Local

-OneArabia

في خور جبل الذورة المنعزل، جنوب منتزه الملك فهد في نجران، يقع موقع تاريخي هام. يضم هذا الجبل نقوشًا إسلامية نادرة تُبرز الفن والخط الإسلامي المبكر. تُعدّ هذه النقوش شاهدًا على التاريخ الغني والتراث الثقافي للحضارة الإسلامية، مما يجعل جبل الذورة متحفًا مفتوحًا يروي بدايات هذا العصر.

أكد الدكتور سالم بن أحمد بن طيرانان، الأستاذ بجامعة الملك سعود، على أهمية هذه النقوش، قائلاً: "تُعد النقوش الإسلامية مصدرًا هامًا وأساسيًا لدراسة التاريخ والحضارة الإسلامية، وتزخر منطقة نجران بعدد كبير من هذه النقوش التي تعود إلى العصر الإسلامي المبكر". وقد كشف بحثه عن أكثر من 200 نقش كوفي إسلامي في المنطقة، منها 33 نقشًا عُثر عليها في جبل الذرواة.

النقوش على جبل الذرواة غير مؤرخة، ولكن يُعتقد أنها تعود إلى القرنين الثاني والثالث الهجريين. يشير أسلوب الكتابة والأسماء إلى هذا الإطار الزمني. تحتوي معظم النقوش على عبارات دينية تعبر عن الإيمان بالله والتوحيد والصلاة على النبي محمد. كما تتضمن توقيعات من رسّاميها، مما يُقدم رؤىً ثاقبة حول المعتقدات الإسلامية المبكرة.

أكد عبد الله الصقور، عضو نادي نجران السياحي ومرشد سياحي معتمد، على أهمية جبل الذرواة كموقع أثري وسياحي. وأشار إلى أن هذه النقوش الإسلامية المبكرة تتميز بجمالها ودقة تراكيبها اللغوية. ويشير وجود أسماء نسائية بينها إلى فترة كان التعليم فيها منتشرًا بين مختلف شرائح المجتمع.

يُعد جبل الذرواة وجهةً ثقافيةً بارزةً بفضل مجموعته الغنية من النقوش الإسلامية المبكرة. تُعد هذه الكنوز الأثرية من أندر الشواهد على تطور فن النقش والخط في جنوب شبه الجزيرة العربية. وتشهد صخور الجبل على حقبة ازدهر فيها التعليم، مما أتاح لأفراد المجتمع ترك بصماتهم.

تتجاوز الأهمية التاريخية لجبل الذرواة قيمته الفنية، إذ يُتيح فهمًا أعمق لمعتقدات وممارسات المجتمع الإسلامي المبكر من خلال نقوشه الفريدة. ولذلك، يبقى موقعًا أساسيًا لفهم تطور الفنون والخط العربي خلال هذه الفترة المحورية.

لا يزال هذا الأرشيف الحي يجذب الباحثين والسياح على حد سواء الراغبين في استكشاف حكاياته التاريخية. تُتيح صخور الجبل لمحةً عن الماضي، وتحفظ قصص الحضارة الإسلامية المبكرة لأجيال المستقبل.

With inputs from SPA

Story first published: Thursday, May 1, 2025, 19:00 [GST]