يجد قيمته في لقب يوضع قبل اسمه، لقب يتقدم اسمه الذي يمثل كيانه، وكأن كيانه وإنسانيته وقيمته ترتبط بذلك اللقب، المسميات أصبحت هوسا اجتاح زمننا هذا، وتنوعت الألقاب والمسميات مع تطور التقنية وبرامج التواصل؛ حتى ظهرت مسميات لا أجد لها معنى سوى عدد أرقام رفعت من شأن من ليس له شأن، وإن سألته ما الذي قدمته لتنال شرف اللقب وما الذي صنعته لدينك ووطنك لتكون ذا نفوذ وسلطة؟ وما الذي أفدت به جيلا قادما تنال به دعوات وثناء، لا هجاء وسباب! للأسف لن تجد عندهم جواب.
يعانقون الفخر وهم ليسوا منه، ويسعون لنيل المزيد من رضا المجتمع حتى ترضى ذواتهم عنهم، تقديسهم للألقاب أتى من نقص لم يجدوا شيئا يملؤه، ومن تعظيم للتافهين وحثالة المجتمع فأرادوا الكسب مما كسبه غيرهم من مال وحضور وتقديم في المحافل والمناسبات.
قيمتك الحقيقية ليست بعدة ألقاب صنعها أمثالك؛ بشر لا قوة لهم ولا نفع، قيمتك مفطور عليها منذ خلقت، الله كرمك وصنعك وجعل الملائكة تسجد لأبيك آدم، قيمتك أعمق من زيف اللقب وهوس المكانة ونيل شرف أناس أمثالك، قيمتك تنبع من قلبك تستشعرها تخرج من أفعالك، من سمو روحك ورقي فكرك وحسن صنيعك، من كرامتك التي لا تقبل لها التدنيس والله تكفل بإعطائك إياها، وهو الذي قال {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} [الإسراء: 70].
ثق بذلك التشريف من الله سبحانه ولا تسعَ لجهد مهدور مهما سعيت لن تنال منه شيئا يستحق، وإن كنت وما زلت تريد من الفخر ما تريد، فقدم النفع والفائدة واصنع فضلا لمجتمعك فيكافئك بحرف يوضع قبل اسمك.
0 تعليق