«صوتك وصوت أجدادك» من بين كل الشعارات التي خرجت أمام انطلاقة الحلقة الأولى لبرنامج «المنكوس» في موسمه الرابع إلا أن هذا الشعار هو أكثر ما لفت انتباهنا وجعلنا نتأمل الرسالة العميقة التي أراد البرنامج من على أرض أبوظبي إيصالها للعالم الخارجي حيث أكد رئيس لجنة التحكيم بالبرنامج محمد بن مشيط المري أن هذا البرنامج يحمل رسالة من دولة الإمارات العربية المتحدة لإيصال الموروثات والإبداعات الشعرية إلى العالم الخارجي.
وقبل أن نعرج بالحديث عن هذا البرنامج لابد أن نوضح للقارئ الذي قد يلفت انتباهه اسم البرنامج ولا يدرك معناه أن فن المنكوس فن شعري بدوي انتشر في شبه الجزيرة العربية تحديداً بمنطقة شرق الجزيرة وهو أحد البحور الشعرية المتعلقة بالشعر النبطي لكن ما يميزه أنه فن شعري يغنى وهو بالأصل يعد أحد فن المدود أي أنه يتشابه مع فن الشيلة الشعرية وألوانه والنشيد ويحمل هذا الفن إحساساً عميقاً جداً وليس كل شاعر يجيد أداءه أو إتقانه لأنه يحتاج إلى إمكانيات ومهارات صوتية عالية جداً تكشف مدى القدرات الإبداعية التي من الممكن أن يمتلكها المؤدي له إلى جانب أهمية بلاغة الصورة الشعرية وإتقانها بما يتناسب مع اللحن ونعتقد أن هذا هو سر البرنامج ومكمن فكرة إيجاده فهو بالمختصر يكشف الإبداعات والعبقرية الشعرية التي من الممكن أن يقوم بها المؤدي له ما بين الموازنة بين قافية أبيات الشعر وجمالية الكلمات المكتوبة وما بين أهمية التحكم بطبقة الصوت والتنغيم وإيجاد نوع من التوازن ما بين الطبقات الأعلى عند مدود البيت الشعري وهنا يكشف عن الشاعر المبدع القادر على المد بطبقة صوت قوية وعذبة لذا من الممكن القول إن كل شاعر بإمكانه أن يكتب شعر المنكوس ولكن ليس كل شاعر قادر على أن يؤدي هذا الفن بكلمات أخرى كل مؤدي منكوس هو شاعر وليس كل شاعر مؤدٍ للمنكوس!
بالطبع لمن حضر المواسم السابقة لبرنامج المنكوس والموسم الحالي سيجد أن نسخة البرنامج في هذا العام مختلفة وهناك نوع من التجديد والتطور الذي حصل من قبل القائمين عليه بداية برفع قيمة الجوائز لتصل إلى مليون درهم لمن سيحالفه الحظ ويحصل على لقب فارس المنكوس والمركز الأول للبرنامج إلى جانب رفع قيمة المراكز الخمسة الأولى بما مجموعه أكثر من مليوني درهم مما يعني هنا أن هناك دعماً كبيراً لهذا النوع من البرامج من قبل هيئة أبوظبي للتراث لدعم هذا النوع من الموروث الثقافي والشعري وإيصاله إلى جانب تغيير في آلية التقييم من قبل لجنة التحكيم.
وللحديث بقية.
0 تعليق