أطفالنا وتجاهل الفواكه 

صحيفة مكة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مع هيمنة الوجبات السريعة والأطعمة المكيسة والدونات والبطاطس المقلية والشيبس الجاهز والحلويات المصنعة، عزل الغالبية العظمى من الأطفال بمختلف شرائحهم العمرية عن تناول الفواكه الطازجة، والتي تعتبر بمختلف أنواعها من المصادر والعناصر المهمة للفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والألياف التي يحتاجها الجسم، إذ تتميز الفواكه بمميزات عديدة ومهمة تنعكس على صحة الجسم صغارا وكبارا.

للأسف الشديد الصورة المطبوعة في أذهان الأطفال هي أن الفواكه لا تشكل أي أهمية للجسم، وأن تناولها مجرد تحصيل حاصل، وقد لا يلامون على ذلك لأن ثقافة أهمية تناول الفواكه غائبة في محيط الأسرة وضعيفة لديهم، ولم يجدوا من يشجعهم على تناولها.

ومقارنة بين أضرار الأطعمة غير الصحية وفوائد تناول الفواكه نجد أن الأطعمة غير الصحية تمهد لكثير من الأمراض ومنها زيادة الوزن، نتيجة ارتفاع كميات الدهون والسعرات الحرارية والملح والسكر، زيادة مستويات التوتر، التعب وانخفاض مستويات الطاقة، صعوبة النوم، صعوبات التركيز، تسوس الأسنان، الإمساك، بينما تلعب الفواكه دورا مهما في تعزيز صحة الفرد، فتناول الفواكه بانتظام يساهم وإلى حد كبير في خفض فرص الإصابة ببعض الأمراض، التقليل من الالتهابات، فعادة ما تكون مركبات المغذيات التي تعطي الفاكهة ألوانها هي مضادات الأكسدة، وهي مواد مقاومة للجذور الحرة تقلل الالتهاب، وبجانب ذلك دعم صحة الأمعاء، فالفاكهة مصدر كبير للألياف الغذائية، مما يساعدنا في الحفاظ على أمعاء صحية ويمنع مشاكل الجهاز الهضمي مثل الإمساك، الألياف الموجودة في الفاكهة تساعدنا أيضا على الشعور بالشبع لفترة أطول، وتجعل عملية الهضم أكثر كفاءة، وتساعد في تكوين بكتيريا جيدة في الأمعاء، وهو أمر ضروري لعملية الهضم السليمة، وتكوين بكتيريا جيدة في الأمعاء، وهو ما يعزز عملية الهضم السليمة، كما أن الفواكه تشكل مصدرا جيدا للبوتاسيوم الذي يساعد في ضبط مستويات ضغط الدم.

وقد يفضل البعض تناول عصير الفواكه الطازج يوميا سواء عبر إعداده في المنزل أو شرائه من المحلات المخصصة، وقد يكون هذا مؤشرا صحيا إيجابيا أفضل من تناول العصائر السكرية المعلبة، فعصائر الفواكه الطازجة تشكل مصدرا جيدا وقويا للفيتامينات، المعادن، مضادات الأكسدة، والألياف التي يحتاجها الجسم يوميا، وهذا يساعد في تعزيز جهاز المناعة بفضل احتوائه على فيتامين C ومضادات الأكسدة القوية، إمداد الجسم بالطاقة الطبيعية بفضل السكريات الطبيعية في الفواكه، دون الحاجة إلى سكر مضاف، تحسين صحة الجهاز الهضمي بسبب احتوائه على الألياف التي تدعم صحة الأمعاء، ترطيب الجسم والحفاظ على نضارة البشرة بفضل احتوائه على نسبة عالية من الماء والمعادن، تحسين الدورة الدموية وصحة القلب بفضل العناصر الغذائية مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم الموجودة في العديد من الفواكه، وبذلك ينصح بتقديم كأس من العصير الطازج للأطفال طالما يتهربون من تناول الفواكه.

ومن كل ما سبق؛ فالنصيحة هي: ضرورة الحرص على توجيه الأطفال بتناول الفواكه أو تناول عصيره الطازج، حتى يحصل الأطفال على الفيتامينات والمعادن والألياف بطريقة سهلة وميسرة بدلا عن تناول حبوب الفيتامينات المصنوعة أو أدوية الشراب، ففي سن النمو والدراسة يحتاج الأطفال إلى المصادر الطازجة وليس المصنعة، فالأطفال للأسف ابتعدوا كثيرا عن تناول الأطعمة الصحية والمفيدة ومنها الفواكه - كما أشرت - وتحولوا إلى الأطعمة غير الصحية ومنها الاعتماد على الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، حتى باتت أجسادهم تختزن الدهون والسعرات وصولا إلى زيادة الوزن وتدريجيا مع الوقت إلى السمنة.

الخلاصة: يجب على الأسر أن تهتم بتقديم الفواكه يوميا لأبنائها لاحتوائها على مصادر طازجة للفيتامينات والمعادن والألياف، بدلا من الوصول إلى مرحلة تناولها عبر الحبوب والشراب المصنعة، إذ يمكن الحرص على إعداد سلطة الفواكه في المنزل بشكل يومي، فذلك يعد أفضل وسيلة يتمكن من خلالها جميع أفراد الأسرة من الحصول على فوائدها التي لا تعد ولا تحصى، فلا تقتصر قيمة الفواكه على غناها بالفيتامينات والعناصر المعدنية، أو كونها مجرد كنز غذائي بل تعتبر دواء طبيعيا يساعد على الوقاية من الأمراض المختلفة، وتعد بديلا خفيفا للحلويات المشبعة بالدهون والسكريات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق