أسرة التحرير 20/12/2024
درج في الماضي التحذير من أنه إذا واصلت الديمقراطية الإسرائيلية التدهور ستصبح الحياة هنا "مثلما في الأنظمة الظلامية". أما الآن فلا معنى للعب بـ"إذا" و"مثلما". فقد أصبحت إسرائيل دولة خطيرة على المرء فيها أن يكون مواطنا معارضا للحكم. هكذا بالضبط تبدو الأنظمة الظلامية.اضافة اعلان
في الأنظمة الظلامية، تصبح الشرطة ذراع القمع للنظام وكل من يحدد كمنتقد علني له يصبح تلقائيا معارضا للنظام ينبغي "معالجته". يوم الثلاثاء الماضي، أعطي مثال آخر على ذلك. وحدة التحقيق في الجرائم أوقفت للتحقيق نشيطين شاركا في تلوين طريق في القدس في آذار (مارس) 2023 احتجاجا على الانقلاب النظامي. فلماذا تذكرت الشرطة بعد أكثر من سنة ونصف من الفعل، توقيف النشيطين؟
بالتأكيد ليس لأنهما "اشتبه بهما بإفساد وجه الأرض"، على حد تعبير بيان الشرطة عند اعتقالهما. فقد أوقفا مرة أخرى للتحقيق لأنه في وحدة التحقيق بالجرائم أيضا يعرفون أين تهب روح القائد بالنسبة لنشطاء الاحتجاج.
"روح القائد" لا تتعلق بالقائد الرسمي، المفتش العام داني ليفي، الذي عين في منصبه كي يخدم بإخلاص الزعيم، وزير انعدام الأمن القومي، ايتمار بن غفير. في الشرطة يفهمون هذا جيدا، وعليه فيحاولون الإصابة مباشرة لرأي بن غفير نفسه. والدليل، هذا الأسبوع فقط تقرر ترفيع ثلاثة ضباط مقربين من الوزير بينهم العقيد شرطة نيسو غواتا، الذي وثق وهو يعتدي على مصور أمام منزل رئيس الوزراء في القدس في 2020. يعبر ترفيع غواتا عن "روح القائد" المرغوب فيها إياها: كل من يقمع الاحتجاج بيد قاسية، يحظى بالترفيع؛ كل من يبدي تفهما لقيم كحرية التعبير وحرية الاحتجاج، يسقط من الجهاز.
إن توقيف النشيطين ينضم إلى قضية أكثر خطورة بكثير، المحاكمة السياسية الاستعراضية التي يفترض أن تجرى لأربعة، وهم متهمون في قضية إطلاق قنابل الإضاءة من فوق منزل رئيس الوزراء في قيساريا. يحتجز الأربعة في المعتقل منذ أكثر من شهر في ظروف سجناء أمنيين، إذ إن النيابة العامة قررت التعاون مع التحول الفاشي للحكم ونسب دوافع إرهابية لهم.
رغم أن إطلاق قنابل الإضاءة كان زائدا وجديرا بالعقاب، فإن الشكل غير المتوازن الذي تعالج فيه سلطات إنفاذ القانون القضية يأتي ليطلق رسالة: هكذا سيجرى لمن يتجرأ على معارضة الحكم - فهو سيذوي في أقبية المعتقلين وسيمكث سنوات طويلة في السجن. هذا أيضا هو السبب الذي جعل الأربعة يجردون من ملابسهم ويجتازون تفتيشا على أجسادهم بعد أن زارهم النائب جلعاد كريف.
تعمل حكومة إسرائيل كنظام قمعي يسحق مواطنيه. الشرطة هي أداة في يده، والنيابة العامة تتعاون. المعارضة يجب أن تستيقظ قبل أن تسكت تماما، وينبغي للجمهور أن يخرج ويتظاهر ضد النظام غير الشرعي هذا قبل أن يفوت الأوان.
0 تعليق