انطلقت في العاصمة الفرنسية باريس جلسات محاكمة 10 متهمين بتورطهم في واحدة من أكثر عمليات السطو شهرة في العقد الأخير، استهدفت نجمة تلفزيون الواقع الأمريكية «كيم كارداشيان» في أكتوبر 2016، في حادثة وصفت بـ«السلب المذهل» وشهدت سرقة مجوهرات بقيمة تقدر بحوالى تسعة ملايين يورو من شقة فندقية فاخرة في قلب باريس خلال أسبوع الموضة.

وقعت عملية السرقة في فجر الثالث من أكتوبر 2016، إذ اقتحم خمسة رجال مسلحين وملثمين، بعضهم متنكر بزي الشرطة الفرنسية، شقة كارداشيان في حي الدائرة الثامنة الراقي، وتم تقييد كارداشيان تحت تهديد السلاح واحتجازها في الحمام، بينما استولى الجناة على مجوهرات ثمينة، من بينها خاتم ماس بقيمة أربعة ملايين يورو كان خاتم خطوبتها، في جريمة استغرقت ستّ دقائق فقط، ونُفذت بدقة تشير إلى تخطيط مسبق، إذ سيطر المسلحون على الحارس الليلي للمبنى واستخدموا دراجات هوائية للهروب.

ووفقاً للتحقيقات، لم يتم استرداد معظم المجوهرات المسروقة، بما في ذلك حجر كريم يزن 18.88 قيراط. القضية أثارت ضجة إعلامية واسعة بسبب شهرة كارداشيان، وأثارت تساؤلات حول الأمن في باريس، خصوصاً خلال فعاليات عالمية مثل أسبوع الموضة.

بدأت المحاكمة يوم (الإثنين) أمام محكمة الجنايات في باريس، ووُجهت للمتهمين تهم تشمل السرقة المسلحة، والاختطاف، وتكوين عصابة منظمة، ومن بين المتهمين خمسة نفذوا العملية مباشرة، بينما تولى آخرون أدوار المراقبة وتأمين الهروب، وهي عصابة أُطلق عليها «عصابة الأجداد» بسبب أعمارهم المتقدمة نسبياً، ويواجهون عقوبات قد تصل إلى السجن المؤبد.

وأكدت كارداشيان عزمها حضور الجلسات للإدلاء بشهادتها، ووصفت الحادثة في وقت سابق بأنها غيّرت شخصيتها، وجعلتها أقل مادية وأكثر حذراً، ويُنتظر من الجلسات التي من المتوقع أن تستمر عدة أسابيع أن تكشف تفاصيل إضافية عن التخطيط للجريمة وأدوار المتهمين.

وتُعد هذه السرقة واحدة من أكبر عمليات السطو التي استهدفت شخصية عامة في فرنسا خلال العقود الأخيرة، وأثارت نقاشات حول الأمن الشخصي للمشاهير، وسلطت الضوء على أساليب العصابات المنظمة التي تستخدم التنكر والتخطيط الدقيق، كما أثرت الحادثة على كارداشيان نفسياً، إذ أشارت إلى أنها عانت من صدمة نفسية لفترة طويلة.