(CNN) -- اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، أن "هزيمة أعداء إسرائيل أهم من تأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة".
وفي حين أقر نتنياهو بأن تحرير الرهائن الـ59 المتبقين "هدف بالغ الأهمية"، وصف قتال إسرائيل لأعدائها بأنه "الهدف الأسمى" للحرب.
وقال: "لدينا أهداف عديدة، أهداف عديدة في هذه الحرب، نريد استعادة جميع رهائننا، وهذا هدف بالغ الأهمية في الحرب، هناك هدف أسمى، وهذا الهدف الأسمى هو النصر على أعدائنا، وهذا ما سنحققه".
وتُعدّ تصريحات نتنياهو، التي جاءت في الاحتفال بذكرى يوم استقلال إسرائيل، المرة الأولى التي يصف فيها صراحةً إعادة الرهائن كهدف ثانوي للحرب، ووصف سابقًا هزيمة حركة "حماس" وتأمين إطلاق سراح الرهائن كأهداف رئيسية لحرب إسرائيل على غزة.
وأثارت تصريحاته ردود فعل غاضبة من ممثلي عائلات الرهائن.
وقال منتدى الرهائن والمفقودين، في بيان: "رئيس الوزراء، إن إعادة الرهائن ليست أقل أهمية، بل هي الهدف الأسمى الذي ينبغي أن تُوجّه حكومة إسرائيل"، وأضاف: "عائلات الرهائن قلقة".
وتُثير تصريحات نتنياهو خلافًا مع غالبية الجمهور الإسرائيلي، الذي يُؤيد بأغلبية ساحقة صفقةً لإطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب في غزة، وفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة.
لكنها تضع رئيس الوزراء في مصاف وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتشدد، بتسلئيل سموتريتش، الذي أدلى مؤخرًا بتصريحات مماثلة، حيث قال سموتريتش الأسبوع الماضي: "علينا قول الحقيقة، إن إعادة الرهائن ليست الهدف الأهم. إنها، بالطبع، هدف بالغ الأهمية".
وأضاف: "لكن أي شخص يريد تدمير حماس والقضاء على إمكانية تكرار سيناريو هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول يجب أن يفهم أنه في غزة، لا يمكن أن تبقى حماس حاضرة ومتماسكة".
ويضغط أعضاء ائتلاف نتنياهو الحاكم على رئيس الوزراء لمواصلة القتال.
وحذر مسؤولون إسرائيليون كبار منذ أسابيع من أن الجيش سيكثف عملياته في غزة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس.
وذكر مصدر مطلع، لشبكة CNN، أن نتنياهو سيجتمع مع كبار مسؤولي الدفاع، الجمعة، في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لتوسيع نطاق الحرب.
وتقول إسرائيل إن قصفها لغزة، إلى جانب حصار شامل لمدة شهرين، هو محاولة للضغط على "حماس" لتقديم تنازلات في مفاوضات وقف إطلاق النار، وتعهدت إسرائيل بتدمير "حماس"، وقالت إنها لا تستطيع الاستمرار في حكم القطاع.
الضغط يتصاعد على نتنياهو
وهذه هي المرة الثانية هذا الأسبوع التي يواجه فيها نتنياهو رد فعل عنيف من عائلات الرهائن، حيث سُمعت زوجته سارة عبر الميكروفون، وهى تهمس له بأن عدد الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة "أقل" من 24 رهينة.
وأثار هذا التصريح غضب العائلات، ودفعها إلى المطالبة بتوضيح ما تعرفه الحكومة عن مصير أحبائهم، بالإضافة إلى تساؤلات حول سبب امتلاك زوجة رئيس الوزراء معلومات حساسة عن أحبائهم لا يملكونها.
وقال المنتدى في بيان: "لقد زرعتما ذعرًا لا يوصف في قلوب عائلات الرهائن التي تعيش بالفعل في حالة من عدم اليقين المؤلم، وإذا كانت هناك معلومات استخباراتية أو معلومات جديدة بشأن حالة أحبائنا، فإننا نطالب بالكشف الكامل عنها".
وأعلنت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة بأنها تعتقد أن ما يصل إلى 24 من أصل 59 رهينة متبقين ما زالوا على قيد الحياة.
ويبدو أن حديث سارة نتنياهو يُشير إلى أن الحكومة قد تكون لديها معلومات تفيد بوفاة بعض الرهائن الـ 24.
وكشف مسؤولون إسرائيليون لـCNN الأسبوع الماضي عن وجود "مخاوف بالغة" بشأن 3 الرهائن، لكنهم رفضوا الإفصاح عما إذا كانت إسرائيل على يقين من وفاتهم.
ولأشهر، استخدم المسؤولون الإسرائيليون نفس المصطلحات للإشارة إلى الرهائن شيري بيباس وطفليها، الذين أُعيدت جثثهم في أحدث وقف لإطلاق النار.
كما تزايدت الضغوط على نتنياهو من جنود الاحتياط الذين تزايدت معارضتهم للحرب، حيث وردت عدة رسائل عامة تفيد بأن حرب غزة تخدم بالأساس المصالح السياسية والشخصية للمسؤولين، وليس المصالح الأمنية للبلاد.
0 تعليق