المخيف أن استئساد إسرائيل وتوسيعها لدائرة حروبها العسكرية والفكرية يواكب حالة ضعف عربي واسع، متزامن مع حالة أوسع من الشتات وانهيار كل أفكار التضامن العربي والإسلامي، وهو ما سمح لإسرائيل بالتبجح في إعلان أهدافها الاستراتيجية ومخططاتها الاحتلالية، دون أن تستشعر أي حالة خوف، أو تتهيب موقفا عربيا مضادا، وفي كل فبقدر ما يمثل ذلك مصدر قوة لها، بقدر ما يمثل مظهرا لابتداء حالة السقوط الذي أرجو أن يكون سريعا، إيمانا بأن بلوغ سدة العُلو الكبير، ينبئ عن سقوط مدوٍ وفق ما أكد عليه النص الإلهي في كتابه المحكم.
أعود إلى مخطط إسرائيل القاضي بإقامة مملكتها الكبرى، والذي يفرض أن تقوم بإضعاف كل الدول العربية الواقعة في إطار جغرافية مملكتها المتخيلة، وهو ما تقوم به اليوم، حيث لم تنفك في إثارتها للفتن الداخلية على الصعيد الطائفي والعرقي، كما هو الحال الآن في سوريا، وفي لبنان والعراق من قبل، وهو مشروع تعمل على تنفيذه بتركيز عبر ذبابها الالكتروني وإعلامها المندس، وتمريرها لمعلومات تاريخية ودينية مزورة عبر شخصيات مشبوهة من جهة، ومن خلال آخرين من بني جلدتنا تبنوا نشر تزويرها دون وعي، طلبا للشهرة ولو بقولٍ نكير.
وواقع الحال، وأمام إدراكنا بمخططها فأتصور بأن المنطق يفرض أن تتبنى الدول العربية خطة استراتيجية شاملة على الصعيد الأمني والفكري والسياسي، بهدف مواجهة المخطط الإسرائيلي وتحجيمه في إطاره الجيوسياسي الحالي، والدفع بها للموافقة على مبادرة السلام العربية والاعتراف بحل الدولتين.
في هذا السياق، أجد من المهم أن تسعى المملكة العربية السعودية بوصفها قائدة للصف العربي والإسلامي، لبلورة خطة استراتيجية مضادة للمشروع الإسرائيلي، بمشاركة المملكة الأردنية الهاشمية باعتبارها المعني الأول حاليا بما تقوم به إسرائيل من تجاوزات، وبدعم جميع الدول الإقليمية المحيطة وعلى رأسها تركيا، وهو ما يوقف المخطط اليهودي الذي تنفذه إسرائيل اليوم بجهد وتركيز.
0 تعليق