loading ad...
ايال زيسر
الهجوم تأجل، لكنه سيأتي – هكذا وعد الأسبوع الماضي رئيس الأركان الإيراني محمد بكري الذي هدد حتى بأن يكون هذا الهجوم أكثر إيلاما من سابقه وسيلحق أضرارا وخسائر فادحة. رئيس الأركان الإيراني لم يقصد بالطبع الهجوم الإسرائيلي المخطط على إيران الذي حسب تقارير الإعلام منعه الرئيس ترامب بل هجوم إيراني ضد إسرائيل، الثالث في عدده بعد الهجومين اللذين سبقاه في نيسان (أبريل) وتشرين الأول (أكتوبر) 2024. مثل هذا الهجوم، حسب المسؤول الإيراني سيأتي – وهي مسألة وقت فقط.اضافة اعلان
لكن التصريحات في جهة والأفعال في جهة أخرى. في هذه الأثناء، إيران والولايات المتحدة تتنافسان فيما بينهما في إطلاق تصريحات التفاؤل غير الحذر على الإطلاق بالنسبة للتقدم في المحادثات التي بدأتا فيها في محاولة للوصول إلى اتفاق نووي جديد بينهما. صحيح أن المحادثات في بدايتها لكن حماسة الطرفين لا تعرف الحدود، ويبدو أنهما مصممان على الوصول إلى اتفاق. وفيما يركضان كل الطريق إلى الاتفاق – في النهاية سيصلان إليه.
لقد أخطأت الولايات المتحدة إذ لم تضع خطوطا حمراء واضحة للمفاوضات مع إيران في كل ما يتعلق بإطارها الزمني – فالإيرانيون معروفون كأبطال في التأجيل والتسويف – والأخطر من ذلك، ليس أيضا في كل ما يتعلق بالمسائل موضع الحديث. فمثلا يتبين أن مسائل مثل "الدعم الذي يمنحه الإيرانيون لوكلاء لديهم في لبنان، في العراق واليمن مثلما هو أيضا لمشروعهم في الصواريخ بعيدة المدى، التي تصل منذ الآن إلى قلب أوروبا، لا توجد على الإطلاق على جدول الأعمال. يحتمل أن يكون الأمريكيون يأملون في أن يحول الاتفاق الإيرانيين اذا ما تحقق، إلى محبي سلام. لكن إذا كانوا هكذا يفكرون، فإنهم لم يعرفوا بعد الطبيعة الحقيقية لنظام آيات الله بعد 40 سنة من استيلائهم على الحكم في طهران.
لقد أتاح الانهيار الاتفاق النووي السابق في العام 2015 للإيرانيين، أن يصلحوا دولة حافة نووية، لديها المعرفة والقدرة، المنشآت والعتاد التي تسمح لها بأن تنتج سلاحا نوويا في غضون وقت غير طويل – أشهر معدودة، أو بأقصى الأحوال بضع سنوات. الإيرانيون لا يحتاجون لأكثر من هذا وبالتالي فلا يوجد في طهران أي إلحاح للتقدم نحو النووي فيثير بذلك العالم كله عليهم. وبالتالي فإن الهدف الإيراني هو الحفاظ قدر الإمكان على ما هو موجود ولهذا فإنهم مستعدون لأن يبدوا مرونة بعيدة المدى والتعهد بألا تنتج إيران قنيلة نووية، بل وحتى التنازل عن جزء من اليورانيوم المخصب الموجود لديها.
بعد كل شيء، كل اتفاق هو بالإجمال ورقة يمكن بعد بضع سنوات خرقها، بعد أن يغادر ترامب البيت الأبيض أو بعد أن يتغير الواقعين الإقليمي والدولي. وعليه، فيمكن البحث والحديث عن كل اتفاق لا يطلب من إيران التنازل عما يوجد لها - لا عن وكلائها في المنطقة، لا عن مشاريعها العسكرية ولا عن ترسانتها من الصواريخ ولا عن البنية التحتية لبحوثها النووية.
0 تعليق