loading ad...
بعد سنوات من دخول الدولة الأردنية مئويتها الثانية، وترسيخ بناء المؤسسات، وتطوير النصوص الدستورية، وتمكين حكم القانون، وبناء الوجدان العام، ما يزال هناك من يصر على طرح سؤال الهوية الأردنية، وهو سؤال غير مطروح في الدول، حتى المفككة منها، وفي تلك التي تعاني انقسامات حادة بين مكوناتها العرقية والإثنية، أو التي تشهد أو شهدت حروبا أهلية دامية. إذن، لماذا يظل هذا السؤال كما لو أنه ناقوس يقرع على أذن الأردني ليل نهار، وهو مطالب بالإجابة عنه؟!اضافة اعلان
من حيث المبدأ، هو سؤال ساذج يطرح من منطلق التشكيك في تأصل هذه الهوية، وجعل الأردني متشككا في وطنه، فينجر، بلا وعي منه، للدفاع عن بلده. هو سؤال غير بريء، ولا يقصد منه الإتيان بالإجابة، بل أن يظل مصدر قلق للأردني، فالمعادلة عند هؤلاء هي ممارسة التشكيك.
طروحات الهوية الأردنية تأتي من باب "العيب الثقافي"، أو "العبث"، والذي لا يجوز أن يتم تصديره للنقاش، فالدولة التي تأسست بفكر عروبي قومي، وحملت على عاتقها الترويج لهذا الفكر، والدعوة لوحدة كانت الأولى من نوعها، لا ينبغي لأبنائها أن يسمحوا بتمييع هويتهم، أو التشكيك بها، خصوصا بعد أن بنت نظاما سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، هو الأكثر رسوخا في المنطقة، بعدما رأينا أنظمة ودولا تتهاوى حين لم تستطع بناء مجتمعات متماسكة وموحدة، وغابت عنها أسس العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.
سؤال الهوية الأردنية سؤال عبثي، يتم طرحه وتحريك الجدل حوله من قبل أشخاص وجهات لها أجنداتها الخاصة المرتبطة بالصراعات الإقليمية، وغالبا ما يتم توجيهه للداخل ليظل الأردني متشككا في وطنه وشعبه ومجتمعه، ما دامت الهوية الجامعة غير متحققة.
لقد شكل الأردنيون حالة فريدة في الانتماء إلى هذه الأرض، وبنوا عناصر هويتهم الوطنية الجامعة على مدى أكثر من قرن، ليصبحوا مجتمعا منسجما، وعبروا من خلالها عن تنوع فريد تحت راية واحدة، وبلغة واحدة قادرة على صوغ وجدانه، والتعبير عن انتمائه وانحيازه للحق والجمال، بوصفها تعبيرا عن ثقافته وتراثه، كما يمتلك تاريخا واحدا أسهم في تشكيل ذاكرته الجماعية.
العادات والتقاليد، كذلك، تفرض حضورها في وجدان الأردني، وتحركه نحو التشبث بإرثه الحضاري، وما يميزه هو وحدة راسخة في تنوع كبير، أفرزت أشكالا كبيرة من الفنون والممارسات الاجتماعية، بينما تسود قيم أساسية يتشاركها الأفراد جميعهم.
الأردنيون يعلون من شأن الدين الذي يلعب دورا مهما في تشكيل الهوية، ويتمسكون بالانتماء بالتاريخ الجغرافي الذي يربطهم بأرضهم، ويمارسون تعبيرات واضحة تجاه الرموز الوطنية الجامعة، كالعلم الأردني، والنشيد الوطني، وخريطة الوطن ورموزه، وهو تعبير عن الانتماء، وتعزيز للارتباط العاطفي الذي يحمي الوحدة والتماسك الاجتماعي.
هذه هي مكونات هويتنا الوطنية، ونعرف تماما أنها متحققة لدى كل أردني ينتمي لهذا البلد. أما الذين لا تنطبق عليهم هذه العناصر، فهم ليسوا أردنيين ولا يريدون أن يكونوا كذلك، ونحن، بدورنا، غير معنيين باستثارة أسئلتهم وعواطفهم تجاه هويتنا.
من العار أن يظل الأردني مأسورا لسؤال الهوية الخبيث، والذي يغيب في كثير من البلدان، ففي سورية الممزقة لا يطرح السوريون مثل هذا السؤال، وفي ليبيا المتحاربة يغيب عن ذهن الليبيين، كما لا نراه موجودا في العراق غير المستقر والذي تتناهبه الاحتلالات والتناحرات الطائفية والعرقية، ولا في لبنان الذي يعاني من التحديات نفسها، كما لا يوجد في أي بلد في العالم توافق فيه الناس على العيش معا. إذن؛ لماذا تصرون على جر الأردنيين لهذا العبث؟
من حيث المبدأ، هو سؤال ساذج يطرح من منطلق التشكيك في تأصل هذه الهوية، وجعل الأردني متشككا في وطنه، فينجر، بلا وعي منه، للدفاع عن بلده. هو سؤال غير بريء، ولا يقصد منه الإتيان بالإجابة، بل أن يظل مصدر قلق للأردني، فالمعادلة عند هؤلاء هي ممارسة التشكيك.
طروحات الهوية الأردنية تأتي من باب "العيب الثقافي"، أو "العبث"، والذي لا يجوز أن يتم تصديره للنقاش، فالدولة التي تأسست بفكر عروبي قومي، وحملت على عاتقها الترويج لهذا الفكر، والدعوة لوحدة كانت الأولى من نوعها، لا ينبغي لأبنائها أن يسمحوا بتمييع هويتهم، أو التشكيك بها، خصوصا بعد أن بنت نظاما سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، هو الأكثر رسوخا في المنطقة، بعدما رأينا أنظمة ودولا تتهاوى حين لم تستطع بناء مجتمعات متماسكة وموحدة، وغابت عنها أسس العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.
سؤال الهوية الأردنية سؤال عبثي، يتم طرحه وتحريك الجدل حوله من قبل أشخاص وجهات لها أجنداتها الخاصة المرتبطة بالصراعات الإقليمية، وغالبا ما يتم توجيهه للداخل ليظل الأردني متشككا في وطنه وشعبه ومجتمعه، ما دامت الهوية الجامعة غير متحققة.
لقد شكل الأردنيون حالة فريدة في الانتماء إلى هذه الأرض، وبنوا عناصر هويتهم الوطنية الجامعة على مدى أكثر من قرن، ليصبحوا مجتمعا منسجما، وعبروا من خلالها عن تنوع فريد تحت راية واحدة، وبلغة واحدة قادرة على صوغ وجدانه، والتعبير عن انتمائه وانحيازه للحق والجمال، بوصفها تعبيرا عن ثقافته وتراثه، كما يمتلك تاريخا واحدا أسهم في تشكيل ذاكرته الجماعية.
العادات والتقاليد، كذلك، تفرض حضورها في وجدان الأردني، وتحركه نحو التشبث بإرثه الحضاري، وما يميزه هو وحدة راسخة في تنوع كبير، أفرزت أشكالا كبيرة من الفنون والممارسات الاجتماعية، بينما تسود قيم أساسية يتشاركها الأفراد جميعهم.
الأردنيون يعلون من شأن الدين الذي يلعب دورا مهما في تشكيل الهوية، ويتمسكون بالانتماء بالتاريخ الجغرافي الذي يربطهم بأرضهم، ويمارسون تعبيرات واضحة تجاه الرموز الوطنية الجامعة، كالعلم الأردني، والنشيد الوطني، وخريطة الوطن ورموزه، وهو تعبير عن الانتماء، وتعزيز للارتباط العاطفي الذي يحمي الوحدة والتماسك الاجتماعي.
هذه هي مكونات هويتنا الوطنية، ونعرف تماما أنها متحققة لدى كل أردني ينتمي لهذا البلد. أما الذين لا تنطبق عليهم هذه العناصر، فهم ليسوا أردنيين ولا يريدون أن يكونوا كذلك، ونحن، بدورنا، غير معنيين باستثارة أسئلتهم وعواطفهم تجاه هويتنا.
من العار أن يظل الأردني مأسورا لسؤال الهوية الخبيث، والذي يغيب في كثير من البلدان، ففي سورية الممزقة لا يطرح السوريون مثل هذا السؤال، وفي ليبيا المتحاربة يغيب عن ذهن الليبيين، كما لا نراه موجودا في العراق غير المستقر والذي تتناهبه الاحتلالات والتناحرات الطائفية والعرقية، ولا في لبنان الذي يعاني من التحديات نفسها، كما لا يوجد في أي بلد في العالم توافق فيه الناس على العيش معا. إذن؛ لماذا تصرون على جر الأردنيين لهذا العبث؟
0 تعليق