في يوم الصحافة البحرينية.. الكلمة مسؤولية والوطن أمانة

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في كل عام، لا نحتفل بيوم الصحافة البحرينية كمناسبة عابرة، بل نستحضر من خلاله سيرة مهنية مشرّفة ومساراً وطنياً حافلاً بالعطاء، أرسى قواعده المؤسسون الأوائل، وواصلت بناءه أجيال من الصحفيين والكتّاب والمصورين والمحررين الذين آمنوا بأن الكلمة مسؤولية، وأن الصحافة ليست فقط ناقلاً للحدث، بل شريكاً في صناعته، وحارساً أميناً على وعي المجتمع وهويته وأمنه.

ويأتي هذا اليوم في ظل رعاية كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، الذي أكد دائماً أن حرية الصحافة ركن أساس في مسيرة المشروع الإصلاحي الشامل، ومكوّن رئيس في بناء دولة المؤسسات والقانون.

كما يجدد هذا اليوم التأكيد على دعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، للصحافة البحرينية، إيماناً بدورها في ترسيخ ثقافة الحوار، ونقل الحقيقة، ومواكبة الطموحات الوطنية.

إن الصحافة البحرينية اليوم تقف على عتبة جديدة، في ظل تحولات إعلامية عميقة محلياً وعالمياً، حيث تتقاطع المهنة مع التكنولوجيا، وتتنافس منصات متعددة على انتزاع انتباه الجمهور.

ومع ذلك، فإن ما يميز الصحافة الوطنية أنها حافظت على ثوابتها المهنية، واستطاعت أن تواكب المتغيرات، دون أن تتخلى عن قيمها، أو تتنازل عن دورها الوطني في الدفاع عن قضايا الوطن، وتحصين وعي المواطن ضد حملات التضليل.

لقد أثبتت الصحافة البحرينية أنها صوت العقل في زمن الفوضى، وعين الحقيقة في زمن الإشاعة، وحاضنة للثقة بين الدولة والمجتمع. وهي اليوم مدعوة أكثر من أي وقت مضى لأن تواصل التجديد، وتستثمر في الكفاءات، وتتسلح بالمعرفة، وتتمسك بالحرفية والموضوعية، لتكون في مقدمة الصفوف التي تواكب المشروع الوطني نحو التنمية المستدامة والتقدم الشامل.

في هذا اليوم، نوجه التحية إلى كل من حمل القلم بصدق، ووقف في وجه العواصف بأمانة، وسهر الليالي من أجل أن تصل الحقيقة إلى الناس.

كما نثمّن الجهود الوطنية في دعم المؤسسات الصحفية، ونعوّل على شراكة حقيقية بين الدولة والإعلام، قائمة على الاحترام المتبادل، والتكامل في المسؤوليات، من أجل إعلام وطني حرّ، مهني، وشجاع، ورصين.

فالصحافة ليست مهنة فحسب، بل رسالة.. والبحرين، منذ نشأتها، كانت ولا تزال أرضاً للكلمة الحرة، وللصحافة المسؤولة.

عبدالله إلهامي

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق