دراسة: عدم الاستقرار ونقص الخدمات يشكلان عائقا لعودة السوريين لبلادهم

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

عمان – توصلت دراسة حديثة حول نوايا اللاجئين السوريين في الأردن للعودة إلى بلادهم أجرتها "المنظمة الدولية للإعاقة - الإنسانية والإدماج"، بأنّ معظم اللاجئين السوريين مترددين أو غير راغبين في العودة.اضافة اعلان
وقالت الدراسة التي بنت نتائجها على استطلاع أجرته على عينة من السوريين في المملكة، إلى أنّه وفي الوقت الذي ما يزال فيه جزء كبير من اللاجئين مترددين أو غير راغبين بالعودة، فإن أولئك المنفتحين على العودة يربطون عودتهم بتحسن الأوضاع الأمنية، كما ما تزال القيود الاقتصادية ونقص الخدمات وقضايا السكن تُشكل عوائق كبيرة.
رغبة محدودة
وأكدت أنه على الرغم من امتلاك الكثيرين إقامة سارية المفعول في الأردن، إلا أن الرغبة في العودة محدودة، جراء عدم اليقين بشأن السلامة والإستقرار الاقتصادي والوصول للخدمات في سورية. 
ودعت النتائج لضرورة التركيز من قبل الجهات المعنية على تعزيز فرص كسب العيش، وتوفير معلومات واضحة وموثوقة حول الأوضاع في سورية، ومعالجة التحديات الاقتصادية والقانونية لتسهيل اتخاذ قرارات مستنيرة بين اللاجئين، بخاصة للاجئين القادمين أصلا من درعا وحلب.
وبحسب الدراسة فإنه ستكون البرامج المُستهدفة، بما في ذلك المساعدة المالية والتدريب على المهارات ودعم الإسكان، ضرورية لمن يفكرون بالعودة.
كما أنّ هناك ضرورة لتعزيز قنوات الاتصال الموثوقة، مثل المنظمات الإنسانية ومصادر الأخبار الموثوقة، لضمان حصول اللاجئين على معلومات دقيقة حول الأوضاع في سورية.
ورصد الإستطلاع رأي أُجري بين اللاجئين السوريين المقيمين في الأردن لاستكشاف نواياهم بالعودة لبلادهم، حيث هدف لجمع رؤى حول العوامل المؤثرة في اتخاذهم للقرارات، والتحديات التي يواجهونها، والدعم الذي يحتاجونه.
وكان جميع المشاركين إما من ذوي الإعاقة أو لديهم فرد واحد على الأقل من أفراد أسرهم يعاني من إعاقة.
واعتمدت الدراسة بجمع بياناتها على استبيان مُنظّم ورؤى نوعية من مناقشات "مجموعات مُركّزة"، حيث شمل الاستبيان 710 مُستجيبين، وغطّى الخصائص الديموغرافية، ونوايا العودة، والتحديات، واحتياجات الدعم.
امّا المجموعات اللامركزة فقد شملت 5 مناطق، وشارك فيها 60 مُشاركًا من خلفيات مُتنوّعة، لاستكشاف التجارب الشخصية وعمليات صنع القرار.
وبحسب النتائج فإنّه عندما سُئل المشاركون في الاستطلاع عن نيتهم في العودة لسورية، أجاب 33.8 % فقط أنّهم على استعداد للعودة، بينما لم يقرر 18.2 % بعد، ولم يُبدِ 48 % رغبتهم بالعودة لبلادهم، كما وُجد أن 36 % فقط يشعرون بالأمان للعودة، بينما لا يشعر 64 % الآخرون بالأمان على الإطلاق.
وأعرب العديد من المشاركين عن مخاوفهم العميقة بشأن السلامة والبنية التحتية والأوضاع الاقتصادية في سورية.
وذكرت نسبة كبيرة منهم صراحةً أنهم لا يرون العودة خيارًا حاليًا نظرًا لاستمرار عدم الاستقرار ونقص الخدمات الأساسية في سورية.
ولاستكشاف المزيد من الأفكار حول قرارهم بالعودة لسورية، سُئل المشاركون عن وضعهم القانوني في الأردن، وتبيّن أن 74 % من المشاركين يحملون إقامات سارية المفعول، بينما لا يحمل 22 % منهم إقامات، وانتهت صلاحية إقامة 4 % المتبقية. 
وكانت العوائق الاقتصادية وتوافر السكن أبرز العوائق التي تم تحديدها، حيث أثرت على أكثر من نصف المشاركين. كما شكل انعدام الأمن والصحة تحديات كبيرة. 
وبالنسبة للأسر التي تضم فردًا من ذوي الإعاقة، كانت إمكانية الوصول والرعاية الطبية المتخصصة في سورية من المخاوف الإضافية، مما زاد من صعوبة العودة. 
ومن بين التحديات الأخرى التي تم تحديدها، ذكر 5 مشاركين أن السبب هو أن أحد أفراد أسرهم من ذوي الإعاقة. وقد عززت مجموعات النقاش المركزة هذه النتائج، حيث ذكر المشاركون أن نقص الرعاية الطبية، وضعف البنية التحتية، ونقص المساكن جعل العودة شبه مستحيلة.
وبحسب الاستطلاع برز الدعم المالي 35 % والمساعدة السكنية %29 كأهم الاحتياجات. وأعرب اللاجئون عن مخاوفهم بشأن إيجاد عمل مستقر وتأمين سكن مناسب، حيث يحتاج الكثيرون منهم لدعم نفسي واجتماعي وطبي للعودة لسورية بنجاح، في حين أكدت مجموعات النقاش المركزة على أن الدعم المالي وضمانات الأمن شرطان أساسيان للعودة.
وتشمل أكثر أنواع المساعدة طلبًا دعم سبل العيش 39 %، والحصول على التعليم 24 %، وخدمات الرعاية الصحية 24 %، حيث تُبرز هذه النتائج الحاجة إلى استجابة منسقة لتزويد العائدين بالمهارات والموارد اللازمة لإعادة اندماجهم بنجاح في المجتمع السوري.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق