موسكو تتخذ "كل التدابير اللازمة" لضمان أمن احتفالاتها بالذكرى الـ80 للانتصار

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

زيلينسكي يطالب بـ"ضغط أكبر وعقوبات أشد" على روسيا

عواصم " وكالات": أكّد الكرملين اليوم الأربعاء اتّخاذه "كلّ التدابير اللازمة" لضمان أمن احتفالات الذكرى الثمانين للانتصار على ألمانيا في موسكو التي من المرتقب أن يحضرها حوالى ثلاثين زعيما أجنبيا.

وخلال اليومين الأخيرين، تسبّبت هجمات أوكرانية بمسيّرات بتعطيل الحركة في مطارات في غرب روسيا، ما أثار مخاوف على حسن سير المراسم الاحتفالية.

وليل الثلاثاء الأربعاء، أسفرت هجمات جوية متبادلة بين روسيا وأوكرانيا عن مقتل شخصين في كييف وإصابة نحو عشرة من الجانب الأوكراني، وعن إغلاق مطارات في موسكو لفترة موقتة.

وأكّد الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف اليوم الأربعاء أن موسكو تتّخذ "كلّ التدابير اللازمة" لضمان أمن الاحتفالات التي ستبلغ ذروتها مع الاستعراض العسكري الجمعة في الساحة الحمراء، بحضور زعماء أبرزهم الرئيس الصيني شي جينبينغ.

وكشف بيسكوف عن "قيود على استخدام شبكة الاتصالات للهواتف الخلوية" في موسكو بسبب التهديدات الأوكرانية.

وتكتسي هذه الاحتفالات أهميّة كبيرة في الوجدان القومي لنصر العام 1945 في الحرب العالمية الثانية. وعمل الكرملين على الترويج لأن الهجوم الذي بدأ في فبراير 2022 وأودى بحياة عشرات الآلاف من كلّ جانب، هو امتداد للحرب على المانيا.

وقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة هذه الاحتفالات هدنة أحادية الجانب في الحرب على أوكرانيا مدّتها ثلاثة أيّام من 8 إلى 10 مايو.

غير أن هذا المقترح الذي من المفترض أن يدخل حيّز التنفيذ من مساء اليوم لقي انتقادا واسعا من كييف.

وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن قناعته بأن روسيا لن تحترم الهدنة، مشددا على أن كييف لا يمكنها أن تضمن أمن الزعماء الذين سيحضرون المراسم في موسكو.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك في الاليزيه اليوم الأربعاء مع المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بوتين "لن يحترم على الأرجح هدنة الأيّام الثلاثة"، متسائلا عن "مدى جدّية الرئيس الروسي ومتى سيفي أخيرا بالتعهدات التي قطعها خصوصا في المناقشات مع الإدارة الأميركية".

وإلى جانبه، قال ميرتس "لا يمكن إنهاء هذه الحرب في أوكرانيا من دون الالتزام المتواصل للولايات المتحدة الذي لا يمكن أن يقدّم الأوروبيون بديلا عنه"، مشدّدا على ضرورة "بقاء الأميركيين على الخطّ للاضطلاع بمسؤولياتهم في الناتو وإزاء أوكرانيا".

وفي موسكو، كشفت الطالبة فاليريا بافلوفا (22 عاما) التي التقى بها مراسل وكالة فرانس برس في محيط أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة حيث تجري تمرينات عامة على استعراض التاسع من مايو أنها لا تعتقد أن أوكرانيا ستلتزم بهذه الهدنة.

وعلى الارض، واصلت أوكرانيا هجماتها الليلية بالمسيّرات على روسيا، ما تسبّب في الساعات الأولى اليوم الأربعاء في "قيود موقتة" وتحويل مسار رحلات كانت متوجّهة إلى مطار شيريميتييفو الدولي في موسكو، وفق شركة الطيران المحلية "ايروفلوت".

ومنذ الثلاثاء، تمّ إلغاء أو تأخير 350 رحلة على الأقلّ في روسيا، ما أثّر على 60 ألف راكب على أدنى تقدير، بحسب جمعية المراقبين الجويين الروس.

وفي أوكرانيا التي تتعرّض لقصف يومي كثيف من موسكو، أغلق المجال الجوي بالكامل منذ بداية الحرب في عام 2022.

وأفاد رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين بأن 14 مسيّرة أوكرانية كانت موّجهة نحو العاصمة أسقطتها الدفاعات الجوية ليل الثلاثاء الأربعاء.

امس، علّقت أنشطة عدّة مطارات روسية بسبب الهجمات الأوكرانية.

وغالبا ما تعلّق السلطات الروسية حركة الملاحة في المناطق التي تشغّل فيها أنظمة الدفاع الجوي، غير أن نطاق الإغلاقات يتّسع بشدّة مع اقتراب التاسع من مايو.

وأفادت السلطات الأوكرانية من جهتها اليوم الأربعاء عن هجمات استهدفت مواقع عسكرية في روسيا هي ثلاث شركات وقاعدتان جوّيتان.

وقبل ساعات من سريان الهدنة التي أعلنتها موسكو، أطلق الجيش الروسي خمسة صواريخ بالستية و187 مسيّرة على أوكرانيا، وفق ما أعلنت اليوم القوّات الجوية الأوكرانية التي كشفت عن إسقاط صاروخين و81 مسيّرة، مشيرة الى أن 64 من المسيّرات كانت بغرض التمويه وسقطت من دون إلحاق أضرار.

وفي كييف، قُتل شخصان، هما امرأة وابنها، وأصيب سبعة، بينهم أربعة أطفال، بحسب ما أفاد زيلينسكي.

وأعلن الرئيس الأوكراني عن استهداف روسي لمناطق زابوريجيا ودونيتسك وجيتومير وخيرسون ودنيبرو ليلا. وتعرّضت مدينة زابوريجيا (جنوب) لهجوم بـ13 مسيّرة، بحسب الشرطة التي أفادت عن سقوط أربعة جرحى.

وبعد هذه الضربات الجديدة، طالب زيلينسكي بـ"ضغط أكبر وعقوبات أشد" على موسكو، باعتبار ذلك السبيل الوحيد "لتمهيد الطريق للدبلوماسية".

وتدعو كييف إلى وقف لإطلاق النار غير مشروط لمدّة ثلاثين يوما قبل التفاوض مع روسيا، وهو مقترح مدعوم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لكنه مرفوض من نظيره فلاديمير بوتين.

وتعتبر موسكو من جهتها أن كييف ستستغلّ هذه الهدنة لإعادة التسلّح وتشترط تلبية مطالب عالية السقف، أبرزها الاعتراف بضمّ خمس مناطق أوكرانية إلى أراضيها وتخلّي كييف عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق