكتاب، مشيرا إلى أنه كتب بأسلوب فريد يتنقل بسلاسة بين العام والخاص، وبين التفاصيل الدقيقة والصورة الكبرى. فنراه ينتقل من نقاش حول الدور التاريخي لبسمارك في توحيد ألمانيا ومنجزاته، إلى ملاحظة بسيطة عن اصطفاف عشر حمامات بطريقة منظمة فوق أحد الشبابيك. ثم ينتقل إلى سرد مجريات الأحداث التي مر بها في المستشفى، وصولا إلى عرض عناصر مشروع يقترحه لمواجهة "صفقة القرن".
وفي موضع آخر، ينتقل من كتابة رسالة إلى أحمد سعدات في سجنه، إلى رسالة متخيلة موجهة إلى ابن المقفع في مثواه. ولا يعرف الطرزي ما إذا كان هذا الأسلوب مقصودا، أم أنه نتيجة التداخل الطبيعي بين العام والخاص في وجدان عبد الرحمن البيطار. ويرى الطرزي، أن هذا الأسلوب يمنح القارئ مساحة للراحة، فبعد نقاش معمق في قضية سياسية أو تاريخية، يحتاج القارئ إلى فسحة من التأمل لهضم ما قرأ، وهو ما يتيحه القسم الثاني من الكتاب، الذي يتناول مواضيع العلاج والعائلة، فيوفر بذلك توازنا محببا. والنتيجة، كما يؤكد الطرزي، أن قراءة هذا الكتاب الجاد تتم بسلاسة ويسر.
بعد الانتهاء من قراءة المخطوط، تساءل الطرزي: ما هو الأمر الجوهري الذي بني عليه هذا الكتاب؟ وما هي رسالة عبد الرحمن البيطار؟ من المؤكد أن هناك العديد من القضايا الحيوية التي تتيح للقارئ أن يستخرج منها أجوبة عن أسئلته الخاصة، وفقا لتجربته واهتمامه. لكنني خرجت بعدد من الخلاصات والدروس التي يمكن للمرء أن يستفيد منها، أولا: أن حياة عبد الرحمن نموذجا لمن يعيش حياته الخاصة بامتلاء وصدق، ويكرس نفسه في الوقت ذاته، من خلال التزامه بقضية عامة. ويظهر هذا الكتاب كيف يمكن للإنسان أن يوازن، ثم يدمج، بين هذين الجانبين بطريقة فاعلة وخلاقة.
ثانيا: تجربة عبد الرحمن في مواجهة مرض السرطان تعد درسا ملهما في القوة والصمود على المستوى الفردي. إنها معركة مع عدو داخلي، تلهم كل من يمر بظروف قاسية قد تدفعه نحو الاستسلام أو اليأس. وثالثا: ربما كانت الرسالة الأوضح والأكثر تكرارا في هذا الكتاب، هي إيمانه العميق بالحل المستمر والدائم للقضية الفلسطينية. ولم تتناول هذه المقدمة تفاصيل تلك المرتكزات، إذ اختارت أن تتركها للقارئ كي يكتشفها بنفسه، ويمنحها الوقت والتأمل الذي تستحقه، بعيدا عن أي اختزال أو اجترار.
وخلص الطرزي، إلى أن عبد الرحمن البيطار يقدم وجهة نظره بثقة ووضوح عبر صفحات الكتاب، وينافح عنها مستندا إلى حجج مدروسة. وفي نهاية المطاف، يردد جملته الشهيرة: "هذا هو رأيي." رأي لم يتشكل اعتباطا، بل جاء نتيجة سنوات من البحث والنضال، خاض خلالها سجالات فكرية كافية لصياغته، واكتسب من خلالها القدرة على الدفاع عنه في مواجهة الآراء المخالفة.
ويجدر التأكيد هنا، أن هذا الجزء من اليوميات يغطي الفترة ما بين العامين 2010 و2019، أي الحقبة التي سبقت أحداث "سيف القدس" و"طوفان الأقصى". ومن هذا المنطلق، سيكون من المثير للاهتمام متابعة الأجزاء اللاحقة من اليوميات، للاطلاع على كيفية تفاعل الكاتب مع هذه الأحداث المفصلية، وكيف دمجها في رؤيته الفكرية والسياسية التي عرضها في هذا العمل.
0 تعليق