صراع مقاعد "الأبطال" يشعل أجواء الجولات الأخيرة من الدوريات الأوروبية

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

مدن - لم تكن هذه السنة حافلة بصراعات مشوقة على لقب الدوري في البطولات الكبرى في أوروبا – على الرغم من أن المنافسة في الدوري الإيطالي بين نابولي وإنتر قد تمتد حتى اللحظات الأخيرة (بل إن خوض مباراة فاصلة على لقب "السكوديتو" يبقى احتمالا واردا!)، بينما يمكن لريال مدريد أن يضيق الخناق على برشلونة متصدر الليجا إذا ما فاز على أرضية ملعب مونتجويك يوم الأحد المقبل.
لكن فريق ليفربول بقيادة المدرب آرني سلوت حول الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم إلى عرض منفرد، في حين واصل باريس سان جيرمان فرض هيمنته المطلقة على الدوري الفرنسي، بينما من شبه المؤكد أن يستعيد بايرن ميونيخ لقب الدوري الألماني من باير ليفركوزن نهاية الأسبوع الحالي.
ومع ذلك، لا يعني هذا أن الأسابيع الأخيرة من موسم 2024-2025 ستكون خالية من الإثارة – خاصة وأن التأهل إلى دوري أبطال أوروبا أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى من الناحية المالية. 
التقرير الآتي، يقدم نظرة تفصيلية على المعارك الضارية في مختلف أنحاء القارة لحجز مكان على طاولة كبار أوروبا الموسم المقبل.
البريميرليج
بعد أن وسع ليفربول الفارق في صدارة الترتيب إلى 15 نقطة غير قابلة للتعويض يوم الأحد الماضي، ومع تأكد هبوط كل من إبسويتش تاون، ليستر سيتي، وساوثهامبتون، يشعر متابعو الدوري الإنجليزي بالامتنان لبقاء بطاقات دوري الأبطال مطروحة للمنافسة.
من المرجح أن ينهي آرسنال (67 نقطة) الموسم في المركز الثاني، حتى وإن أثرت مشاركته المستمرة في المسابقات القارية على أدائه المحلي مؤخرا. ومع ذلك، ما تزال هناك ثلاث بطاقات مؤهلة متاحة، بالنظر إلى أن أصحاب المراكز الخمسة الأولى في إنجلترا سيحجزون مقاعدهم في دوري الأبطال الموسم المقبل.
نيوكاسل يونايتد، صاحب المركز الثالث (62 نقطة)، يعيش حالة تألق منذ فوزه المفاجئ على ليفربول في نهائي كأس الرابطة، ما تسبب في حالة انفراج كبرى في تينسايد، لكن فريق إيدي هاو يواجه نهاية موسم صعبة، تتضمن مواجهات خارج الأرض أمام كل من برايتون وآرسنال. 
في المقابل، لا يواجه مانشستر سيتي (61 نقطة) أي اختبارات صعبة – على الورق على الأقل – ويمتلك بيب جوارديولا بلا شك التشكيلة الأقوى. ولا سيما، بعد موجة الإنفاق الكبيرة للنادي في كانون الثاني (يناير) الماضي.
تشيلسي، صاحب المركز الخامس (60 نقطة)، ما يزال متمسكا بحظوظه رغم تراجع مستوى كول بالمر بشكل حاد، في حين يواصل نوتنجهام فورست (60 نقطة) مفاجآته هذا الموسم، إذ يمكنه الصعود من المركز السادس إلى الثالث إذا ما فاز بمباراته المؤجلة أمام برينتفورد.
أما أستون فيلا (57 نقطة) في المركز السابع، فلا يجب استبعاده تماما، لكن كتيبة أوناي إيمري تلقت ضربات قاسية أمام باريس سان جيرمان في دوري الأبطال، ومانشستر سيتي في الدوري، وكريستال بالاس في كأس الاتحاد، ما أدى إلى تراجع الزخم بشكل واضح.
البوندسليجا
تشهد ألمانيا صراعا محتدما، حيث يواجه كل من لايبزج وبوروسيا دورتموند خطرا حقيقيا بعدم التأهل إلى دوري الأبطال الموسم المقبل.
فرايبورج هو السبب الرئيسي في هذا الوضع، إذ نجح فريق المدرب جوليان شوستر، المفاجأة الكبرى هذا الموسم، في التمسك بالمركز الرابع برصيد 51 نقطة بعد أن تجاوز سلسلة نتائج سلبية بتحقيق ثلاثة انتصارات متتالية. ومع ذلك، لا يتقدم الفريق سوى بنقطتين على لايبزج (49 نقطة)، وبثلاث نقاط فقط على دورتموند (48 نقطة)، قبل مواجهته يوم الأحد مع باير ليفركوزن صاحب المركز الثاني.
على الجانب الإيجابي، قد لا يكون لدى فريق تشابي ألونسو ما يلعب من أجله في ملعب "يوروبا بارك" إذا ما فاز بايرن ميونخ، متصدر الترتيب، على لايبزج في ملعب "ريد بول أرينا" قبلها بيوم – وهو ما سيمثل بطبيعة الحال دفعة كبيرة لآمال فرايبورج في الحفاظ على مركزه.
لكن التهديد الحقيقي يتمثل في بوروسيا دورتموند. يستضيف الفريق نظيره فولفسبورج في ملعب "سيجنال إيدونا بارك" غدا، ما يعني أن كتيبة نيكو كوفاتش المتجددة قد تتساوى في النقاط مع فرايبورج قبل أن يخوض الأخير مباراته أمام ليفركوزن. وما يزال أمام دورتموند زيارة ملعب "باي أرينا" لاحقا، لكن الفريق أنهى الموسم بقوة (13 نقطة من آخر خمس مباريات)، ويثق تماما في قدرته على استغلال أي تعثر من فرايبورج، الذي تفوق عليه ذهابا وإيابا هذا الموسم بنتائج ثقيلة.
وبالنظر إلى أسفل الترتيب قليلا، ما يزال ماينتس (47 نقطة) في سباق المنافسة نظريا، لكن أداءه شهد انهيارا في الشهر الأخير، بينما يقدم فيردر بريمن (46 نقطة) مستويات مميزة مؤخرا، وإن كان قد تأخر قليلا في دخول سباق الأربعة الأوائل. ومع ذلك، قد تنقلب الأمور رأسا على عقب إذا ما نجح بريمن في الفوز على لايبزج على أرضه في الجولة 33، وهي الجولة قبل الأخيرة من الموسم.
سيري آ
الوضع في الدوري الإيطالي ببساطة "جنوني". فمع تبقي أربع جولات فقط على نهاية الموسم، لا يفصل بين يوفنتوس (62 نقطة) صاحب المركز الرابع، الذي يعد آخر المراكز المؤهلة لدوري الأبطال، وبين فيورنتينا صاحب المركز الثامن (59 نقطة)، سوى ثلاث نقاط فقط.
وكأحد أكبر الأندية في إيطاليا، يفترض أن يكون يوفنتوس الأوفر حظا لحسم التأهل. ومع ذلك، فقد كان موسم "السيدة العجوز" صعبا للغاية، حيث أقال النادي مدربه تياجو موتا في شهر آذار (مارس)، وعين بدلا منه إيجور تودور. ومن سوء حظ الفريق أن مباراتيه المقبلتين ستكونان خارج أرضه أمام اثنين من منافسيه المباشرين على بطاقة التأهل: بولونيا (الخامس، 61 نقطة)، ولاتسيو (السابع، 60 نقطة).
أما روما، فيحتل المركز السادس (أيضا برصيد 60 نقطة)، ويمكن اعتباره الفريق الأفضل أداء في السيري آ حاليًا، حيث لم يتعرض لأي خسارة في الدوري منذ ما قبل أعياد الميلاد تحت قيادة المدرب كلاوديو رانييري. صحيح أن جدول مباريات "الجيالوروسي" لا يبدو سهلا، إلا أن الفريق حقق فوزا مثيرا على إنتر في ملعب سان سيرو نهاية الأسبوع الماضي، والانتصار على فيورنتينا في ملعب الأولمبيكو يوم الأحد سيمنحه دفعة معنوية إضافية هائلة.
ومن المهم الإشارة أيضا، إلى أن روما سيتوجه يوم 12 أيار (مايو) الحالي إلى مدينة بيرجامو لمواجهة أتالانتا صاحب المركز الثالث، الذي يتقدم على يوفنتوس بثلاث نقاط فقط، ما يعني أن فريق المدرب جيان بييرو جاسبريني ما يزال مهددا بفقدان موقعه لصالح فرق المطاردة. وهو ما قد يحول الصراع إلى معركة ضخمة بين ستة فرق من أجل حجز مقعدين فقط في دوري الأبطال.
ليج 1
ربما كان تتويج باريس سان جيرمان بلقب الدوري الفرنسي للمرة الرابعة تواليا محسوما منذ ما قبل بداية الموسم، لكن الصراع على إنهاء الموسم في المراكز الأربعة الأولى يبدو أنه سيستمر حتى الجولة الأخيرة، حيث لا يفصل بين مرسيليا (58 نقطة) صاحب المركز الثاني وستراسبورج السابع (54 نقطة) سوى أربع نقاط فقط.
وكان من المتوقع على نطاق واسع أن ينهي فريق المدرب روبرتو دي زيربي الموسم في مركز الوصافة، إلا أن ذلك لم يعد مضمونا إطلاقا – خصوصا وأن مرسيليا سيخوض مباراة صعبة خارج أرضه أمام ليل، صاحب المركز الثالث (56 نقطة)، الذي فاز في أربع من آخر خمس مباريات له.
ويبقى كل من موناكو (55 نقطة) وليون (54 نقطة)، صاحبي المركزين الرابع والخامس على التوالي، ضمن دائرة المنافسة بقوة. وقد يكون لقاء الفريقين المرتقب في ملعب "لويس الثاني" خلال الجولة 33 حاسما في تحديد من يتأهل لدوري الأبطال.
لكن الفريق الذي يجب مراقبته عن كثب هو نيس، صاحب المركز السادس (54 نقطة)، فهو الفريق الوحيد الذي هزم باريس سان جيرمان هذا الموسم، كما أنه يتمتع بجدول مباريات أقل صعوبة مقارنة بمنافسيه. وإذا استمر بالوتيرة نفسها، فبإمكانه اقتحام المربع الذهبي قبل صافرة نهاية الموسم.
لا ليجا
رغم تبقي خمس جولات على نهاية الدوري الإسباني، إلا أنه يمكننا القول بثقة إن أربعة من المراكز الخمسة المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا قد حُسمت بالفعل.
فكل من برشلونة وريال مدريد، المتنافسان على اللقب، ضمنا التأهل رسميا، بينما يعد أتلتيكو مدريد، صاحب المركز الثالث، في حكم المتأهل. أما أتلتيك بلباو فما يزال أمامه بعض العمل، إلا أن الفريق الباسكي يعد مرشحا قويا لإنهاء الموسم في المركز الرابع، إذ يتقدم بست نقاط على ريال بيتيس صاحب المركز السادس.
ومع أن رجال مدرب بيتيس مانويل بيليجريني قد لا يمتلكون ما يكفي لتجاوز بلباو، إلا أنهم يملكون فرصة كبيرة للتفوق على فياريال وخطف البطاقة الأخيرة المؤهلة. الفارق بين الفريقين نقطة واحدة فقط في الوقت الحالي، مع أفضلية طفيفة لـ"الغواصات الصفراء".
ومع ذلك، فإن ريال بيتيس يظهر أداء أفضل مؤخرا، وسيعتقد الفريق الأندلسي أنه قادر على الفوز في أربع من مبارياته الخمس الأخيرة. المشكلة الوحيدة تكمن في أن إحدى تلك المباريات ستكون ضد أتلتيكو مدريد على ملعب "ميتروبوليتانو". الخبر الجيد، مع ذلك، هو أن فياريال سيواجه برشلونة خارج ملعبه في الجولة نفسها، ما يجعل هذا السباق الثنائي مرشحا لأن يحسم في اللحظات الأخيرة.
بقية أوروبا
في البرتغال، تتجه الأنظار بأكملها نحو صراع مذهل على لقب الدوري بين سبورتنج لشبونة وبنفيكا، حيث يتساوى الغريمان اللدودان في العاصمة على صدارة الترتيب برصيد 75 نقطة لكل منهما. وتزداد الإثارة مع اقتراب موعد المواجهة المنتظرة بين الفريقين على ملعب "دا لوز" في الجولة قبل الأخيرة من الموسم، وهي المباراة التي يرجح أن تحسم هوية البطل. وتبدو حظوظ سبورتنج أوفر قليلا في هذه المرحلة، إذ سبق له الفوز على بنفيكا في ملعب "جوزيه ألفالادي" في وقت سابق من الموسم، وبالتالي فإن التعادل في لقاء الإياب قد يكون كافيا لتتويجهم باللقب بفضل تفوقهم في المواجهات المباشرة.
كل هذا يبدو غير ذي صلة بالنسبة لبورتو. ثالث أضلاع "الثلاثي الكبير" في البرتغال يعيش موسما آخر مخيبا للآمال، وقد خرج الفريق الفائز بدوري الأبطال مرتين من دائرة المنافسة على التأهل إلى دوري الأبطال مبكرا. والأسوأ من ذلك، أنهم قد لا يتمكن حتى من دخول مرحلة المجموعات في الدوري الأوروبي مباشرة، إذ يتأخر حاليا بنقطتين عن سبورتنج براجا صاحب المركز الثالث.
أما في هولندا، فيواجه ناد أوروبي عريق آخر صراعا شاقا من أجل خطف بطاقة التأهل إلى دوري الأبطال. فينورد عاش موسما متقلبا للغاية منذ رحيل مدربه آرني سلوت إلى ليفربول الصيف الماضي. ورغم أن الفريق نجح في إقصاء ميلان من دوري الأبطال في طريقه إلى دور الـ16، إلا أن النتائج المحلية كانت كارثية، ما أدى إلى إقالة المدرب بريان فريسكي في شباط (فبراير). 
وخلفه في المنصب بشكل دائم نجم الفريق السابق روبن فان بيرسي، الذي قاد نهضة ملحوظة في النتائج، حيث يحتل الفريق حاليا المركز الثالث في الدوري الهولندي، وهو المركز الأخير المؤهل لدوري الأبطال خلف أياكس وآيندهوفن. لكن وضع الفريق ما يزال هشا، إذ لا يتقدم على أوتريخت سوى بفارق الأهداف، مع أن فريق المدرب رون يانز خاض مباراة أكثر.
وفي الجارة بلجيكا، يخوض كلوب بروج – الذي حقق مسيرة مدهشة ببلوغه ثمن نهائي دوري الأبطال العام الحالي – صراعا محتدما على لقب الدوري البلجيكي مع كل من يونيون سان جيلواز وجنك، إلى جانب التنافس على بطاقتي التأهل لدوري الأبطال.
أما في تركيا، فقد حسمت هوية الفريقين المتأهلين لدوري الأبطال بالفعل: جالطا سراي وفنربخشه. ويبدو أن الفريق الأول في طريقه لتحقيق لقب ثالث تواليا، إذ يتقدم بفارق خمس نقاط على كتيبة جوزيه مورينيو قبل خمس جولات من النهاية. -(وكالات)اضافة اعلان

 


Image1_52025120453178132583.jpg

بوروسيا دورتموند -(من المصدر)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق