غموض يكتنف مصير الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

عمان- في وقت تترقب فيه واشنطن وطهران، ما سيخرج عن الجولة الرابعة من المحادثات بين الجانبين، فإن الرسائل المتبادلة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمرشد الإيراني علي خامنئي غير المباشرة، لم توضح بعد إلى أين يمكن تفضي هذه المحادثات، بشأن برنامج طهران النووي، وما يمكن لها ان تستقر عليه، برغم الإيماءات ذات الطابع الثقيل بعد انتهاء الجولة الثالثة من المحادثات.اضافة اعلان
ترامب قال إنه "منفتح على لقاء المرشد"، مشددا في الوقت ذاته على أن بلاده، قد تكون في طليعة هجوم إسرائيلي على إيران، فيما وصف خامنئي المحادثات بـ"الوضع المؤقت، وبأن مسار الأحداث قد يتغير".
ورجح مراقبون التوصل لتفاهم محدود، يركز على دفع طهران للحد من تخصيب اليورانيوم، مقابل تخفيف بعض العقوبات، لكن ملفات كالصواريخ والنفوذ الإقليمي، قد تبقى خارج الاتفاق.
وقال هؤلاء في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، ان المفاوضات بين البلدين، تقترب من مرحلة حاسمة، لكن الخلافات الفنية والسياسية، ما تزال تشكل عقبات كبيرة، واستمرار الوساطة العمانية وموقف إيران الحذر، سيحددان ما إذا كانت الأسابيع المقبلة، ستشهد تقدما نحو الاتفاق أم نحو تصعيد جديد.
جولة رابعة أكثر تعقيدا 
وفي هذا الاطار، يقول المحلل السياسي د. صدام الحجاحجة، "مع انتهاء الجولة الثالثة، اتفق الطرفان على مواصلة المحادثات، بجولة فنية (رابعة) مرتقبة في سلطنة عُمان، لمناقشة تفاصيل البرنامج النووي، قد تكون أكثر تعقيدا بسبب الخلافات حول التخصيب والرقابة الدولية.
وأضاف الحجاحجة، إن "هنالك ضغوطا أميركية، فقد حدد ترامب مهلة شهرين لإيران كي يتحقق الوصول الى اتفاق، مهددا بعمل عسكري إذا فشلت، ما يضعها تحت ضغط كبير، بخاصة مع تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي يرفض التخصيب المحلي.
وأضاف، من جهتها، تؤكد طهران أن مفاوضاتها غير مباشرة وترفض أي تفاوض مذل، كما أنها تشترط رفع العقوبات مقابل أي قيود على برنامجها النووي، مع تمسكها بحقها بامتلاك الطاقة النووية السلمية.
وبخصوص التحديات الإقليمية، قال الحجاحجة، إن واشنطن تسعى إلى ربط المفاوضات بقضايا مثل النفوذ الإيراني الإقليمي وبرنامجها الصاروخي، وهي ملفات ترفض طهران مناقشتها، ما يعقد إمكانية التوصل لاتفاق شامل.
وحول توقعات الشارع الإيراني، اشار الحجاحجة، الى ان جزءا كبيرا من الإيرانيين يدعم المفاوضات لتخفيف العقوبات وتحسين الوضع الاقتصادي، لكن هناك مخاوف من عدم التزام واشنطن بالاتفاق، كما حدث في العام 2018.
اتفاق جزئي أو محدود 
بدوره، قال عميد كلية القانون السابق بجامعة الزيتونة د. محمد فهمي الغزو، مع انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، تبرز عدة سيناريوهات، اولها اتفاق جزئي، اذ قد يجري التوصل لتفاهم محدود يركز على الحد من تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف بعض العقوبات، لكن ملفات كالصواريخ والنفوذ الإقليمي، قد تبقى خارج الاتفاق. ثانيا سيناريو تصعيد التوتر في حال فشلت المفاوضات، إذ قد تلجأ واشنطن لتشديد العقوبات أو التهديد العسكري، بينما قد تسرّع إيران برنامجها النووي كرد فعل.
وأضاف الغزو "قد تلعب الأطراف الدولية مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ودول مثل روسيا والصين، دورا بدعم المفاوضات أو تقديم ضمانات لإيران". مشيرا الى ان الجانبين وصفا المحادثات بأنها إيجابية، لكن لم يعلن عن اختراقات كبيرة، فإيران أكدت أن الاجتماع كان جيدا، بينما لم يصدر تعليق مفصل من الوفد الأميركي.
وأضاف إن "الشارع الإيراني يترقب بحذر، آملا بتخفيف الأزمة الاقتصادية، لكن دون ثقة كاملة بالتزامات واشنطن".
القدرة على تجاوز الخلافات 
من جهته، أكد د. علاء حمدان الخوالدة، أن مصير المفاوضات بين طهران وواشنطن بعد اختتام الجولة الثالثة اول من امس في سلطنة عُمان، يبقى غامضا، في ظل تقدم محدود وتحديات كبيرة. مضيفا أنه "إذا استمرت الخلافات الفنية والسياسية، فقد تطول المحادثات دون نتائج ملموسة، مع جولات إضافية تركز على التفاصيل، وهذا السيناريو قد يزيد الضغط على إيران اقتصاديا، وعلى واشنطن سياسيا".
والخوالدة، إن "مصير المفاوضات بين البلدين، يتوقف على قدرة كل منهما على تجاوز الخلافات الفنية مثل التخصيب، والسياسية مثل العقوبات والنفوذ الإقليمي، مرجحا التوصل لاتفاق جزئي في الأسابيع المقبلة، مع استمرار الوساطة العمانية.
وأتم: إن فشل المحادثات، قد يؤدي لتصعيد خطر، بخاصة مع المهلة الأميركية القصيرة، كما ان المرحلة المقبلة ستكون حاسمة، والجولات الفنية المقبلة، ستحدد ما إذا كان الاتفاق ممكنا أم أن المنطقة تتجه نحو توترات جديدة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق