loading ad...
عمان - في سياق حرصه المستمر على الاحتفاء بالمبدعين الأردنيين، وضمن برنامجه الثقافي "مبدع وتجربة"، استضاف منتدى الرواد الكبار الكاتب والناقد الدكتور سليمان الأزرعي، في لقاء حواري تناول مسيرته الأدبية وتجربته الإبداعية الممتدة في مجال النقد والقصة والرواية.اضافة اعلان
وشارك في اللقاء الشاعر مهدي نصير والروائي مجدي دعيبس، وأدارته الناقدة الدكتورة دلال عنبتاوي، بحضور نخبة من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي.
جاء هذا اللقاء الذي أقيم أول من أمس، في مقر منتدى الرواد الكبار، تأكيدا لأهمية توثيق منجزات الأدباء الذين شكلوا حضورا لافتا في المشهد الثقافي الأردني والعربي، وسعيا لإلقاء الضوء على محطات مضيئة من مسيرة الأزرعي، الذي جمع بين النقد الأدبي وكتابة القصة، واشتغل على توثيق ذاكرة المكان والناس، وخاصة في الريف والقرية، بأسلوب ينحاز إلى الإنسان وهويته ومقاومته.
في مستهل اللقاء، رحبت مديرة المنتدى هيفاء البشير بالحضور والمشاركين، مؤكدة أن هذا اللقاء يأتي ضمن البرنامج الثقافي الخاص بالمنتدى تحت عنوان "مبدع وتجربة"، ويهدف إلى تسليط الضوء على تجربة الدكتور سليمان الأزرعي، المعروف في الوسط الثقافي بإبداعه المتميز في مجال الدراسات النقدية وكتابة القصة القصيرة.
وأضافت، أن مشاركة كل من الشاعر مهدي نصير، والروائي مجدي دعيبس، والدكتورة دلال عنبتاوي، تأتي للوقوف عند أبرز المحطات المضيئة في حياة الأزرعي وتجربته الإبداعية الثرية، والاحتفاء بها بفخر واعتزاز.
وأشارت البشير إلى أن منتدى الرواد الكبار دأب على الاحتفاء بتجارب المبدعين، تقديرا لعطائهم، وسعيا لتكريمهم بما يليق بمنجزهم الثقافي والفكري، مؤكدة أن المنتدى سيواصل أداء هذا الدور إيمانا منه بقيمة الإبداع وأهمية الاحتفاء برواده.
من جهته، قدم الروائي مجدي دعيبس مداخلة بعنوان "الأديب سليمان الأزرعي.. ما بين الإبداع ونقده"، تحدث فيها عن تجربة الأزرعي القصصية التي تمتد على مدار ثلاثة عقود من خلال ست مجموعات قصصية، هي بحسب تاريخ صدورها: "البابور، الذي قال أخ أولاً، القبيلة، فالانتاين، حارس الحقبة، أممية، وبين السماوات والأرض"، موضحا أن القارئ لقصص الأزرعي يلمس حضور القرية والريف وحكايات الفلاحين وتقاليدهم، وهي ما تزال تتصدر وجدان الكاتب، وتحرك خياله لإنتاج قصص تعبر عن صوت الأرض والإنسان.
وأضاف دعيبس "هذه القصص ظلت وفية لهموم الناس البسطاء، وانتصاراتهم وخيباتهم وتفاصيل حياتهم اليومية، تماما كما أن التفاحة لا تسقط بعيدا عن الشجرة". وتابع بالقول "إن القص يتفاوت في مستوياته الفنية، لكنه يظل مخلصا لأفكاره اليسارية والشيوعية التي تشكل أحد روافد فعله الإبداعي". وأشار إلى أن العمل الحزبي، كغيره من الممارسات الاجتماعية، غالبا ما يتحول من فكرة نبيلة إلى تطبيق مشوه، وتنتقد هذه القصص من ادعوا التمسك بالمبادئ، ولكنهم مارسوا التباغض والأنانية باسمها.
ورأى دعيبس أن معظم قصص الأزرعي واقعية، مكتوبة بلغة رصينة كافية للتعبير عن رؤى الكاتب دون أن تبتعد كثيرا عن حدود الفعل القصصي. وهي لغة محكمة، مشرقة، وإن بدت أحيانا مسطحة. ومع ذلك، لم تخل بعض القصص من الرمزية كما في "الذي قال أخ أولاً"، أو من الغرائبية والفنتازيا كما في قصتي "قبر جماعي" وقصة "الدرن"، مشيرا إلى عناية الكاتب بالتفاصيل، وسرده المتأني الذي يمنح القارئ شعورا بمصداقية الحدث، ويقدم بيئة غنية ناضجة، مكتملة العناصر. ويتجلى هذا في استخدامه للحوار والوصف وتطور الحبكة، ما يخلق لوحات أدبية متكاملة وواضحة المعالم.
وخلص دعيبس بالقول "إن الأزرعي يصر على استخدام اللهجة المحلية في حواراته، لإضفاء مصداقية على الشخصيات، خاصة تلك التي تمثل الفئات الشعبية التي لم تنل حظا كافيا من التعليم، وهو ما يعكس ثقافة المجتمع وفكر الناس آنذاك. كما ظهرت في قصصه مفردات من الحياة الريفية مثل: الميجنا، الكواير، غرارات القمح، نقرة النار، وغيرها، إلى جانب البعد الإنساني واللحظات المؤثرة التي تعد من سمات قصصه".
من جانبه، قدم الشاعر مهدي نصير قراءة في رواية "عودة الذيب"، التي قدم من خلالها الأزرعي صفحات من تاريخ الكفاح القومي لأبناء سورية الكبرى. وأوضح نصير أن الرواية ذات طابع وتوثيقي غير رسمي، حاول فيها الكاتب تسليط الضوء على الشخصيات المنسية في تاريخ بلاد الشام منذ العام 1910 وحتى أربعينيات القرن العشرين.
وسرد نصير أسماء عدد من الشخصيات التي تناولتها الرواية، من شرق الأردن: علي خلقي الشرايري، نجيب السعد البطاينة، كايد المفلح العبيدات، عبد الرحمن ارشيدات، محمود أبو غنيمة، سالم الهنداوي، مصطفى وهبي التل، الشيخ قدر المجالي، الشيخ مثقال الفايز، عودة أبو تايه، سليمان السودي. ومن سورية: إبراهيم هنانو، سلطان باشا الأطرش، أدهم أبو خنجر. ومن فلسطين: عبدالله الفاهوم، يوسف الحايك، أبو جلدة، العرميط، هبوب الريح. ومن العراق: رشيد عالي الكيلاني وغيرهم.
ورأى نصير أن حركة الرواية تقوم على تتبع مسار الشخصية الروائية الأساسية، وهي "ذيب اللافي"، إلى جانب عدد من الشخصيات الأخرى، مثل الداسوس صالح الفياض، وراشد السلمان، والمختار، وسلمى المزيونة وغيرهم. وينتمي ذيب اللافي إلى إحدى قرى سهل حوران الأردنية -ويرجح أن المقصود بها قرية الحصن- حيث يقدم كشخصية بسيطة، فلاح مرتبط بالأرض، لا يعرف غير حبه الفطري لها. ورغم أنه غير متعلم، إلا أن انتماءه العفوي والصادق لوطنه وأمته يتجلى من خلال نضاله في مختلف مناطق بلاد الشام: في فلسطين ضد الاحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية، وفي دمشق ضد المستعمر الفرنسي، وفي حوران ضد القمع التركي آنذاك.
وأشار نصير إلى أن الرواية، رغم سعيها إلى التوثيق، وقعت في فخ الانتقائية بإهمالها لعدد من الشخصيات المهمة في تلك المرحلة، مثل الشيخ كليب الشريدة وأعضاء حكومته، علي الكايد العتوم. واللجنة الأردنية الفلسطينية المشتركة لمكافحة الاستعمار البريطاني والعصابات الصهيونية التي تشكلت في إربد العام 1920، وكان من أعضائها شخصيات بارزة مثل: ياسين العجلوني "الصريح"، أحمد الشهابي "لوبيا"، د.محمد صبحي أبو غنيمة "إربد"، علي الدولة "الكورة"، سالم علي مبارك جرادات "بشرى"، افتيح محمد عبد ربه "دوقرا"، المحامي أمين الخصاونة "النعيمة"، أحمد الدويري "كتم"، موسى كنعان "البارحة"، إسماعيل طبيشات "الحصن، عقلة المحمد نصير "الحصن".
وخلص نصير إلى أن الشخصيات التي أوردها كانت رموزا تنويرية في مرحلة مبكرة من تاريخ سورية الكبرى، ويجب توثيق دورها، مؤكدا أن مقاومة المشروع الصهيوني بدأت مبكرا جدا في شرق الأردن، وأن هذه الحقائق يجب أن تروى وتوثق في السرد الروائي المعاصر.
ثم قدم الدكتور سليمان الأزرعي شهادة إبداعية، استهلها بشكر المتحدثين: مجدي دعيبس، الشاعر مهدي نصير، مديرة المنتدى هيفاء البشير، ودلال عنبتاوي. وقال "إن من الأمور الشاقة على من يحترم نفسه أن يتحدث عن ذاته، لكنني أجدني مضطرا للحديث عن تجربتي، بناء على رغبتكم. سأحاول الابتعاد عن نفسي قليلا، لأتيح المجال للحديث عن تجربة سليمان الأزرعي وحياته الأدبية والفكرية والإنسانية، بإيجاز لا يثقل عليكم".
وأضاف الأزرعي "رغم أن تجربة الكاتب لا يمكن تجزئتها، إذ هي قصة متصلة، فإنني مضطر للعودة إلى بداياتي مع المعرفة والكتابة. فأنا أنتمي إلى جيل تجرع مرارة أكبر الهزائم، من نكبة 1948 إلى نكسة 1967، وذاق في المقابل انتصارات خادعة. كنا نشعر بأن علينا أن نفعل شيئا، فانخرطنا في العمل السياسي والفكري، وتخاطفتنا الأحزاب والتيارات والتنظيمات، في غياب برنامج وطني جامع للشباب". وأضاف "لا تصدقوا ما يقال عن حيادية الأدب! فالأدب فعل جاد، وخطاب جمالي، لا ينفصل عن الموقف الثقافي والفكري، رغم كل المآسي التي مررنا بها، من انهيار الأيديولوجيات إلى خيبات الواقع. لقد دفعت الثمن كاملاً. وحتى اليوم، أجدني غير مطمئن، بل غير مفهوم لدى من عشت بينهم، وربوني، وحاولوا الاستحواذ علي. لم يدركوا أن ترويض مهر بري أسهل من امتلاك أديب حر مبدع لا يقبل القيد. هكذا أصبحت غير مفهوم، ولا مطمئن، رغم أنني كاتب مسالم، إيجابي. عدوانيتي لا تتجاوز حدود الكتابة، ولا أملك وسيلة للتعبير عن انتمائي وإنسانيتي وعشقي إلا من خلالها... وهذا، حتى اليوم، لم يفهم. فإما أن تكون معي بالكامل... أو أنت ضدي!".
وشارك في اللقاء الشاعر مهدي نصير والروائي مجدي دعيبس، وأدارته الناقدة الدكتورة دلال عنبتاوي، بحضور نخبة من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي.
جاء هذا اللقاء الذي أقيم أول من أمس، في مقر منتدى الرواد الكبار، تأكيدا لأهمية توثيق منجزات الأدباء الذين شكلوا حضورا لافتا في المشهد الثقافي الأردني والعربي، وسعيا لإلقاء الضوء على محطات مضيئة من مسيرة الأزرعي، الذي جمع بين النقد الأدبي وكتابة القصة، واشتغل على توثيق ذاكرة المكان والناس، وخاصة في الريف والقرية، بأسلوب ينحاز إلى الإنسان وهويته ومقاومته.
في مستهل اللقاء، رحبت مديرة المنتدى هيفاء البشير بالحضور والمشاركين، مؤكدة أن هذا اللقاء يأتي ضمن البرنامج الثقافي الخاص بالمنتدى تحت عنوان "مبدع وتجربة"، ويهدف إلى تسليط الضوء على تجربة الدكتور سليمان الأزرعي، المعروف في الوسط الثقافي بإبداعه المتميز في مجال الدراسات النقدية وكتابة القصة القصيرة.
وأضافت، أن مشاركة كل من الشاعر مهدي نصير، والروائي مجدي دعيبس، والدكتورة دلال عنبتاوي، تأتي للوقوف عند أبرز المحطات المضيئة في حياة الأزرعي وتجربته الإبداعية الثرية، والاحتفاء بها بفخر واعتزاز.
وأشارت البشير إلى أن منتدى الرواد الكبار دأب على الاحتفاء بتجارب المبدعين، تقديرا لعطائهم، وسعيا لتكريمهم بما يليق بمنجزهم الثقافي والفكري، مؤكدة أن المنتدى سيواصل أداء هذا الدور إيمانا منه بقيمة الإبداع وأهمية الاحتفاء برواده.
من جهته، قدم الروائي مجدي دعيبس مداخلة بعنوان "الأديب سليمان الأزرعي.. ما بين الإبداع ونقده"، تحدث فيها عن تجربة الأزرعي القصصية التي تمتد على مدار ثلاثة عقود من خلال ست مجموعات قصصية، هي بحسب تاريخ صدورها: "البابور، الذي قال أخ أولاً، القبيلة، فالانتاين، حارس الحقبة، أممية، وبين السماوات والأرض"، موضحا أن القارئ لقصص الأزرعي يلمس حضور القرية والريف وحكايات الفلاحين وتقاليدهم، وهي ما تزال تتصدر وجدان الكاتب، وتحرك خياله لإنتاج قصص تعبر عن صوت الأرض والإنسان.
وأضاف دعيبس "هذه القصص ظلت وفية لهموم الناس البسطاء، وانتصاراتهم وخيباتهم وتفاصيل حياتهم اليومية، تماما كما أن التفاحة لا تسقط بعيدا عن الشجرة". وتابع بالقول "إن القص يتفاوت في مستوياته الفنية، لكنه يظل مخلصا لأفكاره اليسارية والشيوعية التي تشكل أحد روافد فعله الإبداعي". وأشار إلى أن العمل الحزبي، كغيره من الممارسات الاجتماعية، غالبا ما يتحول من فكرة نبيلة إلى تطبيق مشوه، وتنتقد هذه القصص من ادعوا التمسك بالمبادئ، ولكنهم مارسوا التباغض والأنانية باسمها.
ورأى دعيبس أن معظم قصص الأزرعي واقعية، مكتوبة بلغة رصينة كافية للتعبير عن رؤى الكاتب دون أن تبتعد كثيرا عن حدود الفعل القصصي. وهي لغة محكمة، مشرقة، وإن بدت أحيانا مسطحة. ومع ذلك، لم تخل بعض القصص من الرمزية كما في "الذي قال أخ أولاً"، أو من الغرائبية والفنتازيا كما في قصتي "قبر جماعي" وقصة "الدرن"، مشيرا إلى عناية الكاتب بالتفاصيل، وسرده المتأني الذي يمنح القارئ شعورا بمصداقية الحدث، ويقدم بيئة غنية ناضجة، مكتملة العناصر. ويتجلى هذا في استخدامه للحوار والوصف وتطور الحبكة، ما يخلق لوحات أدبية متكاملة وواضحة المعالم.
وخلص دعيبس بالقول "إن الأزرعي يصر على استخدام اللهجة المحلية في حواراته، لإضفاء مصداقية على الشخصيات، خاصة تلك التي تمثل الفئات الشعبية التي لم تنل حظا كافيا من التعليم، وهو ما يعكس ثقافة المجتمع وفكر الناس آنذاك. كما ظهرت في قصصه مفردات من الحياة الريفية مثل: الميجنا، الكواير، غرارات القمح، نقرة النار، وغيرها، إلى جانب البعد الإنساني واللحظات المؤثرة التي تعد من سمات قصصه".
من جانبه، قدم الشاعر مهدي نصير قراءة في رواية "عودة الذيب"، التي قدم من خلالها الأزرعي صفحات من تاريخ الكفاح القومي لأبناء سورية الكبرى. وأوضح نصير أن الرواية ذات طابع وتوثيقي غير رسمي، حاول فيها الكاتب تسليط الضوء على الشخصيات المنسية في تاريخ بلاد الشام منذ العام 1910 وحتى أربعينيات القرن العشرين.
وسرد نصير أسماء عدد من الشخصيات التي تناولتها الرواية، من شرق الأردن: علي خلقي الشرايري، نجيب السعد البطاينة، كايد المفلح العبيدات، عبد الرحمن ارشيدات، محمود أبو غنيمة، سالم الهنداوي، مصطفى وهبي التل، الشيخ قدر المجالي، الشيخ مثقال الفايز، عودة أبو تايه، سليمان السودي. ومن سورية: إبراهيم هنانو، سلطان باشا الأطرش، أدهم أبو خنجر. ومن فلسطين: عبدالله الفاهوم، يوسف الحايك، أبو جلدة، العرميط، هبوب الريح. ومن العراق: رشيد عالي الكيلاني وغيرهم.
ورأى نصير أن حركة الرواية تقوم على تتبع مسار الشخصية الروائية الأساسية، وهي "ذيب اللافي"، إلى جانب عدد من الشخصيات الأخرى، مثل الداسوس صالح الفياض، وراشد السلمان، والمختار، وسلمى المزيونة وغيرهم. وينتمي ذيب اللافي إلى إحدى قرى سهل حوران الأردنية -ويرجح أن المقصود بها قرية الحصن- حيث يقدم كشخصية بسيطة، فلاح مرتبط بالأرض، لا يعرف غير حبه الفطري لها. ورغم أنه غير متعلم، إلا أن انتماءه العفوي والصادق لوطنه وأمته يتجلى من خلال نضاله في مختلف مناطق بلاد الشام: في فلسطين ضد الاحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية، وفي دمشق ضد المستعمر الفرنسي، وفي حوران ضد القمع التركي آنذاك.
وأشار نصير إلى أن الرواية، رغم سعيها إلى التوثيق، وقعت في فخ الانتقائية بإهمالها لعدد من الشخصيات المهمة في تلك المرحلة، مثل الشيخ كليب الشريدة وأعضاء حكومته، علي الكايد العتوم. واللجنة الأردنية الفلسطينية المشتركة لمكافحة الاستعمار البريطاني والعصابات الصهيونية التي تشكلت في إربد العام 1920، وكان من أعضائها شخصيات بارزة مثل: ياسين العجلوني "الصريح"، أحمد الشهابي "لوبيا"، د.محمد صبحي أبو غنيمة "إربد"، علي الدولة "الكورة"، سالم علي مبارك جرادات "بشرى"، افتيح محمد عبد ربه "دوقرا"، المحامي أمين الخصاونة "النعيمة"، أحمد الدويري "كتم"، موسى كنعان "البارحة"، إسماعيل طبيشات "الحصن، عقلة المحمد نصير "الحصن".
وخلص نصير إلى أن الشخصيات التي أوردها كانت رموزا تنويرية في مرحلة مبكرة من تاريخ سورية الكبرى، ويجب توثيق دورها، مؤكدا أن مقاومة المشروع الصهيوني بدأت مبكرا جدا في شرق الأردن، وأن هذه الحقائق يجب أن تروى وتوثق في السرد الروائي المعاصر.
ثم قدم الدكتور سليمان الأزرعي شهادة إبداعية، استهلها بشكر المتحدثين: مجدي دعيبس، الشاعر مهدي نصير، مديرة المنتدى هيفاء البشير، ودلال عنبتاوي. وقال "إن من الأمور الشاقة على من يحترم نفسه أن يتحدث عن ذاته، لكنني أجدني مضطرا للحديث عن تجربتي، بناء على رغبتكم. سأحاول الابتعاد عن نفسي قليلا، لأتيح المجال للحديث عن تجربة سليمان الأزرعي وحياته الأدبية والفكرية والإنسانية، بإيجاز لا يثقل عليكم".
وأضاف الأزرعي "رغم أن تجربة الكاتب لا يمكن تجزئتها، إذ هي قصة متصلة، فإنني مضطر للعودة إلى بداياتي مع المعرفة والكتابة. فأنا أنتمي إلى جيل تجرع مرارة أكبر الهزائم، من نكبة 1948 إلى نكسة 1967، وذاق في المقابل انتصارات خادعة. كنا نشعر بأن علينا أن نفعل شيئا، فانخرطنا في العمل السياسي والفكري، وتخاطفتنا الأحزاب والتيارات والتنظيمات، في غياب برنامج وطني جامع للشباب". وأضاف "لا تصدقوا ما يقال عن حيادية الأدب! فالأدب فعل جاد، وخطاب جمالي، لا ينفصل عن الموقف الثقافي والفكري، رغم كل المآسي التي مررنا بها، من انهيار الأيديولوجيات إلى خيبات الواقع. لقد دفعت الثمن كاملاً. وحتى اليوم، أجدني غير مطمئن، بل غير مفهوم لدى من عشت بينهم، وربوني، وحاولوا الاستحواذ علي. لم يدركوا أن ترويض مهر بري أسهل من امتلاك أديب حر مبدع لا يقبل القيد. هكذا أصبحت غير مفهوم، ولا مطمئن، رغم أنني كاتب مسالم، إيجابي. عدوانيتي لا تتجاوز حدود الكتابة، ولا أملك وسيلة للتعبير عن انتمائي وإنسانيتي وعشقي إلا من خلالها... وهذا، حتى اليوم، لم يفهم. فإما أن تكون معي بالكامل... أو أنت ضدي!".
0 تعليق