أكد صلاح بن ناصر العلوي رئيس مجلس إدارة نادي الطليعة أن النادي يمر بظروف إدارية ومالية وفنية صعبة، حاله كحال بقية أندية سلطنة عمان الأخرى، ولم يكن مستقرًا بعد أن توقف نشاط كرة القدم بالنادي لفترة ما يقارب 5 سنوات وضعته بعيدًا عن المشاركة في جميع المسابقات المحلية، وقال: بعدما استلمنا مهمة مجلس الإدارة في نوفمبر 2022، تم تحليل الوضع العام للنادي ووضع خطة عمل متكاملة بها العديد من الأهداف في عدد من الجوانب الثقافية والرياضية والاجتماعية والاستثمارية، وكان تفكيرنا منصبًا على كيفية التغلب على تلك الظروف والعمل على إعادة النادي للمشاركة في بعض الأنشطة والمسابقات، التي من أهمها عودة المشاركات الرياضية من خلال مشاركة الفريق الأول في دوري الدرجة الأولى، ومن الأهداف الرئيسية التي وضعتها الإدارة هي عودة نشاط المراحل السنية للنادي، باعتبار أن نشاط كرة القدم وخاصة الفريق الأول هو الواجهة الحقيقية لأي نادٍ، وشهدت السنة الأولى مشاركة وعودة الفريق الأول للمشاركة في مسابقة دوري تمكين، مع البدء في تعشيب ملعب النادي بعد التصحر، بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وكان الرجوع تدريجيًا، وذلك لعدم وجود كوادر من المراحل السنية التابعة للنادي.
وأضاف في حديث خاص لـ »عُمان«: مع بداية 2023 ولتلبية مطالب الجماهير المحبة للنادي، وهي المشاركة بالدوري، لأنه ليس من المنصف لنادٍ مثل نادي الطليعة، والذي يعد من أعرق الأندية في سلطنة عمان، أن يختفي اسمه من مسابقات كرة القدم المحلية، ونظرًا لعدم الانتهاء من إعادة تعشيب وصيانة الملعب الرئيسي للنادي تم الاكتفاء بعودة الفريق الأول فقط وتأجيل عودة فرق المراحل السنية، لذلك أسندنا مهمة قيادة الفريق الأول للمدرب الوطني سالم يوسف، الذي قام مشكورًا باختيار مجموعة من اللاعبين من ولاية صور، لعدم وجود لاعبين بالنادي بعد التوقف الطويل أو ترفيع لاعبي المراحل السنية.
وفي عام 2024، ومع الانتهاء من صيانة الملعب وجاهزيته، قررنا كمجلس إدارة إعادة النشاط الكروي بالنادي من خلال المشاركة بالفريق الأول وفرق المراحل السنية (الناشئين والشباب)، وتم التعاقد مع الأجهزة الفنية لهذه الفرق، وبالنسبة للفريق الأول وفريق الشباب لم نوفق في الصعود للمرحلة الثانية، أما بالنسبة لفريق الناشئين فقد تصدر مجموعته وصعد للتصفيات النهائية، ونتطلع في السنوات القادمة إلى أن يكون لنا حضور قوي من خلال المشاركة بأقل الأضرار في الإنفاق، لعدم وجود دخل مالي جيد.
5 سنوات من التوقف
برر العلوي أن الوضع الذي وصل إليه النادي، واستدعى من الإدارة السابقة إيقاف النشاط الرياضي لفترة 5 سنوات، يعود إلى عدم وجود الموارد المالية التي تغطي مصروفات النادي، وتم استغلال سنوات التوقف في التعامل مع المديونيات السابقة للنادي، وهذا ما سهل علينا العمل عند استلامنا للإدارة، وكما يعلم الجميع، فإن الجماهير والداعمين ينتظرون النتائج الجيدة للفرق الخاصة بالنادي، وخاصة كرة القدم، وتوقف الفرق الرياضية وعدم تحقيق النتائج يوجد أزمة ثقة بين إدارات الأندية والجماهير التي تنتظر الإنجازات والنتائج الجيدة، وهذا ما يقربها من النادي، ومع عودة المراحل السنية، فإننا نحتاج إلى 3 سنوات على الأقل لتكوين فريق أول جيد وقادر على المنافسة وتحقيق الصعود، من خلال لاعبين تم تجهيزهم وتصعيدهم بالتدريج من الناشئين إلى الشباب ومن ثم إلى الفريق الأول.
وأوضح العلوي أنه كانت هناك خطة أخرى هي الاهتمام بلاعبي المراحل السنية، نظرًا لوجود كم كبير من اللاعبين الموهوبين، سواء أكان ذلك في محيط النادي بمنطقة العيجة أو على مستوى ولاية صور، مع العلم بأن هذه المواهب تواجه العديد من التحديات، أهمها أنهم لم يتعودوا على اللعب في الملاعب المعشبة، لندرة هذه الملاعب بالولاية، ومع ذلك حاولنا مع الأجهزة الفنية إقامة تدريبات مكثفة للوصول بهم إلى الجاهزية المطلوبة بهدف ترحيلهم في المستقبل إلى الفريق الأول، حيث تمكن فريق الناشئين من تصدر مجموعته على مستوى محافظة جنوب الشرقية دون أي خسارة، وتأهل وقدم مستوى جيدًا، وكذلك فريق الشباب كان له حضور ومستوى مقنع في الدوري، وهذا يعطينا الثقة للمستقبل بأن تكون لدينا مراحل سنية جيدة يُستفاد منها للفريق الأول.
الاهتمام بالأنشطة الأخرى
وأشار العلوي إلى أنه عند استلامه مجلس الإدارة بالنادي تم وضع خطة عمل متكاملة، وتم وضع العديد من الأهداف في عدد من الجوانب الثقافية والرياضية والاجتماعية، التي بدأنا نلمس ثمارها من خلال تتويج اللجنة الشبابية بالمركز الثاني على مستوى سلطنة عمان في برنامج إبداعات شبابية، والنادي يشارك سنويًا في العديد من الرياضات غير كرة القدم، أهمها مسابقات كرة اليد وألعاب القوى والرياضات المائية، حيث إن النادي حقق المركز الثاني على مستوى محافظات جنوب وشمال الشرقية والداخلية في مسابقات السباحة التي أُقيمت في يوليو 2024، ونتيجة لاهتمام النادي بالرياضات المائية، تم إقامة مهرجان الطليعة الأول للرياضات المائية، الذي شهد مشاركة أكثر من 160 متسابقًا من مختلف الأعمار، كذلك النادي يقوم بتنظيم العديد من الفعاليات في الجانب الاجتماعي لتقريب ومشاركة أبناء النادي وجماهيره، كما لا ننسى أن نادي الطليعة من أوائل الأندية التي أولت الاهتمام بمشاركة العنصر النسائي في مجلس الإدارة، وكذلك تشكيل اللجنة النسائية التي كان لها دور كبير في التنظيم والمشاركة في العديد من الأنشطة والفعاليات الرياضية والثقافية والاجتماعية الخاصة بالمرأة.
وعرج رئيس نادي الطليعة للحديث عن الموارد المالية للنادي، موضحًا أن الدخل السنوي يصل إلى 30 ألف ريال عُماني فقط، من خلال بعض الاستثمارات البسيطة على مستوى ولاية صور، ونسعى خلال الفترة القادمة لزيادة هذا الدخل، وقال: كما أسلفت، لا توجد مديونيات على النادي، ما عدا استحقاقات بنكية سابقة مجدولة سنويًا، مع وجود مطالبات بسيطة جدًا يمكن التغلب عليها حسب الخطة التي وضعها مجلس الإدارة، دون الإنفاق غير المبرر على أي مشاركة أو نشاط يمكن أن يؤثر على ميزانية النادي في المستقبل.
الاستثمارات القادمة
وحول الاستثمارات القادمة التي يسعى إليها نادي الطليعة، قال صلاح العلوي: إن النادي يمتلك أرضين، الأولى في ولاية صور، والأخرى في محافظة مسقط، ونأمل من الوزارة، بعد أن أنهت عمل الضوابط الجديدة الخاصة باستثمارات الأندية، أن نتمكن من العمل في ذلك واستكمال مساعينا لاستثمار واجهة النادي في منطقة العيجة، وكذلك الأرض الرئيسية للنادي بالولاية، التي تم الجلوس مع إحدى الشركات الاستشارية لمناقشة عمل تصور استثماري للأرض، للحصول على استثمار كبير بحيث يمثل واجهة للولاية والمنطقة، ويكون بها العائد المجزي للنادي، وكذلك البحث عن مستثمر لأرض النادي في منطقة غلا بمحافظة مسقط، وهي تتميز بموقع جيد يمكن أن يأتي منها عائد مجزٍ إذا تمكنا من استثمارها بطريقة صحيحة.
صعوبة دمج الأندية الثلاثة
وعلّق صلاح العلوي على الفكرة التي تم إحياؤها من جديد حول دمج أندية صور والعروبة والطليعة بنادٍ واحد على مستوى الولاية، بأنه إذا ظلت الأندية على وضعها الحالي كمؤسسات غير ربحية وتُدار من قبل الأهالي، فإن ذلك لا يشجع على الدمج، لأن كل جانب يريد أن يستمر ناديه على ما هو عليه؛ لكن يمكن أن يتحقق ذلك إذا تحولت هذه الأندية إلى شركات أهلية مساهمة، وتُدار من قبل إدارات تنفيذية وليس من مجلس إدارة متطوع، وهذا بشكل عام وليس فقط لأندية صور والعروبة والطليعة، وتشرف عليها وزارة الثقافة والرياضة والشباب والجهات الحكومية الأخرى، وتكون بها الحوكمة والمساءلة القانونية، ويتم التدقيق عليها أسوة بالشركات الأخرى، وتخضع لقوانين وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وهنا يمكن أن يتحقق ذلك ليكون الجميع مطمئنًا على وضع النادي، ويمكن أن يُطرح أسهمه في سوق المال ويتم تداولها مثل بقية الشركات الأخرى، ويتبدل الدعم إلى شراء أسهم، وبدلًا من البحث عن الدعم تكون قيمة الأسهم هي البديل، وبها الأرباح التي تتحرك في السوق حسب نتائج النادي ومستواه الفني وما يقدمه للمستثمرين.
وشدد على صعوبة دمج أندية صور والعروبة والطليعة في نادٍ واحد، لأنك تدمج تاريخًا رياضيًا وتراثًا رياضيًا تأسس من قبل النهضة المباركة في عام 1970، وبعد انطلاقة تلك النهضة كانت الأندية الثلاثة هي من المؤسسين الأوائل في النهضة الرياضية بسلطنة عمان، وكذلك تأسيس الاتحاد العُماني لكرة القدم خارج سلطنة عمان، وهناك العديد من كفاءات هذه الأندية ممن قاد هذا الاتحاد، ورؤساء وأعضاء لمجلس الإدارة في السنوات الماضية، مع ضخ أسماء كثيرة لصفوف المنتخبات الوطنية، وهذا التاريخ يجب أن يبقى ويُحافظ عليه، والذي يعد إرثًا لولاية صور على مر السنوات الماضية.
وتابع العلوي قائلًا: كيف يمكن أن تدمج هذه الأندية وهي تزخر بقيادات إدارية وفنية كبيرة؟ وقد تكون الظروف لم تساعدهم الآن، لكن في الماضي كانت هذه الأندية الثلاثة دومًا في منصات التتويج على مستوى كرة القدم بالفريق الأول في مسابقتي الكأس والدوري، وكذلك فرق المراحل السنية؛ فبدلًا من التفكير في دمجها، يجب الوقوف معها وإعادتها للواجهة من جديد، حتى تعطي المسابقات المحلية رونقها من التنافس الذي كان معروفًا عنها عندما كانت من المنافسين على تلك الألقاب.
وأوضح أنه في ولاية صور توجد أنشطة وفعاليات مشتركة ما بين الأندية الثلاثة، وإن كانت لا تمثل ذلك الطموح الكبير، حيث أقمنا العام الماضي مهرجان الطليعة الأول للرياضات المائية، وشارك فيه 160 سباحًا في مختلف المسابقات يمثلون الأندية الثلاثة في ولاية صور، حيث شارك أصغر سباح وعمره 7 سنوات وأكبر سباح 54 سنة، وهذا يدل على أهمية هذه الأنشطة المشتركة، لذلك نسعى إلى أن نقيم المهرجان الثاني في أكتوبر أو نوفمبر المقبلين، والعديد من الفعاليات المنظمة بالولاية، وخاصة المسابقات والأنشطة الثقافية الرمضانية، تكون المشاركة من جميع منتسبي الأندية الثلاثة، ولا ننسى الجهد الذي تقوم به اللجنة التنسيقية للفرق الرياضية الأهلية بولاية صور المنتسبة لنادي الطليعة الرياضي، من تنظيم العديد من المسابقات والفعاليات المختلفة للفرق الأهلية بالولاية، ومع هذا الكم الجيد فإننا نرى أن أندية الولاية متعطشة أكثر لمثل هذه المسابقات والأنشطة المشتركة التي يجب أن تُفعل بشكل أكبر.
الألعاب الشاطئية والمائية
وأكد العلوي أن ولاية صور على امتداد شواطئها الجميلة تزخر بالكثير من المواهب التي يمكن أن يكون لها حضور ومشاركة في مختلف المسابقات الشاطئية، وخاصة كرة القدم، والدليل وجود مجموعة من اللاعبين في المنتخب الوطني، بالإضافة إلى كرة اليد والكرة الطائرة وغيرها من الألعاب الأخرى، إلا أن تكوين تلك الفرق باسم الأندية يحتاج أولًا إلى ملاعب رسمية معتمدة بمقاسات معروفة، ومدربين، وأجهزة فنية متخصصة، بالإضافة إلى مسابقات متواصلة على مستوى ولايات جنوب الشرقية، وفيما يتعلق بالألعاب المائية، لا يوجد حوض سباحة في المحافظة، ومعظم تدريبات السباحين تكون في البحر، ومشاركاتهم تكون في حوض السباحة بالمجمع الرياضي بإبراء، وهناك فارق كبير بين السباحة في مياه البحر وفي أحواض السباحة، كما أن هناك صعوبات كبيرة أخرى للطلبة المشاركين المرتبطين بالدراسة، ومع ذلك تمكنا من الحصول على مجموعة من الميداليات الملوّنة في بطولة السباحة الأخيرة التي أُقيمت على مستوى أندية محافظتي جنوب وشمال الشرقية ومحافظة الداخلية.
وفي ختام حديثه، قدم العلوي الشكر لوزارة الثقافة والرياضة والشباب على جهودها الكبيرة في تطوير الرياضة والأندية في سلطنة عمان، مؤكدًا أن هذه الأندية من المعروف أنها تخدم شريحة كبيرة من عدد السكان في البلاد، وخاصة الشباب؛ لذلك فهي بحاجة إلى الوقوف معها ومساندتها ودعمها في الجانب المالي، والمساهمة في تسريع استثماراتها، والبحث لها عن مستثمرين حقيقيين لبعض أراضيها، التي تمكّنها من الحصول على عائد مادي جيد ينقذها من الديون والالتزامات المالية، باعتبار المال هو محرك كل تلك الجوانب إذا ما أُريد لها أن تكون أندية مكتملة، تلبي حاجة المجتمع وتوفّر لهم المكان الجيد والملائم لإبراز مواهبهم وطاقاتهم، بالإضافة إلى المساهمة في إثراء الجوانب الرياضية والثقافية والفنية والاجتماعية، التي تعود بالنفع عليهم وعلى النادي، للوصول إلى الغايات والأهداف التي رُسمت والتي وجدت هذه الأندية من أجلها.
0 تعليق