
السبيل – لا تزال الحرائق التي اندلعت أمس في منطقة “اللطرون” غربي القدس المحتلة، تلقي بظلالها على المشهد، حيث أفادت هيئة الإطفاء والإنقاذ التابعة للاحتلال، بإصابة 17 من رجال الإطفاء، كما جُرح 12 مستوطنا في الحرائق التي اندلعت قرب العديد من المستوطنات.
ووفق /هيئة البث/ الإسرائيلية العامة (رسمية)، تشارك في جهود الإخماد أكثر من 150 طاقم إطفاء، مستعينين بطائرات، بعضها وصل من دول أوروبية للمساعدة في السيطرة على الحريق. وقد أتت النيران على ما يُقدّر بنحو 24 ألف دونم من الأحراش الطبيعية، في واحدة من أكبر موجات الحرائق التي تشهدها دولة الاحتلال منذ سنوات.
وقال مفوض الإطفاء في القدس المحتلة، شموئليك فريدمان: “لا تزال هناك عشرات من بؤر الحرائق النشطة. القلق الرئيسي هو أنه بحلول منتصف النهار، ستشتد الرياح وتعود الحرائق. سيتعين علينا مواصلة العمل حتى يوم السبت على الأقل”، مؤكدًا أن حجم الحرائق الحالية يقترب من كارثة حرائق الكرمل عام 2010. وأضاف فريدمان أن لجنة تحقيق خاصة شُكلت لفحص ملابسات اندلاع الحريق، إلا أن نتائج التحقيق لم تُستكمل بعد.
وفي ظل اتساع رقعة النيران، تم إخلاء العديد من مستوطنات الاحتلال من بينها: نيفي إيلان، وياد هاشمونا، وشورش، ونفيه شالوم، وبكوا، وطاووز، وهرئيل، ونحشون، ومسيلات صهيون، وميفو حورون، بالإضافة إلى مجمع اللطرون، ومشمار أيالون، وكندا بارك.
وطلبت سلطات الاحتلال مساعدة دولية للسيطرة على الحرائق. ومن الدول التي طلبت منها المساعدة اليونان وكرواتيا وبلغاريا وإيطاليا وقبرص، حيث من المتوقع وصول ثماني طائرات من قبرص وإيطاليا اليوم الخميس.
كما أعلنت رومانيا أنها سترسل طائرتين، إحداهما لإطفاء الحرائق والأخرى للدعم اللوجستي. كما أبلغ وزير خارجية إسبانيا أن إسبانيا ستقدم المساعدة بإرسال طائرتين. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن فرنسا سترسل طائرة إطفاء أيضا.
وأصدرت وزارة الحرب الإسرائيلية، إشعارا عاما، أوصت فيه الإسرائيليين بتجنب زيارة المقابر في جميع أنحاء البلاد بسبب خطر انهيار الهياكل الظلية والمعدات الأخرى التي تم إنشاؤها لاحتفالات يوم ذكرى قتلى جيش الاحتلال، بناءً على تقييمات أجرتها هيئة الأرصاد الجوية.
وفي تطور آخر، أفادت القناة /14/ العبرية: أن الشرطة رصدت 18 شخصا يشتبه فيهم بالتحريض على إشعال النيران عبر شبكات التواصل الرقمي. ومن المتوقع تنفيذ اعتقالات خلال الساعات المقبلة، في إطار محاولات للحد من تكرار مثل هذه الحوادث، والوقوف على خلفياتها.
وأشارت إلى أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) بدأ التحقيق في أسباب اندلاع حرائق الغابات في جميع أنحاء دولة الاحتلال. ويعمل الجهاز جنبا إلى جنب مع الشرطة ومحققي الإطفاء لتحديد المناطق التي يُشتبه في أن الحرائق نجمت عن حرق متعمد.
0 تعليق