في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية والأحداث السياسية التي تشهدها الساحة الدولية، شهد سوق الفضة في سلطنة عمان نموًا كبيرًا في المبيعات، حيث سجلت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بالسنوات الماضية، وفي هذا السياق، عبّر عدد من تجار الفضة والمستهلكين عن آرائهم حول تأثير الزيادة الأخيرة في الأسعار على حركة السوق.
وفي هذا السياق، تحدث أحمد الفرقاني، بائع فضة في سوق نزوى التراثي، قائلًا: "لا يوجد تأثير مباشر حاليًا على المبيعات، حيث إن الأسعار ما زالت تتأرجح بين الارتفاع والانخفاض، ومن المتوقع ألا يستمر ارتفاع الأسعار لفترة طويلة، ذلك أنه مرتبط بالأسواق العالمية، وتحديدًا بارتفاع أسعار النفط والتقلبات السياسية التي يشهدها العالم".
وأوضح الفرقاني أنه على الرغم من التذبذب في الأسعار، فإن ذلك لم يؤثر على خيارات وتصاميم المنتجات المعروضة في متجره، حيث يواصل الابتكار والتنوع المستمر في تشكيلات الفضة لتلبية احتياجات الزبائن، مشيرًا إلى أن هذا هو السبيل الوحيد للحفاظ على جودة المنتجات والتميز في ظل الارتفاع المستمر لأسعار الفضة.
ويظل سوق الفضة في سلطنة عمان عنصرًا أساسيًا في التراث العماني، لا سيما في الأسواق التقليدية مثل سوق نزوى، حيث يواصل تجار الفضة تقديم منتجات متنوعة ومتجددة لتلبية احتياجات الأذواق المختلفة، حتى في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
وقد أدى ارتفاع أسعار الفضة في الآونة الأخيرة إلى العديد من الآراء المتباينة بين تجار الفضة في سلطنة عمان، ففي ظل التقلبات الاقتصادية العالمية، التي شهدت ارتفاعًا في أسعار الفضة والذهب، أفاد العديد من البائعين أن تأثير هذا الارتفاع على مبيعاتهم يختلف بناء على استراتيجياتهم التجارية وتوجهاتهم في تقديم المنتجات.
وفي هذا السياق، أبدى سالم الحديدي، بائع فضة، رأيه حول تأثير ارتفاع الفضة على مبيعاته، قائلًا: "لم تؤثر الزيادات الأخيرة في أسعار الفضة على مبيعاتي بشكل ملحوظ؛ بل على العكس، كانت المبيعات ممتازة بسبب زيادة الطلب على خام الفضة، خصوصًا بعد ارتفاع أسعار الذهب، والارتفاع المتوقع في سوق الفضة يرجع إلى التضارب الاقتصادي بين الدول الكبرى، وبالنسبة لي، لا يشكل ارتفاع الفضة مشكلة كبيرة، لأن الأهم بالنسبة لي هو تقديم منتجات متميزة من حيث الجودة والتصميم؛ فنظافة وجودة المنتج هما من المقومات الأساسية لنجاح بيع الفضة، مما يعزز سمعة المؤسسة".
من جهته، قال ناصر الهنائي، بائع فضة آخر: "لم تؤثر الزيادة الأخيرة في أسعار الفضة على مبيعاتنا نظرًا لأن أسعارنا ثابتة ولا تتأثر بارتفاع الأسعار، حيث تعتمد مبيعات الفضة على عوامل متعددة مثل سعر الأحجار المستخدمة في المنتج وتكلفة التصنيع، وليس فقط سعر الفضة، وفي رأيي، ستستمر أسعار الفضة في الارتفاع بسبب زيادة الطلب بعد ارتفاع أسعار الذهب، وزيادة الطلب هي أحد العوامل المؤثرة بشكل مباشر على الأسعار، بالإضافة إلى وفرة الموارد، وفي ظل هذا الارتفاع، بدأت بعض الشركات في استخدام النحاس المطلي بالذهب كبديل للفضة، ولكنه بالطبع لا يوازي الفضة من حيث الجودة".
كما أشار الهنائي إلى أن هناك تنافسًا قويًا في سوق الفضيات، خاصة في الفضيات النسائية، حيث يؤثر ارتفاع الأسعار على هذا التنافس بشكل كبير، ويسعى التجار إلى تقديم أفضل الأسعار لجذب أكبر عدد من الزبائن.
آراء المستهلكين العمانيين
وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية والتقلبات المستمرة في الأسواق العالمية، يتابع المستهلك العماني عن كثب التغيرات التي طرأت على أسعار الفضة، حيث تختلف آراؤهم حول تأثير هذه التغيرات على مبيعات الفضة وقرارهم بشرائها.
في هذا السياق، أشارت بدرية المحروقية، كمستهلكة للفضة، إلى أن هناك ارتفاعًا في أسعار الفضة مقارنة بالسابق، ولكنها ما زالت في متناول الأيدي، والأسعار تتفاوت في السوق، ما يسمح للجميع باختيار ما يتناسب مع ميزانيتهم، فهناك الفضة الخفيفة الأقل سعرًا، والفضة الثقيلة ذات الأسعار الأعلى.
ونصحت بدرية المستهلكين، قائلة: "يمكنكم شراء الفضة سواء كانت مصوغات حديثة أو تقليدية، واستخدامها لفترة طويلة، وفي حال رغبتكم في شراء الجديد، يمكنكم استبدال القديم أو بيعه".
أما مروة البادية، فقد أوصت المستهلكين بضرورة شراء الفضة من مصادر موثوقة والابتعاد عن الشراء العشوائي، ومن المهم أيضًا الاهتمام بجودة الفضة وليس فقط الكمية، كما يُنصح بتحديد ميزانية مسبقة والبحث عن عروض أو خصومات، أو حتى شراء الفضة المستعملة بحالة جيدة، وبعض الخيارات المتاحة في السوق قد تكون تستحق سعرًا أعلى لتميزها بجودة أفضل.
من جانبها، أضافت عزة السعيدية: "تقييم الخيارات المتاحة يعتمد على الجودة والطلب والعرض، وفي ظل ارتفاع الأسعار، قد يشعر البعض بأن الأسعار ليست عادلة مقارنة بجودة المنتجات، لذلك من المهم مقارنة الأسعار بين المتاجر المختلفة والبحث عن العروض أو المنتجات ذات الجودة العالية التي تقدم قيمة جيدة مقابل السعر".
وفيما يتعلق باستخدام الفضة كاستثمار طويل المدى، قالت مريم التوبية: "ما زالت الفضة خيارًا جيدًا للاستثمار، لكن يجب شراؤها في الوقت المناسب وبالسعر المناسب، وبعض المنتجات تكون أسعارها مبالغًا فيها مقارنة بالجودة، ولذلك أصبحت أبحث أكثر قبل الشراء للحصول على أفضل قيمة".
وأضافت عزة السعيدية: "إذا كنت أفكر في الفضة كهدية، فهي خيار رائع، أما إذا كنت أفكر في الاستثمار، فقد يكون شراء الفضة كسبائك أو عملات أكثر جدوى، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار، ومع ذلك، أثر هذا الارتفاع في تردد العديد من الناس عن شراء الفضة".
وأوضح نصر الذهلي، كمستثمر للفضة، قائلًا: "الفضة خيار مثالي للادخار أكثر من كونها استثمارًا، بحيث تحفظ قيمة النقد من التضخم وانخفاض القيمة، علاوة على ذلك، مؤخرًا زاد استخدام الفضة في الصناعات، لا سيما صناعة السيارات الكهربائية، وبالتالي من الطبيعي أن ترتفع قيمة الفضة مع ارتفاع الطلب على المعدن صناعيًا، والأمر الآخر المشجع في ادخار الفضة هو أن قيمة الفضة أقل بفارق كبير عن الذهب، حيث إن سعر كيلو الفضة تقريبًا أقل عن ٥٠٠ ريال عماني، وسعر كيلو الذهب أكثر من ٤٠ ألف ريال عماني، ومن المتوقع أن تصحح الفضة قيمتها لتقلّص الفارق الشاسع مع سعر الذهب، وأنصح بالتنوع في الادخار بين الذهب والفضة والخيارات الأخرى كالعقار أو الأراضي، ولا أشجع أبدًا الادخار على شكل نقد، إن لم تكن هناك حاجة ضرورية للنقد".
وفي ختام الاستطلاع، اتفقت الآراء على أن اقتناء الفضة في الوقت الحالي يُعد استثمارًا جيدًا باعتبارها من الأصول الآمنة، ويعكس زيادة الطلب على المصوغات الفضية التأثيرات الناتجة عن ارتفاع سعر الذهب، حيث أصبح اقتناء الفضة بديلًا مفضلًا عنه، وقد أشار العديد من المستهلكين إلى أن امتلاك المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة يمثل وسيلة آمنة للادخار والاستثمار، حيث يوفر شعورًا بالأمان المالي مقارنة بالعملات الورقية التي قد تتأثر بالتقلبات الاقتصادية.
0 تعليق