
أصدر الدكتور حمد بن حمود الغافري، الأكاديمي المتخصص في الذكاء الوجداني، كتابًا علميًا جديدًا بعنوان "دليل تنمية مهارات الذكاء الوجداني" في جزأين، يُعد إضافة نوعية للمكتبة العربية، ومرجعًا تطبيقيًا حديثًا في مجالات تطوير الذات وتنمية الكفاءات الشخصية والمهنية. يمثل هذا الإصدار تتويجًا لمسيرة بحثية ومهنية أثمرت خمسة مؤلفات متخصصة، جاءت استجابة للتحولات المتسارعة في بيئات العمل والحياة، وما تستدعيه من أدوات معرفية وعاطفية تعزز مرونة الإنسان وقدرته على التفاعل البنّاء. ويعكس الكتاب وعيًا متقدمًا بأهمية الذكاء الوجداني، الذي وضعه المنتدى الاقتصادي العالمي ضمن قائمة المهارات العشر الأهم للمستقبل، باعتباره أحد المرتكزات الرئيسة للنجاح الفردي والمؤسسي.
امتاز هذا الدليل بمنهجية علمية تجمع بين الجانب التفاعلي التطبيقي والطرح التربوي العميق، مبتعدًا عن التنظير المجرد، ما يجعله مناسبًا للممارسين في ميادين التعليم والتدريب والموارد البشرية، إضافة إلى الأفراد الساعين لتطوير ذواتهم بوعي ممنهج. وقد استلهم المؤلف في بنية الكتاب التعليمية نظرية "روبرت جانيه" (Nine Events of Instruction)، لتقديم تجربة معرفية متكاملة. حيث يتناول الجزء الأول سبع وحدات تدريبية تفاعلية، تركّز على مفاهيم جوهرية مثل: الوعي الذاتي، فهم المشاعر، تقييم الذات، تعزيز الثقة بالنفس، وإدارة الضغوط اليومية، مع تضمين تمارين وأدوات تساعد القارئ على إحداث تحولات ملموسة في حياته. أما الجزء الثاني، فيُكمل هذا المسار التطويري، ليغوص في تطبيقات أعمق، تتناول التواصل الفعّال، العمل الجماعي، اتخاذ القرار، وبناء خطط تطوير ذاتي طويلة المدى، في ضوء التحديات النفسية والاجتماعية التي تحيط بالإنسان المعاصر.
يُشار إلى أن الدكتور حمد الغافري يتمتع بخبرة أكاديمية وتدريبية واسعة في مجاله، ويُعد من الأصوات العلمية البارزة التي تُسهم في ترسيخ الذكاء الوجداني كعلم وممارسة، وقد نجح من خلال هذا العمل في المزج بين الصرامة الأكاديمية والمرونة التطبيقية، ليقدّم دليلًا قابلًا للاستخدام في سياقات التعليم والتطوير والتوجيه المهني.
0 تعليق