"حكماء المسلمين" يشارك في ندوةٍ عالميَّةٍ بحاضرة الفاتيكان حول الذاكرة وعلاقتها بالكرامة الإنسانيَّة

مصر تايم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شارك الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبد السلام، في فعاليات الندوة الدولية التي تستضيفها حاضرة الفاتيكان خلال الفترة من 9 : 10 مايو الجاري، وتناقش الذاكرة وعلاقاتها بالكرامة الإنسانية: فرص وتحديات شيخوخة السكان العالميين، وذلك بحضور عددٍ من المسؤولين والشخصيات الدولية والقيادات الدينية من مختلف أنحاء العالم .

 

وفي مستهل كلمته خلال الجلسة الافتتاحيَّة للندوة، قال الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، إنني بكثير من التأثر أقف اليوم مستحضرًا أنَّنا دُعينا إلى هذه الندوة برئاسة من قداسة البابا فرنسيس، الذي تظللنا ذكراه الخالدة في نفوس كلِّ مَن عرفه عن قرب. وكنت، بكل تواضع، واحدًا منهم، وأثره الباقي في وجدان كل مَن تابع حضوره وأعماله ومواقفه الإنسانية النبيلة، فقد رأينا مقدار إيمانه بقيم الحياة الإنسانيَّة، الحياة الحقيقيَّة لا المصطنعة، وكيف ضرب مثالًا رائعًا في هذا الإيمان حين أصرَّ إلى النهاية على أن تكون حياته طبيعية بلا تدخل، ومن ثمَّ قراره أن ينتقل في المرحلة الختامية منها بتلقائية وكرامة، معربًا عن خالص التهنئة لقداسة البابا ليو الرابع عشر بمناسبة انتخابه رئيساً للكنيسة الكاثوليكية، ولدينا ثقة كبيرة في استكمال مسيرة الحوار والأخوَّة مع قداسته بحثًا عن السلام، ومواصلة العمل معًا لنشر قيم المحبة والتفاهم وترسيخ  التعارف من أجل عالم أفضل ومستقبل ينعَم فيه الجميع بالأمن والسلام والاستقرار.

 

وأوضح الأمين العام دعم فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين لهذه المبادرة المهمَّة التي تهدف للعناية بكبار السنِّ والحفاظ على كرامتهم والعناية بهم، باعتبارهم ذاكرة المجتمعات الإنسانية الحافظة لهويتها وتجاربها المتراكمة، وسجلًّا حيًّا من الحكمة والخبرات، مشيرًا إلى أن نقل الحكمة والخبرة عبر الأجيال يعزز مناعة المجتمعات أمام الأزمات، ويؤسِّس لمستقبل متوازن، موضحًا أنَّ التَّجارب الحديثة أثبتت أنَّ إشراك كبار السن في برامج التوجيه والتعليم، يعزز من الصحة النفسية للمسنين، ويمنح الأجيال الجديدة فرصة الاستفادة من خبراتهم، وأن وجود الأجداد في الأسرة ينعكس إيجابًا على صحَّة الأطفال ونجاحهم، وفق ما بات يعرف أكاديميًّا بتأثير "الجدة" the Grandmother Effect.

 

وأضاف الأمين العام أن تعاليم الإسلام كرَّمت الإنسان في جميع مراحل حياته، يقول تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم...} [الإسراء: 70]. وحث رسوله محمد صلى الله عليه وسلم على توقير الكبير وإكرامه، فقال: "ليس منَّا مَن لم يرحم صغيرَنا، ويعرف شرفَ كبيرَنا"، فالتَّمسك بذلك التكريم والاحترام لكبار السن، هو جزء من إجلال الخالق سبحانه وتعالى، واهب الحياة ومصدر التكريم، فقال عليه الصلاة والسلام: "إنَّ من إجلال الله تعالى إكرامَ ذي الشيبة المسلم".

 

ودعا المستشار عبد السلام إلى أهمية المحافظة على صحة هذه الذاكرة، عبر إيلاء اهتمام خاص بالصحة الدماغية لهذه الشريحة المجتمعيَّة، وتوفير بيئة تحفظ كرامتها، وتحميها نفسيًّا واقتصاديًّا وجسديًّا من الإهمال أو التمييز، هذا بالإضافة إلى إعادة الاعتبار لهذه المرحلة التي تتوج عمر الإنسان بخلاصة تجربته وخبراته، وما تتيحه للإنسان من فرص العطاء ونعمة الحياة.

 

وفي ختام كلمته، أكَّد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين على أهمية بناء رؤية واضحة للاهتمام بكبار السنِّ تقوم على على مجموعة من المبادئ الأساسية التي ترتكزُ على تعزيز التضامن بين الأجيال، وتحقيق التكامل والشمولية، والعدالة والإنصاف، والإعلاء من قيم الاحترام والتقدير، لافتًا إلى أنَّ مستقبل مجتمعاتنا الإنسانية مرهون بقدرتنا على احتواء التحديات وانتهاز الفرص التي تطرحها ظاهرة شيخوخة السكان، وأن نعمل معًا على بناء مجتمعات تحفظ لكبار السن مكانتهم في قلوبنا وعقولنا، وتضمن لهم حياة كريمة تليق بما قدموه لنا من عطاءات، وتعتني بالحفاظ على ذاكرتهم، التي هي ذاكرة العالم. وتقوم هذه الرعاية على أسس واضحة تشمل: حفظ كرامتهم، واحترام مكانتهم، والإحسان في معاملتهم. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق