وأطلقت وزارة الصحة قبل أيام وتحديدا في السادس والعشرين من أبريل 2025 المنصرم فعاليتها السنوية «امش 30»، بهدف تعزيز النشاط البدني والصحة ولدعم نمط حياة أكثر نشاطا، ولتوعية الجميع عن أهمية دور النشاط البدني في الوقاية من الأمراض.
ولا شك أن المشي نصف ساعة يوميا يحقق العديد من الفوائد الصحية، ومن ذلك إدارة الوزن الصحي، فقد يساعد المشي المنتظم في الحفاظ على وزن صحي وتقليل الدهون في الجسم وحرق السعرات الحرارية، وتعزيز صحة القلب فالمشي يساعد في الوقاية من أمراض القلب والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم والسرطان ومرض السكري من النوع الثاني أو إدارتها، كما يساعد المشي المنتظم في تحسين اللياقة القلبية الوعائية، بالإضافة إلى تعزيز قوة العظام، فعندما يمشي الفرد كل يوم لمدة 30 دقيقة على الأقل، فإن ذلك يساعد في تقوية العظام والعضلات، وتحسين قدرة العضلات على التحمل، وتعزيز مستويات الطاقة في الجسم، وبجانب كل ما سبق تقوية جهاز المناعة، إذ يساعد المشي في تحسين مناعة الجسم بشكل عام، وتعزيز التوازن وتنسيق العضلات.
ومن فوائد المشي تعزيز الجوانب النفسية، فالمشي له تأثير مهدئ على العقل، مما يساعد على تخفيف التوتر والقلق وتحسين المزاج، إذ يؤدي المشي إلى إطلاق هرمون الإندورفين، والذي يشار إليه غالبا بهرمونات الشعور بالسعادة، وتعمل هذه المواد الكيميائية على تحسين الحالة المزاجية وتقليل مشاعر الحزن والاكتئاب وتعزيز الشعور بالرفاهية، وإضافة إلى ذلك تحسين جودة النوم، فهو يساعد على تنظيم إيقاعات الساعة البيولوجية، ويقلل من أعراض الأرق، ويعزز أنماط نوم أعمق وأكثر راحة.
وقد يرى البعض أن أفضل وقت لرياضة المشي لديهم الصباح في أوقات باردة، فأبرز فوائد المشي في ساعات الصباح تحسين صحة القلب، الحفاظ على وزن مثالي، وتعزيز إنتاج فيتامين «د» نتيجة التعرض لأشعة الشمس المبكرة، إلى جانب تنشيط الذهن وزيادة التركيز، وأيضا المشي صباحا يساعد على تنظيم إيقاعات الساعة البيولوجية، مما قد يحسن نوعية النوم والمزاج، حيث يزيد ضوء الشمس في الصباح من إنتاج السيروتونين، وهو ناقل عصبي يساهم في الشعور بالسعادة، ويقلل من الضغوط والقلق.
بينما البعض الآخر يفضل المساء حيث السكون والهدوء بعيدا عن صخب الحياة، إذ يساعد المشي في المساء على تخفيف الضغط والاسترخاء بعد يوم طويل، مما يسهل النوم بعمق وأكثر راحة، حيث يمكن أن يساعد النشاط البدني الليلى في تنظيم وتحسين جودة النوم.
ولكن بشكل عام فإن التوقيت المثالي للمشي يعتمد على عدة عوامل، منها الوضع الصحي للفرد، طبيعة روتينه اليومي، والظروف المناخية والبيئية المحيطة، ومن المهم تجنب الحرارة وتناول الماء بشكل جيد لتعويض ما يفقده الجسم من الحركة حتى لو في حال عدم الشعور بالعطش، وضرورة المشي في مكان آمن مثل المماشي المخصصة، مع الحرص على أن تكون وجبة العشاء خفيفة وغير ثقيلة لتجنب إرهاق المعدة والارتجاع الحمضي.
الخلاصة: أهمية فعالية «امش 30» لا تقتصر على يوم واحد فقط، بل هي دعوة صادقة لتعزيز النشاط البدني والصحة ولدعم نمط حياة أكثر نشاطا على مدار العام، فقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن المشي يوميا لمدة نصف ساعة يحقق الكثير من الأهداف المرجوة منها تخفيف القلق والتوتر، مرونة المفاصل، وتقوية العضلات، تحقيق وزن صحي، ولياقة أفضل، تخفيف مستوى الكوليسترول الضار في الجسم، جعل العظام أقوى، الوقاية من أمراض القلب، والسمنة، والضغط، والسكري من النوع الثاني، تحسين التوازن، وتدفق الدم في الجسم، وأخيرا حرق السعرات الحرارية الزائدة، وسلامة صحتكم.
0 تعليق