loading ad...
عمان- في عالم السوشال ميديا، أصبح من الطبيعي أن نرى صورا ومقاطع فيديو تظهر لحظات مثالية، ابتسامات مشرقة، سفرات فاخرة، وجلسات أنيقة مع الأصدقاء والعائلة. لكن هل تعكس هذه الصور الواقع الحقيقي؟اضافة اعلان
في كثير من الأحيان، تكون هذه المنشورات مختارة بعناية لتعكس الجانب المضيء فقط من الحياة، متجاهلة الأوقات الصعبة أو التحديات اليومية. هذا السعي لخلق صورة مثالية ينتج واقعا افتراضيا بعيدا عن الحقيقة، مما يؤدي إلى تضليل المتابعين ودفعهم لتصور أن حياة الآخرين خالية من المتاعب.
تلجأ فئة واسعة من الناس إلى إظهار الجانب المثالي فقط من حياتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، بدافع الرغبة في الظهور بصورة جيدة أمام الآخرين، أو للحصول على الإعجاب والتعليقات الإيجابية. وبحسب الاستشارية النفسية د. وفاء دويري، فإن هذا السلوك قد ينشأ أحيانا من شعور داخلي بالنقص، فيحاول الشخص تعويضه عبر إيهام نفسه والمتابعين بوجود حياة مثالية خالية من العيوب.
الواقع خلف الكواليس
وراء هذه الصور البراقة، يعيش الكثيرون تحديات وضغوطا نفسية حقيقية. والعديد من المؤثرين والمشاهير الذين يشاركون أجمل لحظاتهم قد يكونون في الوقت ذاته يعانون من القلق، الضغط النفسي أو حتى الاكتئاب.
التناقض بين الصورة المعروضة على العلن والواقع الفعلي يمكن أن يؤدي إلى صراع داخلي لدى هؤلاء الأشخاص أنفسهم، كما يمكن أن يشعر المتابعون بنوع من الإحباط أو النقص عندما يقارنون واقعهم بما يرونه من مظاهر السعادة والنجاح المستمر.
أما فيما يتعلق بالمشاهير والمؤثرين الذين يعانون من القلق والاكتئاب رغم نجاحهم الكبير، فتوضح دويري أن السبب قد يكون في شغفهم الزائد لتحقيق أهدافهم، وأهمها زيادة عدد المتابعين. هذا الشغف قد يتحول إلى عبء نفسي، حيث يبدأ الشخص بربط أي إنجاز لا يحقق التوقعات العالية بالفشل، خصوصا إذا كانت أهدافه غير واقعية، مما يؤدي إلى شعور دائم بالقلق والخوف من الإخفاق.
ليس كل ابتسامة أمام الكاميرا تعني راحة داخلية، وليس كل سفرة فاخرة خالية من الضغوط والتوترات.
في كثير من الأحيان، يكون الهدف من نشر هذه اللحظات هو إثبات الذات أو البحث عن القبول الاجتماعي، مما يضيف عبئا نفسيا خفيا على صانع المحتوى نفسه.
التأثير على الصحة النفسية
التعرض المستمر لمحتوى يعرض الحياة وكأنها رحلة مثالية بلا عثرات يمكن أن يؤثر بشكل خطير على الصحة النفسية، خصوصا لدى الشباب والمراهقين الذين ما يزالون يبنون تصورهم عن الذات والحياة.
عملية المقارنة الدائمة بين الحياة الحقيقية التي يعيشها الفرد والحياة المثالية التي يراها على السوشال ميديا، قد تؤدي إلى الشعور بالدونية وانعدام الثقة بالنفس، الإحساس بأن الحياة الشخصية مملة أو غير ناجحة، ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب، فقدان الشعور بالرضا عن الإنجازات الشخصية مهما كانت حقيقية وقيمة.
وتنوه دويري إلى أن تأثير المحتوى المعروض على نفسية المتابعين يختلف باختلاف طبيعته؛ ففي حال كان المحتوى إيجابيا، فقد يساهم في تشجيع الأفراد على تحسين نمط حياتهم وتخفيف التوتر والقلق، بل وتعلم أمور مفيدة وجديدة. أما المحتوى المثالي الزائف أو السلبي، فهو غالبا ما يزيد من مستويات القلق والتوتر، خاصة لدى فئة الشباب والمراهقين، الذين يعدون الأكثر تأثرا بمثل هذا النوع من المحتوى، حيث تبدأ المقارنات وتظهر الرغبة في تقليد حياة الآخرين، مما ينعكس سلبا على الصحة النفسية.
ومن المؤشرات النفسية التي قد تظهر على الأشخاص المتأثرين بهذه المقارنات، تشير د. دويري إلى بروز مشاعر الدونية والغيرة، والشعور بأن الآخرين أكثر نجاحا وإنجازا، إضافة إلى انخفاض الثقة بالنفس وتضخيم الإحساس بالنقص مقارنة بالآخرين.
وتشير دراسات نفسية حديثة إلى وجود علاقة مباشرة بين الوقت الذي يقضيه الشخص على منصات التواصل الاجتماعي ومستوى شعوره بالتعاسة والقلق.
كلما زاد تعرض الشخص للصور المثالية، زادت احتمالية إصابته بمشاعر النقص وعدم الرضا عن الذات.
ضغوط صناعة الصورة المثالية
من جانب آخر، يقع المؤثرون أنفسهم تحت ضغط مستمر للحفاظ على هذه الصورة المثالية، والتحديث الدائم للمنشورات، التفكير بما سيرضي الجمهور، وتحقيق أعلى نسب من الإعجابات والمشاركات، كلها أمور تخلق حالة من التوتر والضغط النفسي.
بعض المؤثرين قد يشعرون بأنهم محاصرون في صورة صنعوها لأنفسهم، وغير قادرين على إظهار حقيقتهم أو لحظاتهم الضعيفة خوفا من فقدان متابعيهم أو نقد الجمهور.
وعن أثر السعي المستمر للظهور بصورة مثالية على نفسية الشخص نفسه، تقول دويري إن صاحب هذه الشخصية المثالية غالبا ما يكون أقل شعورا بالرضا وأقل سعادة، لأن طبيعته الانتقادية وتركيزه الدائم على الكمال يجعله غير قادر على الاستمتاع بالجوانب الأخرى من الحياة.
أما بالنسبة للإدمان على التفاعل واللايكات، له تأثير مشابه للإدمان السلوكي أو النفسي؛ إذ يصبح الشخص معتمدا على هذا التفاعل ليشعر بالرضا والثقة، ويشعر بالتوتر والقلق إذا لم يحصل على التفاعل المتوقع، كما قد ينشغل بشكل دائم بمتابعة تعليقات الآخرين وأرقام المشاهدات، ما يؤثر على حياته اليومية وصحته النفسية.
- لا تحكم على الصورة فقط
قد يبدو من السهل أن نحكم على حياة شخص ما بناء على صورة جميلة أو لحظة سعيدة يشاركها عبر السوشال ميديا، لكن في الحقيقة، هذا الحكم يعتبر سطحيا ومجحفا.
ما نراه هو مجرد لقطة صغيرة من مشهد كبير ومعقد، مليء بالتفاصيل التي لا تظهر للعلن. علينا أن نكون أكثر وعيا ونفهم أن كل إنسان، مهما بدا سعيدا في صورة، قد يمر بتحديات وأوقات صعبة لا يشاركها مع الآخرين.
وعند سؤالها عن ما إذا كان الأشخاص الذين يشاركون لحظاتهم السعيدة فقط على وسائل التواصل يفعلون ذلك بوعي أو لا، فإنه يكون أحيانا تصرفا مقصودا لإيصال رسالة معينة، أو لتغيير صورة نمطية عنهم. ولكن في حالات كثيرة، لا يكون الشخص واعيا تماما لهذا السلوك، بل مدفوعا بمشاعر داخلية من الخوف، أو قلة الثقة بالنفس، أو رغبة في تعويض مشاعر الدونية وعدم الاستقرار العاطفي والنفسي.
النضج العاطفي يتطلب منا ألا نسرع بالحكم، وألا نختزل حياة شخص كامل بلقطة واحدة، بل نتذكر دائما أن وراء كل ابتسامة قصة، ووراء كل صورة لحظة لا نعرف كل أبعادها.
في مشهد مليء بالمثالية المصطنعة، تبرز الحاجة إلى الوعي النقدي. من المهم أن ندرك أن منصات التواصل الاجتماعي لا تعرض القصة الكاملة لحياة الأشخاص. كل صورة ومقطع فيديو نراه هو جزء صغير ومختار بعناية من حياة كاملة تحتوي، مثل حياتنا جميعا، على أفراح وأحزان، نجاحات وإخفاقات، أوقات قوة وأوقات ضعف.
الوعي بأن الكمال الذي نراه على الشاشات ليس حقيقيا يمكن أن يساعدنا على حماية أنفسنا من المقارنات المؤذية، وعلى بناء نظرة أكثر رحمة وتقديرا لحياتنا الواقعية.
كما أن بناء ثقافة وعي مجتمعي تحمي الأفراد من فخ المقارنات والضغط النفسي بسبب السوشال ميديا يتطلب تعليم المراهقين والشباب تحديدا عن تأثيرات هذه المنصات، والوعي بالضغوطات التي تفرضها، إضافة إلى تطوير مهارات التعامل مع هذه التأثيرات، ووضع أهداف واقعية لاستخدامها. كما تنصح بتقييد وقت الاستخدام والتركيز على المحتوى الإيجابي، إلى جانب تقديم نصائح واضحة حول الاستخدام الآمن والصحي لوسائل التواصل الاجتماعي.
كيف تحمي نفسك من فخ الصور المثالية؟
- تذكر دائما أن الصور والفيديوهات التي تراها هي مجرد لحظات مختارة، ليست القصة الكاملة لحياة أي شخص.
- خصص وقتا محددا يوميا لاستخدام السوشال ميديا، واجعل وقتك الأكبر لحياتك الحقيقية وتفاصيلك اليومية الجميلة.
- تابع محتوى إيجابي وحقيقي، واختر أشخاصا يشاركون تجاربهم بصدق، بكلامهم عن نجاحاتهم وتحدياتهم في الوقت ذاته.
- توقف عن المقارنة، فكل شخص لديه مسار مختلف في الحياة، وليس من المنطقي أن نقارن بدايتنا بمنتصف طريق شخص آخر.
- احم نفسك نفسيا، فإذا أحسست أن السوشال ميديا تؤثر على مزاجك أو نظرتك لذاتك، خذ استراحة وأعط نفسك فرصة لتعيد توازنك.
- ركز على حياتك الواقعية واستثمر وقتك بتجارب حقيقية مع أشخاص تحبهم، بأشياء تسعدك، وبإنجازاتك مهما كانت صغيرة.
في النهاية، على كل من يشعر أن حياته "أقل جمالا" أو "أقل نجاحا" مما يراه على منصات التواصل، قائلة إن على الشخص أن يكون واعيا بتأثير هذه الصور والمحتويات على نفسيته، وأن يختار ما يتابعه بعناية، مع التركيز على إنجازاته الشخصية مهما كانت بسيطة، وتعزيز ثقته بنفسه وقدراته، لأن كثيرا مما يعرض على هذه المنصات لا يعكس الصورة الحقيقية للواقع.
في كثير من الأحيان، تكون هذه المنشورات مختارة بعناية لتعكس الجانب المضيء فقط من الحياة، متجاهلة الأوقات الصعبة أو التحديات اليومية. هذا السعي لخلق صورة مثالية ينتج واقعا افتراضيا بعيدا عن الحقيقة، مما يؤدي إلى تضليل المتابعين ودفعهم لتصور أن حياة الآخرين خالية من المتاعب.
تلجأ فئة واسعة من الناس إلى إظهار الجانب المثالي فقط من حياتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، بدافع الرغبة في الظهور بصورة جيدة أمام الآخرين، أو للحصول على الإعجاب والتعليقات الإيجابية. وبحسب الاستشارية النفسية د. وفاء دويري، فإن هذا السلوك قد ينشأ أحيانا من شعور داخلي بالنقص، فيحاول الشخص تعويضه عبر إيهام نفسه والمتابعين بوجود حياة مثالية خالية من العيوب.
الواقع خلف الكواليس
وراء هذه الصور البراقة، يعيش الكثيرون تحديات وضغوطا نفسية حقيقية. والعديد من المؤثرين والمشاهير الذين يشاركون أجمل لحظاتهم قد يكونون في الوقت ذاته يعانون من القلق، الضغط النفسي أو حتى الاكتئاب.
التناقض بين الصورة المعروضة على العلن والواقع الفعلي يمكن أن يؤدي إلى صراع داخلي لدى هؤلاء الأشخاص أنفسهم، كما يمكن أن يشعر المتابعون بنوع من الإحباط أو النقص عندما يقارنون واقعهم بما يرونه من مظاهر السعادة والنجاح المستمر.
أما فيما يتعلق بالمشاهير والمؤثرين الذين يعانون من القلق والاكتئاب رغم نجاحهم الكبير، فتوضح دويري أن السبب قد يكون في شغفهم الزائد لتحقيق أهدافهم، وأهمها زيادة عدد المتابعين. هذا الشغف قد يتحول إلى عبء نفسي، حيث يبدأ الشخص بربط أي إنجاز لا يحقق التوقعات العالية بالفشل، خصوصا إذا كانت أهدافه غير واقعية، مما يؤدي إلى شعور دائم بالقلق والخوف من الإخفاق.
ليس كل ابتسامة أمام الكاميرا تعني راحة داخلية، وليس كل سفرة فاخرة خالية من الضغوط والتوترات.
في كثير من الأحيان، يكون الهدف من نشر هذه اللحظات هو إثبات الذات أو البحث عن القبول الاجتماعي، مما يضيف عبئا نفسيا خفيا على صانع المحتوى نفسه.
التأثير على الصحة النفسية
التعرض المستمر لمحتوى يعرض الحياة وكأنها رحلة مثالية بلا عثرات يمكن أن يؤثر بشكل خطير على الصحة النفسية، خصوصا لدى الشباب والمراهقين الذين ما يزالون يبنون تصورهم عن الذات والحياة.
عملية المقارنة الدائمة بين الحياة الحقيقية التي يعيشها الفرد والحياة المثالية التي يراها على السوشال ميديا، قد تؤدي إلى الشعور بالدونية وانعدام الثقة بالنفس، الإحساس بأن الحياة الشخصية مملة أو غير ناجحة، ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب، فقدان الشعور بالرضا عن الإنجازات الشخصية مهما كانت حقيقية وقيمة.
وتنوه دويري إلى أن تأثير المحتوى المعروض على نفسية المتابعين يختلف باختلاف طبيعته؛ ففي حال كان المحتوى إيجابيا، فقد يساهم في تشجيع الأفراد على تحسين نمط حياتهم وتخفيف التوتر والقلق، بل وتعلم أمور مفيدة وجديدة. أما المحتوى المثالي الزائف أو السلبي، فهو غالبا ما يزيد من مستويات القلق والتوتر، خاصة لدى فئة الشباب والمراهقين، الذين يعدون الأكثر تأثرا بمثل هذا النوع من المحتوى، حيث تبدأ المقارنات وتظهر الرغبة في تقليد حياة الآخرين، مما ينعكس سلبا على الصحة النفسية.
ومن المؤشرات النفسية التي قد تظهر على الأشخاص المتأثرين بهذه المقارنات، تشير د. دويري إلى بروز مشاعر الدونية والغيرة، والشعور بأن الآخرين أكثر نجاحا وإنجازا، إضافة إلى انخفاض الثقة بالنفس وتضخيم الإحساس بالنقص مقارنة بالآخرين.
وتشير دراسات نفسية حديثة إلى وجود علاقة مباشرة بين الوقت الذي يقضيه الشخص على منصات التواصل الاجتماعي ومستوى شعوره بالتعاسة والقلق.
كلما زاد تعرض الشخص للصور المثالية، زادت احتمالية إصابته بمشاعر النقص وعدم الرضا عن الذات.
ضغوط صناعة الصورة المثالية
من جانب آخر، يقع المؤثرون أنفسهم تحت ضغط مستمر للحفاظ على هذه الصورة المثالية، والتحديث الدائم للمنشورات، التفكير بما سيرضي الجمهور، وتحقيق أعلى نسب من الإعجابات والمشاركات، كلها أمور تخلق حالة من التوتر والضغط النفسي.
بعض المؤثرين قد يشعرون بأنهم محاصرون في صورة صنعوها لأنفسهم، وغير قادرين على إظهار حقيقتهم أو لحظاتهم الضعيفة خوفا من فقدان متابعيهم أو نقد الجمهور.
وعن أثر السعي المستمر للظهور بصورة مثالية على نفسية الشخص نفسه، تقول دويري إن صاحب هذه الشخصية المثالية غالبا ما يكون أقل شعورا بالرضا وأقل سعادة، لأن طبيعته الانتقادية وتركيزه الدائم على الكمال يجعله غير قادر على الاستمتاع بالجوانب الأخرى من الحياة.
أما بالنسبة للإدمان على التفاعل واللايكات، له تأثير مشابه للإدمان السلوكي أو النفسي؛ إذ يصبح الشخص معتمدا على هذا التفاعل ليشعر بالرضا والثقة، ويشعر بالتوتر والقلق إذا لم يحصل على التفاعل المتوقع، كما قد ينشغل بشكل دائم بمتابعة تعليقات الآخرين وأرقام المشاهدات، ما يؤثر على حياته اليومية وصحته النفسية.
- لا تحكم على الصورة فقط
قد يبدو من السهل أن نحكم على حياة شخص ما بناء على صورة جميلة أو لحظة سعيدة يشاركها عبر السوشال ميديا، لكن في الحقيقة، هذا الحكم يعتبر سطحيا ومجحفا.
ما نراه هو مجرد لقطة صغيرة من مشهد كبير ومعقد، مليء بالتفاصيل التي لا تظهر للعلن. علينا أن نكون أكثر وعيا ونفهم أن كل إنسان، مهما بدا سعيدا في صورة، قد يمر بتحديات وأوقات صعبة لا يشاركها مع الآخرين.
وعند سؤالها عن ما إذا كان الأشخاص الذين يشاركون لحظاتهم السعيدة فقط على وسائل التواصل يفعلون ذلك بوعي أو لا، فإنه يكون أحيانا تصرفا مقصودا لإيصال رسالة معينة، أو لتغيير صورة نمطية عنهم. ولكن في حالات كثيرة، لا يكون الشخص واعيا تماما لهذا السلوك، بل مدفوعا بمشاعر داخلية من الخوف، أو قلة الثقة بالنفس، أو رغبة في تعويض مشاعر الدونية وعدم الاستقرار العاطفي والنفسي.
النضج العاطفي يتطلب منا ألا نسرع بالحكم، وألا نختزل حياة شخص كامل بلقطة واحدة، بل نتذكر دائما أن وراء كل ابتسامة قصة، ووراء كل صورة لحظة لا نعرف كل أبعادها.
في مشهد مليء بالمثالية المصطنعة، تبرز الحاجة إلى الوعي النقدي. من المهم أن ندرك أن منصات التواصل الاجتماعي لا تعرض القصة الكاملة لحياة الأشخاص. كل صورة ومقطع فيديو نراه هو جزء صغير ومختار بعناية من حياة كاملة تحتوي، مثل حياتنا جميعا، على أفراح وأحزان، نجاحات وإخفاقات، أوقات قوة وأوقات ضعف.
الوعي بأن الكمال الذي نراه على الشاشات ليس حقيقيا يمكن أن يساعدنا على حماية أنفسنا من المقارنات المؤذية، وعلى بناء نظرة أكثر رحمة وتقديرا لحياتنا الواقعية.
كما أن بناء ثقافة وعي مجتمعي تحمي الأفراد من فخ المقارنات والضغط النفسي بسبب السوشال ميديا يتطلب تعليم المراهقين والشباب تحديدا عن تأثيرات هذه المنصات، والوعي بالضغوطات التي تفرضها، إضافة إلى تطوير مهارات التعامل مع هذه التأثيرات، ووضع أهداف واقعية لاستخدامها. كما تنصح بتقييد وقت الاستخدام والتركيز على المحتوى الإيجابي، إلى جانب تقديم نصائح واضحة حول الاستخدام الآمن والصحي لوسائل التواصل الاجتماعي.
كيف تحمي نفسك من فخ الصور المثالية؟
- تذكر دائما أن الصور والفيديوهات التي تراها هي مجرد لحظات مختارة، ليست القصة الكاملة لحياة أي شخص.
- خصص وقتا محددا يوميا لاستخدام السوشال ميديا، واجعل وقتك الأكبر لحياتك الحقيقية وتفاصيلك اليومية الجميلة.
- تابع محتوى إيجابي وحقيقي، واختر أشخاصا يشاركون تجاربهم بصدق، بكلامهم عن نجاحاتهم وتحدياتهم في الوقت ذاته.
- توقف عن المقارنة، فكل شخص لديه مسار مختلف في الحياة، وليس من المنطقي أن نقارن بدايتنا بمنتصف طريق شخص آخر.
- احم نفسك نفسيا، فإذا أحسست أن السوشال ميديا تؤثر على مزاجك أو نظرتك لذاتك، خذ استراحة وأعط نفسك فرصة لتعيد توازنك.
- ركز على حياتك الواقعية واستثمر وقتك بتجارب حقيقية مع أشخاص تحبهم، بأشياء تسعدك، وبإنجازاتك مهما كانت صغيرة.
في النهاية، على كل من يشعر أن حياته "أقل جمالا" أو "أقل نجاحا" مما يراه على منصات التواصل، قائلة إن على الشخص أن يكون واعيا بتأثير هذه الصور والمحتويات على نفسيته، وأن يختار ما يتابعه بعناية، مع التركيز على إنجازاته الشخصية مهما كانت بسيطة، وتعزيز ثقته بنفسه وقدراته، لأن كثيرا مما يعرض على هذه المنصات لا يعكس الصورة الحقيقية للواقع.
0 تعليق