في جميع الأحوال لم أدرك إلى هذه اللحظة نوع الرسالة الموجودة، أو قد يكون الأمر التبس عليّ نتيجة لما أراه من رسائل لا تمت بصلة لسمو الفكرة المقصود أو الهدف الذي أتوقع أنه وضع عند الفنانين، وأقصد هنا فنا محددا بعينه وهو التمثيل، ومن الممكن أن يكون الغناء معه على المنهجية نفسها.
لست من المتهجمين على النجاح، ولا أرمي بقولي هذا أحدا بالسوء، إنما أتحدث كعضو في المجتمع سواء كنت أما أو أختا أو ابنة أو حتى صديقا عابرا لأحدهم ممن تأثر بمحتوى بعض المسلسلات التي عرضت تحديدا في شهر رمضان المبارك، ولك أن تضع ألف دائرة حول كلمة رمضان المبارك، بعد أن أحمد الله كثيرا أنني على المستوى الشخصي ولسنوات عدة مضت اتخذت قاعدة تنص على عدم مشاهدة المسلسلات خلال شهر رمضان وتأجيل الأمر لما بعد العيد، ليصبح ما بعد العيد بالنسبة لي وقتا مستقطعا لمشاهدة ما فاتني منها، وعمل تصفية للأفضل والمستبعد بعد الاستماع لآراء جمهور المشاهدين السابقين من حولي، ليتبقى لي الصفوة من الأعمال الدرامية، أتسلى بمشاهدة البعض منها وأستفيد من البعض الآخر.
كان هناك إصرار من جميع من حولي حول مشاهدة مسلسل لام شمسية، قد يكون الإصرار عاد إلى ما لامسه من عاطفة قوية داخل النفوس بصفة عامة، وإن كنت إلى هذه اللحظة لم أشاهده بعد رغبة مني في ادخار أفضل الأوقات عندي حتى أشاهده بتمعّن.. كما رشحت لي بعض المسلسلات الخفيفة على القلب مثل أشغال شقة جدا، كامل العدد، 80 باكو، وأولاد شمس وغيرها، وبقدر الإجماع على مسلسل لام شمسية بالاستحسان كان هناك إجماع على مسلسلين بعدم المشاهدة لما سيسببانه من تأثير سلبي وربما غضب على ما يحويانه من انحطاط في الأخلاق وفقدان للمبادئ، وهما سيد الناس وإش إش، وكنت في قرارة نفسي لا أتخيلني أشاهد مسلسلا أطلق عليه عنوان «إش إش».
أن يتفق الجميع على الاستحسان أو الرفض هذا أمر ينبئ بخير.. وهو أن الوعي طال الجميع حتى الصغار منهم، أننا لم نصبح متلقين فقط بل تحولنا لنقّاد نتمتع بالحرص الشديد على تلقي ما ينفع والاعتراض على ما يؤذينا ويؤذي من حولنا.
لست متحمسة لمشاهدة ذينك العملَين كما أفعل دائما من باب الفضول لإدراك أسباب الرفض، يكفيني ما أحدثاه في قنوات التواصل الاجتماعي من ضجة التي للأسف ستحسب لصالحهما، وقد تجعل قيمة العمل بالاستطلاع الجماهيري في رواج عالٍ يعتقد به أصحابه أنه لاقى نجاحا باهرا، وهو في حقيقة الأمر رواجه ناتج عن أمر سلبي ألا وهو تخطي الآداب العامة.
هنا نحتاج لوسيلة تحقق التوازن بين نسبة المشاهدات وقيم المجتمع، هذا الأمر ينطبق على كل ما يعرض في قنوات التواصل الاجتماعي بلا استثناء. ولعلي لست أول المنادين بذلك ولن أكون آخرهم.. حتى نرحم عقولنا وعقول أجيالنا من مخدرات الفكر.
eman_bajunaid@
0 تعليق