دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في كتاب عنوانه "Cursed"، أي "الملعون"، يُصمّم المخرج تشارلي إنغمان صورًا غريبة ومقلقة لجسم الإنسان بواسطة الذكاء الاصطناعي.
ففي أحد أعماله، يظهر رجل يمشي في بركة مياه ضحلة، فيما يخرج من كتفيه أجنحة خاصة بطائر البجع.
مشهد مريب.. أليس كذلك؟
هذه ليست سوى واحدة من أعمال إنغمان العديدة، التي يتطلّع من خلالها إلى تحقيق نوع من "التنافر المتوازن".
وقال: "ما هو مرغوب، وما هو مقرف، وما هو جميل، وما هو قبيح.. أنت مجبر على مواجهة ماهية هذه المعايير من الناحية العاطفية".
يسود الطابع المخيف والمريب على غالبية أعمال إنغمان.
ففي كتاب "Mom"، أي "الأم"، يستكشف تعاونه المُكثّف مع والدته لمدة 15 عامًا، ديناميكيات العلاقة بين "الأم والابن" و"المصور والموضوع" بطرق غير مريحة أحيانًا. كما شهد إخراجه الفني لعلامة الأزياء "كولينا سترادا" في بروكلين تحوّل عارضات أزياء إلى حيوانات على منصة العرض، أو رسم ابتسامات غير مريحة على وجوههن.
وإسوة بالعديد من الأشخاص، تعرّف إنغمان لأول مرة على الذكاء الاصطناعي من خلال تطبيق "Lensa"، الذي سمح للأشخاص بإنشاء صور ذاتية مُنمّقة، ومشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وبعدما أطلعه أحد الزملاء في "كولينا سترادا" على تجربته مع "Midjourney" في العام 2022، تعلّق إنغمان بالتطبيق الجديد.
وتدرّب بدوره على طريقة استخدام "Midjourney" من خلال مجموعة من الصور الخاصة بوالدته.
ورغم أنها تظهر بشكل متقطع في كتاب "الملعون"، تارة كشخصية بلا أطراف أو كشخصية ذات أجنحة عثة، إلّا أنها تُشكّل نقطة محورية في أعمال إنغمان.
وتظهر الحيوانات أيضًا، مثل البجع وكلاب والخيول، على نحو متكرر في أعمال المخرج المقيم في مدينة بروكلين الأمريكية. ووجد أن طريقة تقديمها، سواء كمخلوقات كاملة أو غير كاملة، جميلة.
كما أنّها تتمتع بتاريخ طويل من الرمزية الضمنية.
ومع تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل سريع، أصبح كتاب "الملعون" بمثابة مؤشر على زمن يتلاشى من أمام أعيننا.
وغالبًا ما يتم إصدار كتب التصوير على مدار سنوات، وليس أشهر.
ووجد إنغمان أن التكنولوجيا كانت تتطور بسرعة أكبر من مشروعه، مع طرح العديد من التحديثات الجديدة لـ"Midjourney". وأصبحت ميزات، مثل الأيدي ذات الأصابع الست، قديمة.
وقال: "لم تتعايش الصور الأولى التي التقطتها للمشروع مع صوري الأخيرة.. كانتا تقريبًا في سجلين مختلفين، وهذا الأمر مثير للاهتمام للغاية بالنسبة لي".
وفي المستقبل، قد يضيع سياق كتاب "الملعون"، حيث تصبح الأجسام غير الطبيعية مجرد نقطة في المخطط الأكبر لعروض الذكاء الاصطناعي.
وربما ينحرف الجيل المقبل من الذكاء الاصطناعي نحو أعماق واد غامض، وبطرق مخيفة وغير معروفة حتى الآن.
وفي الحالتين، يريد إنغمان أن يكون الكتاب قائمًا بذاته.
0 تعليق