خبراء يؤكدون: التعليم المبكر يصنع طفلاً متمكناً ومجتمعاً واعياً

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد خبراء في التعليم وأدب الطفل أن الاستثمار في التعليم المبكر يشكّل حجر الأساس لبناء مجتمعات متعلمة وقادرة على مواجهة تحديات المستقبل، مشيرين إلى أن المراحل الأولى من حياة الطفل تلعب دوراً حاسماً في تشكيل وعيه المعرفي والاجتماعي والعاطفي.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «بناء أسس وطيدة»، ضمن فعاليات الدورة السادسة عشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، التي تستمر حتى 4 مايو القادم في مركز إكسبو الشارقة.

وشارك في الجلسة كل من محمد الحسن السجاد، المستشار الفني للتعليم ما قبل المدرسي في وزارة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة بموريتانيا، والكاتبة الباكستانية المتخصصة في أدب الأطفال مريم شاه، وأدارها الإعلامي عبدالكريم حنيف.

التعليم المبكر... ركيزة التنمية

قال محمد الحسن السجاد إن التعليم المبكر يشكل نقطة الانطلاق نحو منظومة تعليمية متكاملة، مؤكداً أن تطوير المناهج في سن الطفولة ليس شأناً تربوياً فقط، بل هو مدخل أساسي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وأوضح أن موريتانيا تعمل حالياً على بناء مناهج حديثة تستند إلى الإرث الثقافي الموريتاني، وتحديداً إلى نموذج «المحظرة»، الذي صنّفته اليونسكو ضمن قائمة التراث اللامادي العالمي، وأضاف: «نحن نعيد صياغة تجربة التعليم المبكر اعتماداً على قيمنا الأصيلة، مع انفتاح على المقاربات الحديثة، بهدف تمكين الطفل في سن الخامسة من أدوات التعلم، وتعزيز قدراته العقلية والاجتماعية في مرحلة بالغة الحساسية من حياته».

وأشار السجاد إلى أن المناهج الفعّالة هي تلك التي تنمّي حب الاستطلاع والخيال، وتراعي الجوانب العاطفية والإبداعية لدى الطفل، إلى جانب المعرفة التقليدية، داعياً إلى إشراك مؤسسات المجتمع كافة في صياغة هذا التحوّل التعليمي.

أخبار ذات صلة

 

محتوى تعليمي جذّاب يلامس عقل الطفل

من جانبها، شدّدت الكاتبة الباكستانية مريم شاه على أن مؤلفي كتب الأطفال وخبراء التعليم يقع على عاتقهم دور كبير في صياغة محتوى شيّق ومناسب للمراحل العمرية المبكرة، يجمع بين الفائدة والمتعة ويأخذ بعين الاعتبار سيكولوجية الطفل.

وقالت شاه: «الكتاب والمعلم يجب أن يكونا وسيلتين لتحفيز خيال الطفل وإشراكه، لا مجرد أدوات نقل معلومات، التعليم في السنوات الأولى يحتاج إلى أدوات مرنة تراعي الفروق الفردية، وتُبنى على فهم عميق لاحتياجات الطفل».

التعليم المبكر مسؤولية مجتمعية مشتركة

ودعت شاه إلى تكامل الجهود بين المؤسسات التعليمية ودور النشر والجهات المعنية بالطفولة لتوفير بيئة غنية ومحفزة للتعلم المبكر، مؤكدة أن التعليم الأساسي ليس إنفاقاً بل استثمار حقيقي في مستقبل المجتمعات، وقالت: «التعليم المبكر هو البوابة إلى التنمية المستدامة، وهو الضمانة الحقيقية لتشكيل أجيال قادرة على بناء مجتمعات مزدهرة ومتكيفة مع المتغيرات».

يشار إلى أن مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025 يضم أكثر من 1024 فعالية فنية وثقافية وترفيهية، تشمل 600 ورشة عمل، و85 عرضاً مسرحياً وجوالاً، و85 ورشة طهي، و30 عرضاً حياً، ويستضيف 133 ضيفاً من 70 دولة، بمشاركة 122 دار نشر من 22 دولة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق