المرأة السعودية في رؤية 2030.. تمكين وتقدم مستمر - الأول نويز

اخبار 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

منذ إطلاق رؤية السعودية 2030، أصبحت المرأة محورًا رئيسيًا في خطط التنمية الوطنية، من خلال تمكينها في مختلف المجالات: الاقتصادية، الاجتماعية، والقيادية، وإطلاق العديد من البرامج التي ساهمت في رفع نسبة مشاركتها في سوق العمل.

وشهدت السنوات الأخيرة خطوات ملموسة أدّت إلى تغيرات جوهرية في وضع المرأة داخل المجتمع، بدءًا من تعزيز حضورها في المناسبات المحلية والعالمية، مرورًا بتوليها مناصب قيادية، وانتهاءً بتمكينها من ممارسة حقوقها كاملة.

كما شهدت السنوات الماضية تمكيناً غير مسبوق للمرأة في القطاع الرياضي عبر مشاركتهن في العديد من الأنشطة الرياضية، وتمثيل المنتخبات الوطنية في محافل دولية، إضافة لتوليهن مناصب قيادية في العديد من الاتحادات الرياضية.

التمكين في سوق العمل

شهدت مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل تقدمًا ملحوظًا منذ إطلاق رؤية 2030، حيث ارتفعت نسبة مشاركتها من 22.8% كخط أساس إلى 36% في عام 2024؛ مما يعكس تحسنًا ملموسًا في مستوى تمكين المرأة اقتصاديًا.

ويُعد هذا المؤشر من الأهداف الأساسية التي نصّت عليها الرؤية، والتي تهدف إلى رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 40% بحلول عام 2030، ويعكس هذا التقدم أثر الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي تبنّتها المملكة، مثل تحديث أنظمة العمل، ورفع القيود عن عمل المرأة، وتحقيق المساواة في الأجور، إلى جانب برامج التدريب، وخدمات رعاية الطفل، وتسهيل التنقل، وتحفيز القطاع الخاص على التوظيف.

كما وصلت نسبة النساء في المناصب الإدارية المتوسطة والعليا إلى 43.8%، متجاوزة بذلك المستهدف البالغ 30.3%، ونسبة مشاركة المرأة في القطاع التقني 35% مقارنةً بـ7% في عام 2017.

وفي جانب ريادة الأعمال، سجلت السيدات أكثر من 1.3 مليون سجل تجاري، وتمكنت 42 ألف سيدة من الحصول على تمويل لدعم مشاريعهم، لتصل نسبة السجلات التجارية إلى 45% من إجمالي المؤسسات.

قيادة المرأة.. خطوة نحو الاستقلال والتمكين

في يونيو 2018، صدر قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة؛ وهو ما اعتُبر نقطة تحوّل رئيسية في تعزيز حرية التنقل للمرأة ودعم مشاركتها في سوق العمل. هذا القرار ساهم في زيادة التحاق النساء بالوظائف، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 في دعم التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة.

الرياضة النسائية.. توسع لافت وإنجازات متسارعة

تضاعفت مشاركة النساء في المجال الرياضي، ووصل عدد الرياضيات في 2024 إلى 3531 رياضية مقارنة بعام 2022 الذي كان 823 رياضية، ويرتفع عدد المدربات من 35 مدربة في 2022 إلى 103 مدربات في 2024، ووصل عدد الرياضيات المسجلات في بوابة رياضي الرقمية 9524 رياضية.

كما تم تأسيس 40 فريقًا وطنيًا للسيدات ضمن 25 اتحادًا رياضيًا متنوعًا، إلى جانب وجود 7 رئيسات للاتحادات الرياضية، و104 عضوات في مجالس إدارة الاتحادات الرياضية يمثلن 30% من المناصب القيادية.

كما شهد القطاع الرياضي النسائي توسعًا في البنية التحتية والدعم الفني، حيث ارتفع عدد المراكز الرياضية النسائية إلى أكثر من 500 مركز، وعلى مستوى الرياضة المدرسية، تنافست نحو 70 ألف طالبة في بطولات كرة القدم، فيما خاضت 15 ألف طالبة تجربة ممارسة رياضة التنس لأول مرة. وفي خطوة تاريخية، شاركت أول سبّاحة سعودية في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، وذلك بعد أن شهدت طوكيو 2020 أول مشاركة بارالمبية نسائية؛ مما يعكس اتساع حضور المرأة السعودية في الساحات الرياضية المحلية والدولية.

المرأة في قطاع الدفاع.. تتقدم بثقة واقتدار

دخلت المرأة السعودية القطاع العسكري في السنوات السابقة للرؤية في نطاقات ضيقة تركزت في السجون، والجوازات، والمهام الطبية والتمريضية، وفي 2018 صدر قرار السماح للمرأة بالعمل في القطاع العسكري من خلال وزارتي الداخلية والدفاع، وشغلت وظائف متعددة في الأمن العام، والجوازات، والقوات الجوية والبحرية وغيرها.

وفي 2021، افتتح أول معهد تدريب نسائي للأمن العام، ليعمل على تجهيز وتدريب المجندات في عدد من التخصصات الأمنية والفنية، ويخرِّج خلال السنوات الماضية العديد من العناصر النسائية اللواتي خدمن في عدة قطاعات أمنية.

أول سعودية تتجاوز الغلاف الجوي

في إنجاز علمي غير مسبوق، أصبحت ريانة برناوي أول سعودية تصل إلى محطة الفضاء الدولية في مايو 2023، ضمن مهمة علمية بالتعاون مع "أكسيوم سبيس"، و"ناسا"، مثلت التجربة قفزة نوعية في تمكين المرأة في العلوم والبحث والتقنية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030.

طالبات موهبة في تميز دولي

حققت الطالبات السعوديات إنجازات مميزة في عدد من المسابقات العلمية الدولية. ففي معرض آيسف الدولي، تمكنت 100 طالبة من الفوز في مجالات متعددة، من بينها الطب، الكيمياء، الهندسة، الطاقة، وعلوم الأحياء الدقيقة والروبوتات؛ الأمر الذي ساهم في تقدم المملكة 18 مرتبة في مؤشر الابتكار العالمي.

كما شاركت المملكة في الأولمبياد الأوروبي للرياضيات، وحققت الطالبات السعوديات نتائج مميزة، حيث حصلت فاطمة حسن بوعلي على الميدالية البرونزية، فيما حصلت رتاج شكري الصالح على شهادة تقدير، وارتفع بذلك إجمالي الجوائز التي حققتها المملكة في المسابقة إلى 28 جائزة منذ بدء المشاركة.

يمثل تمكين المرأة أحد المحاور الأساسية في رؤية المملكة 2030، وقد انعكس ذلك على أرض الواقع من خلال نتائج ملموسة وإنجازات نوعية في مختلف القطاعات. واستمرار هذا الزخم يرسّخ مكانة المرأة شريكًا فاعلًا في مسيرة التنمية، ويعزز من قدرة المملكة على تحقيق مستهدفاتها المستقبلية بكفاءة وشمولية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق