مصالح نتنياهو وترامب تبتعد ورئيس الوزراء يختار التصعيد بغزة

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

بقلم: عاموس هرئيل

 

بعد نصف سنة من التوقعات المتناقضة، منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فإن توجه دونالد ترامب الاستراتيجي آخذ في الاتضاح. توجهه، كما تم الادعاء منذ فترة طويلة، هو نحو الصفقات الضخمة والتسويات السياسية، وليس نحو حروب أخرى. فرضية من يؤيدون رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أن ترامب سيعطي إسرائيل بطاقة مفتوحة للهياج في غزة، يبدو أنها تحطمت. نتنياهو، مع الظهر إلى الحائط، يجب عليه تسوية خطه رغم الخطاب الصقوري الذي يطلقه.اضافة اعلان
في الوقت الذي فيه يشاهد من يشجعون نتنياهو أزمة ثقة خطيرة إزاء ما يرونه كخيانة لترامب، فإنه من المهم معرفة إذا كان رئيس الحكومة نفسه سقط في الشرك. هو في نهاية المطاف يعرف الرئيس، حتى من ولايته الأولى، ويعرف أن ما يوجهه هو في المقام الأول المصالح الشخصية (في ذلك هما لا يختلفان عن بعضهما البعض). هي من المحتمل أن نتنياهو ينتظر تلقي ضربة منذ أشهر وفي الواقع يضلل الجمهور في إسرائيل، حتى عندما هدد مؤخرا، بعملية واسعة أخرى في القطاع. في المقابل، بعد اللقاء الأول بينهما في هذه السنة في البيت الأبيض، الذي فيه ترامب تحدث كثيرا عن "الهجرة الطوعية" لسكان غزة، عاد نتنياهو إلى البلاد مسرورا جدا. على مدى أسابيع عادت الغطرسة المشهورة، إلى أن جاء الالتقاء المؤلم مع الواقع: التصادم تفاقم مع اقتراب زيارة ترامب في دول الخليج التي بدأت أول من أمس.
صفحة الرسائل من مكتب رئيس الحكومة إلى أبواق المخلصين الذين يصممون على التجمع على متن السفينة، تقول إن تحرير الجندي المخطوف ألكسندر هو بشكل عام نتيجة الضغط العسكري الذي استخدمته إسرائيل. حسب هذه الرواية، فإن حماس ترتجف من الخوف إزاء الهجوم الجديد للجيش الإسرائيلي وحاولت وقف توسيعه بواسطة تحرير الجندي الذي لديه الجنسية الأميركية. إسرائيل ستواصل الضغط العسكري وهكذا ستحاول الدفع قدما بخطة ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي، حسب هذه الخطة ستتم إعادة 10 مخطوفين على قيد الحياة، إضافة إلى جثامين مخطوفين، في اتفاق مؤقت سيضمن وقف إطلاق النار لشهر ونصف.
هذا ادعاء مهين تقريبا لأنه يفترض أنه دائما يمكن مواصلة بيع المزيد من الأكاذيب لمواطني إسرائيل. عمليا، مثلما سبق وطرح بوضوح في تقارير وسائل إعلام أميركية، حتى شبكة فوكس اليمينية التي على الأغلب تميل لنتنياهو، فإن الرئيس ومبعوثه يبثان مؤخرا، بأنهما متعبين ومتشككين، لا نقول يائسين، من ألاعيب نتنياهو. أيضا في واشنطن أدركوا أن رئيس الحكومة معني بإطالة مدة الحرب إلى ما لا نهاية، بأي ذريعة ممكنة، بهدف ضمان الائتلاف.
وقف الحرب وتحرير كل المخطوفين مقابل آلاف السجناء وإبقاء تدخل حماس في الحكم المستقبلي في غزة، كل ذلك لن يكون مقبولا لابن غفير وسموتريتش، وسيعتبر فشلا بالنسبة لجزء واسع من الجمهور، هذا حتى قبل طرح أفكار أخرى طرحت في الخليج، من بينها تحسين مكانة السلطة الفلسطينية وربما رسم مسار لإقامة الدولة الفلسطينية.
في الوقت الذي فيه نتنياهو أصبح عاشقا جديدا لخطة ويتكوف، التي لم يعمل على دفعها قدما لفترة طويلة، فإن ترامب عاد إلى خطته: تحرير كل المخطوفين مرة واحدة، في إطار صفقة تنهي الحرب. وإذا كان هناك حظ لإسرائيل، فربما سيتوسل الرئيس للسعودية كي يشمل الاقتراح صيغة معينة لخطة التطبيع مع إسرائيل، التي نوقشت بصورة حثيثة في ولاية بايدن.
الشعور بالإهمال في القدس لا يقتصر فقط على قضية المخطوفين: مصالح ترامب ونتنياهو تبتعد أيضا في قضايا رئيسية أخرى مثل المفاوضات النووية المتقدمة مع إيران، المصادقة التي يتوقع أن تعطيها الإدارة الأميركية للمشروع النووي السعودي، والانسحاب المفاجئ للولايات المتحدة من المعركة الهجومية في اليمن. وإذا لم يكن هذا كافيا، فإن نتنياهو بدأ بتسريبات تهدف إلى تمهيد الأرضية لقرار ترامب، عدم تجديد اتفاق المساعدات الأمنية لإسرائيل، الذي يمكن أن يوقع من جديد في العام المقبل.
نتنياهو، الذي سارع إلى التفاخر بالعملية المثيرة للانطباع للجيش الإسرائيلي والموساد في إنقاذ جثة الجندي تسفي فلدمان من سورية، لا يقول الحقيقة للجمهور حول القضايا الملتهبة أكثر الموجودة على الأجندة. هو تقريبا لا يتحدث مع عائلات المخطوفين، ولا يعترف بالضغط الذي يستخدمه ترامب عليه، وبالتأكيد لا يذكر أبدا إخفاقه في إدارة الحرب.
عندما يتم التحقيق مع مستشاريه ويتم اعتقالهم، وعندما الأفلام اليومية من مكتبه بدأت تتعثر وتحرج، والحريديون يهددون بإسقاط الحكومة إذا لم يتم تمرير قانون الإعفاء من الخدمة، فانه يبدو أن العجلات بدأت تتفكك عن عربة الائتلاف. حتى الآن نتنياهو أظهر في هذه الفترة استعداده لتحمل مخاطر أمنية من أجل النجاة من ضائقة سياسية. الصراع على بقائه لم ينته، ربما هو أمام تصعيد آخر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق