اللاعب الدولي السابق المدرب أحمد عيسى لـ «الوطن الرياضي»: نعتز كخليجيين ببطولة كأس الخليج العربي ونعتبرها كأس عالم مصغرة

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

وليد عبدالله

البرازيلي آنستو قيدوس اختارني ضمن قائمة المنتخب

مشاركتي الأولى في خليجي 14 في البحرين عام 1998

دورات كأس الخليج تأثيرها كبير على المجتمع الرياضي الخليجي

شعورنا لا يوصف عندما تحقق الحلم في عام 2019 بعد 49 عاماً

الجمهور ملح الدورات والإعلام سلاح قوي وله تأثير كبير على المباريات

الرميحي كتب اسمه في سجلات البطولة ولا أنسى كلمات عيسى بن راشد

أعرب اللاعب الدولي السابق والمدرب الوطني أحمد عيسى عن اعتزازه الكبير بدورة كأس الخليج العربي لكرة القدم على اعتبارها كأس عالم مصغرة بالمجتمع الرياضي الخليجي، مؤكداً أن لهذه الدورة تأثيرات إيجابية في دعم الرياضة الخليجية والمساهمة في اكتشاف النجوم والارتقاء بمستوى كرة القدم في المنطقة، متطلعاً لمشاركة ناجحة لمنتخبنا الوطني والوصول إلى أبعد نقطة في خليجي 26.

وأكد وجود حالة من التفاؤل في الشارع الرياضي البحريني بإمكانية تكرار الإنجاز وتحقيق المنتخب الوطني للقب، على اعتبار أنه المنتخب الوحيد المستقر وخصوصاً على مستوى اللاعبين، فهناك انسجام وتفاهم بينهم، لأنهم يلعبون ضمن تشكيلة المنتخب منذ 6 سنوات ابتداء من خليجي 23.

ووجه رسالة إلى نجوم الأحمر، بالقول «أنتم اليوم تمثلون اللاعب البحريني وتمثلون الوطن في المقام الأول، أتمنى منكم التركيز، وأن نرى منكم روح اللاعب البحريني، فأنتم قادرون على تحقيق الانتصارات، وستخوضون هذه المشاركة بدون ضغوطات، لذا عليكم اللعب من أجل الفوز واحترام المنافسين، وثقتنا كبيرة بكم».

وحاورته «الوطن الرياضي» للتعرف عن مشاركته كلاعب وكمدرب مع المنتخب الوطني في دورات كأس الخليج، وعن رأيه في الانعكاسات والمردود الذي تحققه هذه البطولة على الرياضة الخليجية وعدة قضايا رياضية هامة ذات صلة.. وفيما يلي تفاصيل هذا الحوار.

متى كانت أول مشاركة لك في كأس الخليج وفي أي نسخة؟ وكيف كان شعورك عندما شاركت في تلك النسخة؟

- مشاركتي الأولى كانت في خليجي 14 التي أقيمت في البحرين عام 1998، وشعوري لا يوصف حيث كان عمري أقل من 20 عاماً، وقد تم اختياري من المنتخب الأولمبي لقائمة المنتخب الأول لخوض التحضيرات والمشاركة في البطولة، إلى جانب النجوم ولاعبي الخبرة في ذلك الوقت. وكنت سعيداً جداً بهذه المشاركة حيث كانت تقام على أرضنا وبين جماهيرنا.

من هو المدرب الذي اختارك كلاعب ضمن قائمة المنتخب في أول مشاركة لك في كأس الخليج؟ وكيف تصف هذا المدرب بشكل عام على مستوى العمل الفني والشخصية؟

- لقد اختارني المدرب البرازيلي آنستو قيدوس لأكون ضمن قائمة المنتخب الأول لخوض منافسات خليجي 14 في البحرين. فالمدرب بشكل عام كان تحت ضغوطات كبيرة بحكم أن المنتخب تحصل على دعم كبير من القيادة الرشيدة والقيادة الرياضية، والتحدي الذي كان عليه، هو كيفية عمل توليفة للمنتخب من لاعبي الشباب ولاعبي الخبرة والتحدي الآخر له في كيفية التعامل مع اللاعبين النجوم الذين شاركوا مع المنتخب في تلك البطولة.

كم مشاركة لك في دورات كأس الخليج؟ ما هي التأثيرات والانعكاسات على مسيرتك كلاعب؟

- كانت مشاركة واحدة متمثلة في خليجي 14، وبكل تأكيد كان لها انعكاسات إيجابية على مسيرتي كلاعب في ذلك الوقت، فقد طورتني من الناحية الفنية.

فبعد مشاركتي في تلك البطولة، بدأت مشاركتي كلاعب أساسي في تشكيلة نادي الرفاع، إلى جانب مشاركاتي مع المنتخب الوطني في العديد من البطولات.

وقد استفدت كثيراً من هذه المشاركة خصوصاً في مواجهة المنتخب السعودي الذي نجح عام 96 في تحقيق لقب كأس آسيا وشارك في كأس العالم 98، حيث كان المنتخب الأجهز والمرشح الأبرز لنيل لقب تلك النسخة، إلا أن المنتخب الكويتي حسم الأمور لصالحه وتوج باللقب.

كيف تصف دورات كاس الخليج، وانعكاساتها على المجتمع الرياضي الخليجي؟

- نعتز كثيراً بأن المنطقة لديها حدث كروي بحجم دورة كأس الخليج الذي يفوق عمرها عن 50 عاماً.

فلهذه الدورة انعكاسات كبيرة على المجتمع الرياضي الخليجي، حيث ساهمت في تطوير البنى التحتية ورفع من مستوى الدعم لرياضة كرة القدم، وساهمت في استقطاب مدربين أجانب يمتلكون سير ذاتية كبيرة، إلى جانب أنها فتحت الفرصة للاعبين الخليجيين للاحتراف الكروي على مستوى الدوريات الكبيرة في المنطقة.

كما أن لهذه الدورة خصوصية، على اعتبار أن المنتخبات الخليجية يمثلون دول الخليج الذين يرتبطون بأمور كثيرة أهمها الدين والعادات والتقاليد وصلات الرحم والمودة والمحبة.

لذلك فإن هذه البطولة تفرض تحديات كثيرة على المنتخبات المشاركة التي تسعى جميعها للمنافسة والظهور بصورة مشرفة. كما أنها تمتاز بمتابعة جميع شرائح المجتمع الخليجي.

وعندما كنا صغاراً كنا دائماً نسأل عن موقع إقامة البطولة والمنتخبات المشاركة ونجوم المنتخبات وبخاصة منتخبات الكويت والإمارات والسعودية الذين تأهلوا لكأس العالم. وكنا نستمتع بمتابعة حفل الافتتاح وأوبريت تلك الدورات على القنوات المتلفزة، بصراحة دورة الخليج ما هي إلا كأس عالم مصغرة في هذه المنطقة.

عندما كنت لاعباً، كيف ساهمت دورات كأس الخليج في تطوير قدراتك وإمكانياتك؟

- ساهمت في تطويري من الناحية البدنية والفنية، فمشاركتي مع المنتخب في خليجي 14 سبقها إعداد كبير تضمن معسكرين تدريبيين في السويد والبرتغال وخضنا خلاله مباريات قوية مع فرق ومنتخبات، وعندما شاركنا في مباريات الدورة، استفدنا كثيراً في تطوير خبراتنا واحتكاكنا بالمنتخبات الخليجية.

وأنت اليوم كمدرب، ما هي انعكاسات دورات كأس الخليج على المدربين وبخاصة المدربين الوطنيين؟

- المدرب الوطني له تاريخ طويل مع دورات كأس الخليج، فمنهم من نجح في قيادة منتخب بلده في تحقيق اللقب، ومنهم من شارك ضمن الطاقم الفني كمدرب مساعد إلى جانب المدرب الأجنبي الذي استفاد منه في التعرف على اللاعب المحلي، والمشاركة في وضع التشكيل والتوجيه أثناء المباريات.

فقد أضافت دورات الخليج الكثير للمدربين في تطوير قدراتهم التدريبية، وساهمت في اكتسابهم المزيد من الخبرات.

هل أنت مع أو ضد استمرار دورة الخليج، ولماذا ؟

- بكل تأكيد مع استمرار هذا الحدث الكروي المميز، والذي يشكل فرصة كبيرة لولادة النجوم وللمدربين الوطنيين للعمل وتطوير قدراتهم، ويسهم بشكل واضح في منح اللاعبين الفرصة في الاحتراف الخارجي.

كيف تصف مباريات دورات الخليج وما تشهده من حضور جماهيري ؟ وهل للجماهير دور في نتائج المنتخبات في هذه الدورة؟- الجماهير هي ملح دورات كأس الخليج، فهي التي تعطي الحافز المعنوي للمنتخبات وبخاصة اللاعبين في خوض المباريات بروح معنوية عالية.

وأعتقد مع الطفرة التي شهدتها وسائل الإعلام وبخاصة التواصل الاجتماعي، دفعت بشكل كبير في جذب الجماهير في متابعة المباريات من أرض الحدث، خصوصاً مع تقارب المسافات بين دول المنطقة.

وما هو تأثير الإعلام في نتائج المباريات والحشد الجماهيري وتغطية أجواء دورات الخليج؟- بكل تأكيد، إن الإعلام لعب منذ انطلاق هذه الدورة دوراً فاعلاً في تطويرها ونقل الصورة الحية عن الفعاليات والمنافسات.

كما أن له تأثير واضح على المباريات. فالطرح الإعلامي قد يؤثر بالإيجاب أو بالسلب على الأجهزة الفنية والإدارية وبخاصة اللاعبين. فالمنتخبات يجب أن تتعامل مع الطرح الإعلامي بصورة دقيقة وأن تكون اكثر استعداداً على المستوى الذهني لكي لا تتأثر فيما يطرح أو يقال على مستوى الإعلام وحتى الآن على مستوى قنوات التواصل الاجتماعي.

اليوم منتخبنا الوطني سيشارك في النسخة 26.. فما توقعاتك لهذه المشاركة وهل الأحمر قادر على تحقيق اللقب؟

- أعتقد أن الشارع الرياضي البحريني في حالة من التفاؤل بالمنتخب الوطني، فهو المنتخب الوحيد المستقر على مستوى اللاعبين.

فهناك انسجام وتفاهم بينهم، فهم يلعبون ضمن تشكيلة المنتخب منذ 6 سنوات ابتداء من خليجي 23 مع المدرب التشيكي سكوب وصولاً للمدرب البرتغالي سوزا الذي تولى مهمة تدريب المنتخب لـ4 سنوات حقق فيها لقب كأس الخليج لأول مرة للبحرين في النسخة 24 عام 2019، بعد ذلك تولى المهمة المدرب الأرجنتيني بيتزي إلى وصلت المهمة الآن للمدرب الكرواتي دراغان تالاييتش.

نحن نأمل كشارع رياضي بأن ينافس المنتخب وأن يحقق اللقب للمرة الثانية، فالمنتخب يمتلك القدرة وثقتنا كبيرة بلاعبينا.

كيف كان شعورك عندما حقق المنتخب الوطني لقب خليجي 24 ولأول مرة في تاريخ مشاركاته؟

- إذا كنت تسألني عن شعوري فهو شعور لا يوصف، وفي كل سنة يراودني الشعور ذاته، وذلك عندما أتذكر جميع اللحظات وتفاصيل المشاركة في خليجي 24 والتقلبات التي مررنا بها كمنتخب في تلك النسخة من دور المجموعات وصولاً إلى الدور قبل النهائي والمباراة النهائية.

فقد كنا قاب قوسين من الخروج من الدور الأول بعد أن كان المنتخب قد حقق لقب غرب آسيا قبل هذه المشاركة، وكنا بحاجة للفوز في المباراة الثالثة على المنتخب الكويتي وبفارق من الأهداف، وهذا ما حدث، ونجحنا في خوض مباراة العراق في الدور قبل النهائي واستطعنا تجاوزها للوصول إلى المباراة النهائية وملاقاة المنتخب السعودي والفوز عليه والتتويج بلقب البطولة لأول مرة في تاريخ مشاركة المنتخب منذ 49 عاماً عن انطلاقة الدورة.

فالشعور كبير بعد أن كنا صغاراً وكباراً نحلم في تحقيقها، وقد تحقق الحلم، وقد شاهدنا فرحة الوطن وفرحة الشعب بعد تحقيق هذا الإنجاز.

فمثل هذه المشاركات المجمعة تحتاج العمل بدقة عالية وجودة عالية وكيفية التعامل في تدوير اللاعبين، لأن المباريات مضغوطة فكل مباراة تقام كل 72 ساعة وتحتاج إلى استشفاء كبير.

وما هي قراءتك للمجموعة الثانية التي يتواجد فيها الأحمر الكروي برفقة منتخبات العراق السعودية واليمن؟

- المجموعة صعبة، والمستويات متقاربة، وفيها توازن بحكم أن فترة التصفيات لعبنا مع المنتخب السعودي وسنواجهه في المباراة الافتتاحية للمجموعة الثانية. فالمنتخب السعودي، تعاقد مؤخراً مع مدربه السابق رينارد هيرفي الذي يحلم هو الآخر بمعانقة اللقب الخليجي.

وقد واجهنا المنتخب السعودي قبل 5 سنوات في هذه الدورة ونجحنا في التفوق عليه في المباراة النهائية وتوجنا بلقب خليجي 24.

وأعتقد أن تصريحات المدرب الأخيرة تؤكد أنه يسعى أن يحقق لقب هذه النسخة.

كما أن المنتخب السعودي سيكون مغايراً بعد الاستدعاءات الأخيرة للاعبي الخبرة، إلا أننا نعول على نجومنا في مواجهة الأخضر السعودي في أول لقاء في هذه الدورة.

وتضم هذه المجموعة كذلك، حامل اللقب المنتخب العراقي الذي يتمتع بوجود نجومه ولاعبيه المحترفين ولديه استقرار فني على مستوى المدرب.

كما تضم المجموعة المنتخب اليمني المتجدد والذي يتمتع بوجود لاعبين مميزين ولن يكون نداً سهلاً.

فالأهم في مباريات هذه المجموعة أن يكون منتخبنا أكثر تركيزاً اللعب بهدوء واستغلال جميع الفرص، خصوصاً في المباراة الأولى لخطف أول 3 نقاط ترفع من معنويات الأحمر للصعود إلى الدور الثاني والوصول إلى أبعد نقطة في هذه المشاركة الخليجية.

موقف جميل تتذكره في كأس الخليج أو موقف أثر فيك شخصياً؟

- هناك مواقف كثيرة، ولكن الموقف الجميل الذي أتذكره فبعد مباراتنا مع العراق في الأردن ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم، كان هناك توجه لمشاركة المهاجم تياغو أوغوستو مع المنتخب في خليجي 24، وقد تحدث معي المهاجم محمد الرميحي بعد عودتنا إلى مملكة البحرين وتحديداً في السوق الحرة بمطار البحرين الدولي، وطلب أن يكون ضمن قائمة المنتخب المشارك في خليجي 24، حيث إنه يسعى لأن تكون هذه المشاركة هي الأولى بالنسبة له في دورات كأس الخليج، وأن لديه القدرة والإمكانية والطموح لهذه المشاركة.

وقد علقت على طلبه بأنه أحد اللاعبين الذي يمتلكون المستوى الذي يؤهلهم للمشاركة مع المنتخب في تلك النسخة.

وبالفعل كانت هذه المشاركة الأولى للاعب محمد الرميحي، والذي كتب اسمه في سجلات الدورة، عندما ساهم بتتويج المنتخب بلقب خليجي 24، بتسجيله هدف المباراة الوحيد على المنتخب السعودي في المباراة النهائية.

والموقف الثاني الذي أثر فيّ شخصياً، فبعد عودتنا من الدوحة وتحقيقنا للقب خليجي 24، حضرنا مأدبة عشاء في منزل المغفور له الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة طيب الله ثراه، على شرف المنتخب بمناسبة تحقيق هذا الإنجاز.

ولما دخل المجلس، سلمت عليه وقال لي: ولدي أحمد مشكورين، فقد كنت أنتظر هذه البطولة منذ سنين، وأحلم بها، والحمد لله نجحتوا في تحقيقها.

وأتذكر أنه كان ممسكاً بالكأس. وفي ذلك الوقت، كان يعاني بسبب المرض، ولكن ما أسعدني أن حلمه تحقق بمعانقة الكأس، ولا يسعني أن أقول إلا رحمة الله عليك يا بوعبدالله ومثواك الجنة.

هل من كلمة أخيرة؟-

رسالتي أوجهها لنجوم الأحمر، أنتم اليوم تمثلون اللاعب البحريني وتمثلون الوطن في المقام الأول، أتمنى منكم التركيز، ونرى ونتابع روح اللاعب البحريني، فأنتم قادرون على تحقيق الانتصارات، وستخوضون هذه المشاركة بدون ضغوطات تذكر، فعليكم اللعب من أجل الفوز واحترام الفرق، وثقتنا كبيرة بكم في الوصول إلى أبعد نقطة في هذه الدورة.

وختاماً، أوجه شكري الخاص للوطن على إجرائها هذا الحوار، متمنياً لهذه الصحيفة الغراء وكل العاملين فيها وبخاصة في الملحق الرياضي دوام التوفيق والنجاح.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق