في ظل ما يشهده العالم من تطورات كبيرة في كافة مجالات الحياة، ولاسيما الثورة الكبيرة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطبيقاتها المختلفة التي جعلت من العالم قرية صغيرة، ولم تبارح هذه الثورة الرقمية مجالاً إلا ودخلته وأثرت فيه بشكل كبير، وقد استفادت الصحافة العالمية من هذه التقنيات بشكل كبير فلم تعد مقصورة على الصحافة التقليدية بل أصبحت هناك أنواع حديثة من الصحافة تعتمد بشكل كبير على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وهي الصحافة الرقمية، بل يمكن القول إن هناك أنواعاً جديدة تتعلق بصحافة المواطن التي يتم فيها تداول المعلومات ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يؤكد أن الصحافة أصبحت جزءاً من حياة الشعوب اليومية وسجلاً موثقاً لتاريخها ومسيرتها، ومحوراً فعّالاً في مسيرة التنمية.
ويحتفل العالم في الثالث من مايو كل عام باليوم العالمي للصحافة، ويأتي الاحتفال هذا العام يحمل في طياته بارقة الأمل نحو حرية الصحافة والتعبير مستفيدة من التقنيات الحديثة، كما يحمل بوادر القلق على مستقبل الصحافة العالمية في ظل ما شهده العالم من نزاعات وصراعات مسلحة وأحداث دامية توجب الحفاظ على حرية الصحافة وحماية منتسبيها أثناء تأدية رسالتهم السامية.
كما تحتفل المملكة في السابع من هذا الشهر بيوم الصحافة الوطنية، وهو ما يعكس الاهتمام الكبير من لدن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه على تعزيز الوعي المجتمعي باعتباره حصن دفاع عن السلام الاجتماعي، ويصبّ في تدعيم قيم السلام والتعايش السلمي، من خلال إشراك الصحافة والإعلام في تحمّل مسؤوليتهم تجاه توعية المجتمع ودعم جهود التنمية المستدامة، إيماناً بالقيم والرسالة النبيلة التي تنتهجها الصحافة الوطنية بتبنّيها المعايير المهنية الموضوعية، لتكون الحقيقة واضحة كالشمس تذوب في ظلها كل الأفكار المتطرّفة والإشاعات التي تستهدف سلام المجتمع وأمن المواطنين وتُعطّل مسيرة النمو والازدهار.
ومن جانبها لم تدّخر الحكومة البحرينية بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله أي جهد في سبيل الاهتمام بالصحافة والصحفيين، وتكريم منتسبي الصحافة الوطنية والاحتفاء بهم، وتكريم المتميّزين منهم بجائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة، ورعاية الكوادر الإعلامية الوطنية الشابة، وتهيئة المناخ الملائم للعمل الصحفي بتحديث البنية التحتية الإعلامية، وهو ما انعكس بالإيجاب على المضامين الإعلامية المقدّمة والارتقاء بها من حيث المضمون، وتعبيرها بصدق عن تطلّعات الوطن وآمال المواطنين، فتحية لصحفيي العالم وجميع منتسبي جمعية الصحفيين البحرينية.
0 تعليق