شهدت الأسواق الأمريكية خلال تعاملات يوم الاثنين، تباينًا لافتًا في أداء أبرز الأسهم التكنولوجية والاستهلاكية، حيث سادت حالة من الترقب بين المستثمرين، بفعل مزيج من نتائج الأرباح، والتوجهات الاقتصادية، وتقديرات رفع الفائدة.
وبينما واصلت بعض الأسهم الكبرى تعزيز مكاسبها، مثل: مايكروسوفت، وميتا، سجلت أخرى، مثل: آبل، وتسلا، تراجعًا واضحًا، مما يعكس تنوع المزاج الاستثماري في وول ستريت.
مايكروسوفت (MSFT)
وارتفع سهم مايكروسوفت إلى 438.42 دولارًا (+0.72%)، معززًا مكانته بين الأسهم القيادية في مؤشر ناسداك.
وجاء هذا الأداء مدفوعًا باستمرار الزخم حول خدمات Azure السحابية وتوسع الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال استثماراتها في OpenAI.
ويري المستثمرون أن مايكروسوفت تملك قاعدة أرباح مستقرة ونموًا مستقبليًا واعدًا في سوق البنية التحتية الذكية، وهو ما يبرر استمرار صعودها.
(Skechers (SKX
وسجل سهم Skechers قفزة كبيرة إلى 61.49 دولارًا (+24.55%)، بعد إعلان الشركة عن أرباح فصلية تفوقت على التوقعات، مع نمو قوي في المبيعات الدولية، خاصة في آسيا.
كما أشارت الإدارة إلى تحسن هامش الربح الإجمالي وتوقعات إيجابية للنصف الثاني من العام.
هذا الأداء يعيد تسليط الضوء على أسهم التجزئة التي غالبًا ما تكون تحت المجهر في ظل بيئة إنفاق استهلاكي متقلبة.
Palantir (PLTR)
ارتفعت إلى 125.17 دولارًا (+0.72%)، مما يشير إلى ثقة المستثمرين في نموذجها الموجه للذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات، خاصة بعد الفوز بعقود حكومية جديدة.
ميتا (META)
واصلت ميتا (META) ارتفاعها إلى 601.38 دولارًا (+0.73%)، مدعومة بنمو الإعلانات وتحسن كبير في هوامش التشغيل.
تسلا (TSLA) وآبل (AAPL)
فيما تراجع سهم تسلا إلى 282.62 دولارًا (-1.69%)، في ظل استمرار المخاوف من ضعف الطلب على السيارات الكهربائية في الأسواق الآسيوية، وتزايد المنافسة من شركات صينية.
وهوامش الربح بدأت تتآكل مع تراجع أسعار المركبات، وهو ما يثير قلق المستثمرين.
من ناحية أخرى، انخفض سهم آبل إلى 200.68 دولار (-2.03%)، متأثرًا بتقارير عن ضعف مبيعات أجهزة آيفون في الصين، وقلق الأسواق من تباطؤ الابتكار في الأجهزة الجديدة، ورغم مكانتها كأكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، فإن آبل تواجه تحديات متزايدة للحفاظ على زخم نموها التاريخي.
بيركشاير هاثاوي (BRKb)
انخفض سهم بيركشاير هاثاوي إلى 514.74 دولارًا (-4.64%)، وهو هبوط يُعد كبيرًا نسبيًا بالنسبة لسهم ذو طابع دفاعي، وهذا التراجع قد يعود إلى عمليات جني أرباح و تقييمات سلبية لبعض مكونات محفظة الشركة، خاصة في قطاعي التأمين والطاقة.
نتائج متباينة
إنفيديا (NVDA) حققت استقرارًا عند 114.56 دولار (+0.05%)، في وقت لا يزال فيه المستثمرون، بانتظار إعلان نتائج ربح جديدة لتقييم مدى استمرارية النمو القوي في قطاع الرقاقات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
أمازون (AMZN) تراجعت إلى 187.37 دولار (-1.43%)، متأثرة بانخفاض في الطلب على التجارة الإلكترونية، وتوقعات بتباطؤ نمو Amazon Web Services.
نتفليكس (NFLX) انخفضت إلى 1,142.17 دولار (-1.24%)، وسط تقلبات في عدد المشتركين وتكاليف إنتاج مرتفعة، رغم تفوقها في بعض الأسواق الدولية.
تحليل الأداء
تعكس تحركات الأسهم الأخيرة في السوق الأمريكي حالة من الترقب وعدم اليقين، حيث تتأرجح الأسهم بين نتائج مالية قوية وتخوفات اقتصادية كلية.
ومن الواضح أن المستثمرين يفضلون الشركات ذات النمو المستقر والمركز المالي القوي، بينما تتعرض الشركات التي تعاني من ضغط تنافسي وضعف في الابتكار لتصحيحات سعرية، والتباين في أداء هذه الأسهم يعكس بوضوح التغير في سلوك المستثمرين نحو نهج انتقائي أكثر حذرًا في بيئة أسواق متقلبة.
0 تعليق