منى علي المطوع

إحدى مؤشرات وصول أي رسالة قيمة لشرائح المجتمع هو تفاعلهم معها وإعادة تداولها وجعلها جزءاً هاماً لا يتجزأ من مخططاتهم وطموحاتهم وأحلامهم وهذا ما لامسناه ونحن عند منصة التصويت الإلكتروني ضمن مسابقة تحدي الأجيال في معرض بحريننا الذي يقيمه المكتب التنفيذي للخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة في مجمع السيف المنامة، والذي افتتحه سعادة وزير التربية والتعليم د. محمد بن مبارك جمعة، فقد كنا نلامس حماس الشباب والطلبة والأطفال، وهم يقومون بالتصويت لأصدقائهم المشاركين في المسابقة وتفاعلهم مع المشاركات المطروحة وحماس أصحاب المشاركات بأن تفوز مشاركاتهم في المسابقة حيث من ضمن معايير تقييم المشاركات مدى التفاعل مع فكرة المشاركة عبر المنصات من حيث عدد الإعجابات والتعليقات وانتشار الفكرة والأهم مدى مواءمتها مع القيم الوطنية الـ18 في بحريننا.

ويختتم معرض بحريننا اليوم السبت فعالياته التي بدأت منذ يوم الأحد 4 مايو وسيتم تتويج 16 فائزاً حيث شملت المسابقة فئات متنوعة منها ريادة الأعمال والرياضة والتطوع والخطابة والشعر والموسيقى والتكنولوجيا والتصوير الفوتوغرافي وصناعة الأفلام والتصميم الجرافيكي إضافة لمجالات إبداعية أخرى، لذا ما يميز فكرة المعرض ومسابقة تحدي الأجيال قدرتها على اختراق شرائح الجيل الناشئ ووصولها إلى دائرة اهتماماتهم واستقطاب إبداعاتهم في إنتاج مواد فلمية تعكس انتماءهم الوطني وزاويتهم الإبداعية في حب الوطن من خلال فئات المسابقة، فكل شخص شارك هو عبر بطريقة أو بأخرى من خلال مشاركته بالزاوية التي يرى من خلالها مفاهيم الوطنية والولاء والانتماء والاعتزاز بهويته البحرينية؛ مما يعني أن الفكرة وصلت واستطاعت الانتشار بين شرائح الجيل الناشئ في مملكة البحرين، وأن تكون «ترند» تفاعلهم وتواجدهم الإلكتروني وأحاديثهم، كما أن المشاركات القيمة سواء التي فازت أو لم تفز - وهو اقتراح نرفعه إلى القائمين على مسابقة تحدي الأجيال ومبادرة بحريننا - من الممكن أن اهتموا بتطوير الفكرة نحو تأسيس منصة إلكترونية وطنية تستعرض المشاركات الوطنية القيمة، فكل شاب وشابة بالتأكيد سيشعرون بالمزيد من التفاعل والاعتزاز، وهم يرون أعمالهم مطروحة وموثقة، ويتم تداولها إلى ما لا نهاية في الفضاء الإلكتروني والرقمي بحيث تكون هذه المنصة كأرشيف إلكتروني جميل ومميز قام بسواعد طلبة وطالبات وشباب مملكة البحرين وفق نظرتهم ورؤيتهم الوطنية في تصميم المقاطع والإخراج والمونتاج والكتابة الإبداعية.

ما لفت انتباهنا خلال حضورنا لمعرض بحريننا الانفتاح والتجاوب الكبير بين سعادة وزير التربية والتعليم وبين طلبة المدارس والشباب المتواجدين وتفاعلهم مع تواجده بالاهتمام باستعراض أجمل مواهبهم في الرسم وكتابة الخط ومنحه مساحة لهم للتفاعل معه والحديث والتصوير، وأعتقد أن التعليقات التي كتبت على أحد مواقع التواصل الاجتماعي خلال استعراض هذا الجانب في مقطع فيديو متداول أن سبب ذلك يرجع لكون الوزير شاباً، ومن فئة عمرية قريبة من الشرائح العمرية للطلبة والشباب، وأنه ساهم في دعم مسابقة المبادرة كونه قريباً من اهتماماتهم وأجوائهم، ويدعم أفكارهم ولابد هنا أن نشير إلى ازدحام الأطفال والطلبة في أقسام معرض بحريننا المقام أحد مؤشرات نجاح المبادرة فيما يخص استقطاب جيل الآيباد والسوشيال ميديا.

ما كان مميزاً كذلك فكرة الدخول إلى معرض بحريننا والتجول في أقسامه وما تحمله من فكرة مبتكرة ورائعة للأمانة شبيهة بشكل مصغر بأفكار الدخول في الألعاب وأقسام التحدي التي يجب عليك تجاوز كافة المراحل، حتى تحصل على النتيجة النهائية، ففي بداية دخولك للمعرض تحصل على كتيب عند الاستقبال وحتى تتجاوز منطقة الاستقبال عليك أن تقوم بختم كافة الخانات في كتيبك حيث كل قسم تشارك فيه عليك أن تحصل على ختم حتى تنتقل للخطوة الأخرى واللافت أن تفاعل الحضور لم يقتصر على الزوار البحرينيين في مجمع السيف إنما أيضاً تفاعل مع المعرض العديد من الزوار الأشقاء من المملكة العربية السعودية.