ختام حلقة الأسس العلمية بصحار

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عمان: اختُتمت اليوم في قاعة التدريب بالمجمع الرياضي بصحار حلقة "الأسس العلمية لوضع البرامج التدريبية"، التي نظمتها دائرة شؤون المنتخبات الوطنية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، بمشاركة 25 مدربًا من مختلف مراكز إعداد الرياضيين التابعة للأندية الرياضية، والتي استمرت على مدى أربعة أيام، وتضمنت محاضرات نظرية وتطبيقات عملية متخصصة في الإعداد البدني وأساليب التدريب الحديثة.

وشهدت الحلقة حضور نخبة من المحاضرين في مجال فسيولوجيا التدريب وعلوم الحركة، أبرزهم الدكتور معاذ بن المولدي هرواي، أستاذ بيولوجيا الرياضة والصحة في جامعة بيكاري جول فرن بكندا، إلى جانب الدكتور وليد بن خميس الكيومي، المتخصص في الإعداد البدني والصحي. وهدفت الحلقة إلى تزويد المشاركين بالمعرفة العلمية اللازمة لوضع خطط تدريبية فعالة، وتقييم قدرات اللاعبين، والارتقاء بكفاءة التدريب في الفئات السنية.

وفي ختام الحلقة، عبّر المحاضر وليد الكيومي الحلقة التي امتدت على مدار ثلاثة أيام قدّمت محتوى علميًّا يستهدف تمكين المدرب من أدوات التخطيط والتقييم والتطبيق العملي في العمل الميداني.

وقال الكيومي: إن الهدف من هذه الحلقة أن يغادر المتدرب وهو قادر على تصميم الوحدة التدريبية، وتقييم متطلبات اللعبة التي يعمل بها، إضافة إلى فهم كيفية توزيع الحمل التدريبي وتنفيذه بطريقة علمية منظمة، تتماشى مع خصوصية كل رياضة سواء فردية أو جماعية.

وأشار إلى أن محتوى الحلقة تم تقديمه بطريقة مبسطة؛ نظرًا لكون المشاركين من المدربين المبتدئين أو مساعدي المدربين الذين ما زالوا في بداية مشوارهم التدريبي.

وأضاف: ركزنا على رفع الجانب المعرفي لديهم وتثقيفهم بأسس التدريب الحديثة، وقد لاحظنا رغبة كبيرة لدى المشاركين في التعلم، وشغفا واضحا تجاه تطوير أنفسهم.

وأكد الكيومي أن عملية التكوين تمر بمراحل متعددة، وهذه الحلقة تمثّل المرحلة الأولى فقط، داعيًا المشاركين إلى مواصلة البحث والاجتهاد وعدم التوقف عند هذه المحطة، ومن المهم أن يبدأ المدرب في هذه المرحلة بتكوين فلسفته الخاصة في التدريب، بناءً على ما تعلمه وجرّبه وطبّقه، ليتمكن من تطوير اللاعبين الذين يشرف عليهم، ويساهم بالتالي في تحقيق نتائج مميزة على المستويين البدني والفني.

وبيّنت جمانة بنت سالم بن زايد آل عبدالسلام، معلمة تربية رياضية بقولها: كانت الاستفادة من الحلقة كبيرة حيث تعلمت من خلالها أسس الإعداد البدني بشكل منهجي، وقد قدّم المحاضر معلومات قيّمة في مجال التخطيط للوحدات التدريبية، تضمنت مفاهيم تُطرح للمرة الأولى، مما شكل إضافة معرفية مهمة، كما تعلمت كيفية التخطيط وإعداد المهارات، وسأعمل على تطبيق هذه المعلومات في ميدان العمل لتحقيق نتائج أفضل، كما أكد المدرب يحيى بن سالم النوفلي، مدرب في مركز إعداد المواهب التابع للاتحاد العماني لألعاب القوى أهمية حلقة "الأسس العلمية لوضع البرامج التدريبية"، موضحا أن الحلقة تُعد إضافة نوعية لتطوير المعرفة النظرية والعملية لدى المدربين في مختلف الرياضات، لا سيما في مجال الإعداد البدني.

وقال نادر بن حمد الشحي، مدرب الهوكي بنادي صحم إن الحلقة ثرية جدًا بالمعلومات، وقد استفدنا منها بشكل كبير في كيفية تصميم البرامج التدريبية الحديثة وتطوير الجوانب البدنية للاعبين، وهي لا تقتصر على لعبة معينة، بل تخدم مختلف التخصصات الرياضية. وأضاف: من النقاط المهمة التي ركزت عليها الورشة هي كيفية التعامل مع اللاعبين في الفئات السنية، وفهم خصائصهم البدنية في كل مرحلة عمرية، مع التركيز على نوعية التمارين المناسبة لكل فئة لضمان تطورهم بشكل سليم.

وأوضح الشحي أن الحلقة تعتمد منهجية متكاملة تجمع بين المحاضرات النظرية صباحًا والتطبيقات العملية في المساء، وهو ما يتيح للمدربين فرصة لتجربة ما يتعلمونه مباشرة، مشيرًا إلى أن هذه التجربة سيتم تطبيقها مستقبلًا في مراكز إعداد المواهب والأندية التي يعمل بها؛ بهدف تحسين الجوانب البدنية للرياضيين ورفع كفاءتهم.

وحول كيفية وضع الخطط المستقبلية بناءً على ما تم طرحه في الورشة، قال: نحن بصدد إعداد خطة تدريبية مبنية على مراحل الموسم الرياضي، تشمل مرحلة الإعداد قبل انطلاق الموسم، ومرحلة المنافسات، وكذلك أثناء المباريات، بحيث نُوظف المعرفة النظرية التي اكتسبناها في الميدان بشكل علمي ومنهجي.

وأكد أن تأثير هذه الحلقة سيظهر مستقبلًا من خلال جودة الإعداد الذي يتلقاه اللاعبون في سن مبكرة، ما سينعكس إيجابًا على أدائهم عند وصولهم إلى الفئات الأعلى والمنتخبات الوطنية. وأضاف: "المدرب بحاجة إلى إلمام شامل بجوانب الإعداد البدني الحديث، خاصة إذا كان يعمل مع لاعبين صغار؛ لأن التأسيس العلمي السليم هو ما يصنع الفارق لاحقًا".

وفي ختام حديثه، قدم شكره للوزارة على إتاحة هذه الفرصة المهمة، آملا في استمرار تنظيم مثل هذه البرامج لما لها من دور كبير في تطوير المدربين واللاعبين، ورفع مستوى الثقافة الرياضية بشكل عام، لأنها عامل أساسي في بناء أجيال رياضية قادرة على التنافس وتحقيق الإنجازات.

وقد اختتمت الحلقة بإجراء اختبار نظري للمشاركين، لقياس مدى استيعابهم للمحتوى التدريبي، وسط إشادة واسعة من المشاركين بثراء المادة العلمية وتنوع الأساليب التعليمية.

وتأتي هذه الحلقة ضمن سلسلة من البرامج التدريبية التي تنفذها الوزارة لتطوير الكوادر الفنية في مختلف الرياضات، وتعزيز الأداء الرياضي للفئات السنية باعتبارها قاعدة البناء الأساسية للمنتخبات الوطنية المستقبلية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق