شهداؤنا ارتقوا.. والحوثي يركع

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في تطور لافت يكشف عن عمق الانهيار الذي تعيشه ميليشيا الحوثي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستوقف قصف مواقع الحوثيين، عقب تلقيها رسالة استسلام مباشرة من الجماعة. وجاء في الرسالة، بحسب ترامب: "نرجوكم لا تقصفونا بعد الآن، ونحن لن نهاجم سفنكم"، مؤكدين فيها التزامهم بوقف الهجمات البحرية واستهداف السفن الأمريكية.

هذا التطور يمثل اعترافاً صريحاً من الحوثيين بضعفهم وانكسارهم، ويُعدّ ثمرة مباشرة لتضحيات الشهداء من البحرين والإمارات والسعودية، الذين قدّموا أرواحهم دفاعاً عن أوطانهم ومستقبل الأمة. لقد ساهمت هذه التضحيات في كبح المشروع الإيراني التوسعي، الذي طالما سعى لزعزعة استقرار المنطقة عبر أذرعه المسلحة.

منذ انطلاق عمليات التحالف العربي، كانت ساحات القتال شاهدة على ملاحم بطولية قدّم فيها العديد من أبناء القوات أرواحهم في مواجهة الإرهاب الحوثي، وكانت دماؤهم الطاهرة بمثابة الوقود الذي عزز صمود المنطقة أمام أشرس مشروع عدواني في تاريخها الحديث.

وفي عام 2023، جددت هذه البطولات ملامحها حين استُشهد عدد من أفراد قوة دفاع البحرين أثناء أدائهم واجبهم الوطني، ضمن صفوف التحالف العربي. جاء ذلك إثر هجوم غادر نفذته طائرات مسيّرة حوثية، رغم سريان وقف مؤقت لإطلاق النار، ما يعكس تجاهل الجماعة للأعراف والمواثيق الإنسانية، ويؤكد عدم جديتها في السعي نحو السلام.

إن ميليشيا الحوثي ليست سوى أداة من أدوات المشروع الإيراني، الذي يعمل على نشر الفوضى عبر جماعات طائفية خارجة عن القانون والشرعية. غير أن الشعوب العربية، الواعية بمخاطر هذا المشروع، لن تسمح بتمدد هذه الأدوات التخريبية في المنطقة.

الاتفاق الذي أعلنته واشنطن بشأن وقف الضربات ضد الحوثيين لا يمكن قراءته بمعزل عن المشهد السياسي الإقليمي والدولي. فهو يأتي في وقت تتعثر فيه المحادثات الأمريكية الإيرانية بشأن الاتفاق النووي، وسط محاولات إيرانية لشراء الوقت عبر تخفيض التصعيد العسكري.

كما يحمل إعلان ترامب أبعاداً سياسية تتجاوز الشأن اليمني، إذ يسعى من خلاله إلى طمأنة حلفائه في الخليج وتوجيه رسالة داخلية قبيل زيارته المرتقبة للمنطقة، مفادها أن الإدارة الأمريكية قادرة على كبح جماح إيران وأذرعها المسلحة في لحظة تفاوضية حرجة.

إن الحرب ضد الإرهاب ليست مجرد رد فعل على اعتداءات، بل هي معركة وجودية بين مشروع بناء وتنمية، ومشروع فوضى وموت، تغذيه أجندات طائفية تمولها طهران. ومن خلال التعاون مع الحلفاء الإقليميين والدوليين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، تتبلور ملامح شرق أوسط جديد خالٍ من أدوات التخريب.

ما نراه اليوم من انكسار للحوثيين هو بداية النهاية لمشروع ولاية الفقيه في المنطقة. فقد باتت مؤشرات سقوط هذا المشروع أكثر وضوحاً، وبدأ صوت الأحرار من داخل إيران يتعالى في وجه نظام الملالي، ما يُنبئ بمرحلة جديدة من الحرية والاستقرار.

ختاماً، ستظل دماء الشهداء منارة على طريق النصر، حتى يُقتلع الإرهاب من جذوره، ويُحاسب كل من تجرأ على تهديد أمن الخليج واستقرار الأمة. أما أدوات الشر، فإلى هامش التاريخ.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق