القولون العصبي ليس مجرد اضطراب في الجهاز الهضمي، بل هو حالة مزمنة تؤثر على إيقاع الحياة اليومية، خاصة لدى النساء.

تعود هذه الإصابة إلى تفاعل معقد بين الجهاز العصبي والهضمي، ويتفاقم الأمر عندما تتداخل التغيرات الهرمونية مع الضغوط النفسية، ما يجعل الأعراض أكثر وضوحًا وتكرارًا في مراحل معينة من حياة المرأة، كالحمل مثلًا.

الأعراض وتأثيرها النفسي والجسدي

غالبًا ما تبدأ الأعراض بشعور دائم بالانتفاخ وآلام متكررة في البطن، قد تهدأ أحيانًا بعد التبرز لكنها تعود مع أقل مؤثر.

تتنوع شكوى المصابات بين إمساك مزمن وإسهال مفاجئ، وقد يظهر الاثنان بشكل متناوب.

شعور بعدم التفريغ الكامل بعد دخول الحمام يزيد من حدة الانزعاج، إلى جانب الغازات والضيق العام بعد الأكل.

ولا تقتصر الأعراض على الجسد، بل تمتد للنفس؛ فالتوتر والقلق يلازمان أغلب الحالات، مما يعمّق الإحساس بالانزعاج ويطيل أمد النوبات.

أسباب ترتبط بالهرمونات والتوتر والعوامل الوراثية

من أبرز الأسباب التي تجعل النساء أكثر عرضة لهذا الاضطراب هو التأثير الهرموني، إذ تؤثر التغيرات المصاحبة للحمل مثلًاعلى حساسية الأمعاء، كما أن الضغوط النفسية المتكررة تلعب دورًا محوريًا، إذ يرتبط القولون ارتباطًا وثيقًا بالحالة النفسية.

ولا يمكن إغفال دور العوامل الوراثية، حيث تظهر الأعراض أحيانًا ضمن نمط عائلي متكرر، إلى جانب ذلك، تساهم بعض الأطعمة والمشروبات -كالكافيين والدهون- في تحفيز الأعراض، خصوصًا عندما يترافق ذلك مع اضطراب في توازن البكتيريا المفيدة داخل الأمعاء.

طرق فعالة للتعامل مع القولون العصبي

التحكم في أعراض القولون العصبي لا يتطلب حلولًا جذرية بقدر ما يحتاج إلى تغييرات دقيقة في نمط الحياة.

البداية تكون مع النظام الغذائي: تقليل الأطعمة الدهنية والحارة، والحرص على تناول الألياف الطبيعية، وممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام مثل المشي أو اليوجا لها تأثير مباشر في تحسين الهضم وتخفيف التوتر.

أما الاسترخاء: فلا يقل أهمية، إذ يساعد التأمل أو تمارين التنفس على تهدئة الجهاز العصبي والتقليل من نوبات التهيج.

وفي الحالات التي تشتد فيها الأعراض، يمكن اللجوء إلى الأدوية الموصوفة، أو حتى العلاج السلوكي المعرفي، خاصة إذا كان القلق أحد المحفزات الأساسية.