Local

-OneArabia

أكدت معالي شما بنت سهيل فارس المزروعي، وزيرة تمكين المجتمع، على أهمية المؤتمر العالمي للعلوم السلوكية، ووصفته بأنه منصة حيوية لدراسة كيف يُمكن للتغييرات البسيطة في الخيارات والعقليات أن تُحدث تحولاً جذرياً في أنظمة بأكملها. وأشادت بأبوظبي باعتبارها مكاناً مثالياً لمثل هذه المناقشات المتقدمة.

أكدت معاليها أن مجموعة الإمارات للعلوم السلوكية لم تكتفِ بتطبيق المعرفة النظرية، بل أعادت صياغة هذا المجال في ظل التغيرات المتسارعة. وأكدت أن مستقبل العلوم السلوكية يكمن في تعزيز قدرة الأفراد على اتخاذ قرارات مستقلة دون الاعتماد على مؤثرات خارجية. هذه "القدرة على التكيف" ضرورية لتجاوز حالة عدم اليقين عند غياب القواعد والخيارات المألوفة.

فرّقت بين "التحفيز السلوكي"، الذي يُسفر عن نتائج قصيرة المدى، و"التمكين التكيفي"، الذي يُعزز الهوية وتغيير العادات بشكل دائم. وضربت مثالاً بحملة جامعية استخدمت الموسيقى واللافتات لتشجيع استخدام السلالم. ورغم نجاحها في البداية، إلا أنها فشلت في إحداث تغيير سلوكي دائم لعدم توافقها مع جوهر الهوية.

أوضحت معاليها أن الدوافع الخارجية غالبًا ما تؤدي إلى التبعية بدلًا من المرونة. إن بناء القدرات الحقيقية يُرسّخ السلوك في أعماق هوية الفرد. المعرفة وحدها، كما هو الحال في مجال التمويل الشخصي، لا تكفي إلا إذا تحوّلت إلى سلوك متجذّر في الهوية.

الحل يكمن في دمج التحفيز السلوكي مع بناء القدرات، واعتبار الأفراد صانعي قرار لا متلقين سلبيين. تُعيد التدخلات الفعّالة تشكيل تصور الذات، وتشجع على اتخاذ إجراءات مثل فتح حسابات توفير أو تبنّي المسؤولية البيئية، ليس فقط كمهام، بل كجزء من هوية الفرد.

التأثير طويل المدى للتدخلات السلوكية

التدخلات السلوكية الفعّالة لا تقتصر على التوجيه فحسب؛ بل تُرسي معايير جديدة ذات آثار دائمة تتجاوز البرامج والحوافز المؤقتة. فهي تُثقّف وتُحوّل على مستوى نفسي عميق، مُعيدةً تشكيل نظرة الأفراد إلى أنفسهم وأدوارهم في المجتمع.

واختتمت معاليها كلمتها مؤكدةً أن القيمة الحقيقية لعلم السلوك تكمن في ما يُبنى داخل الأفراد. وقالت: "الدافع مهم، لكنه يبقى غير كافٍ دون تغيير جذري". ويكمن إرث هذا العلم في تمكين الناس من اتخاذ قرارات مستقلة في عالم تتطور فيه القواعد باستمرار.

With inputs from WAM

Story first published: Thursday, May 1, 2025, 7:32 [GST]