أوصى المشاركون في مؤتمر جامعة الخليج العربي للتصدي لوباء السمنة الذي أقيم حديثًا تحت عنوان "رؤى لمستقبل أكثر صحة" بضرورة اتباع نهج شامل لعلاج السمنة، يدمج التدخلات العلاجية والنفسية والتغذوية والنشاط البدني لتحقيق نتائج مستدامة.
دعوا إلى التركيز على الوقاية والتدخل المبكر، لا سيما في مرحلتي الطفولة والمراهقة، للتخفيف من المخاطر الصحية طويلة المدى المرتبطة بالسمنة.
أكد المشاركون في المؤتمر الحاجة إلى تكثيف البحث العلمي وتطوير تقنيات جديدة لمكافحة السمنة وأهمية معالجة التحديات المتعلقة بالسمنة في منطقة الخليج.
ودارت النقاشات حول الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السمنة في دول مجلس التعاون الخليجي، وشملت المناقشات أيضًا تبادل الرؤى حول العلاجات الدوائية والخيارات الجراحية للسمنة المفرطة، بالإضافة إلى التقنيات الناشئة مثل العلاج الجيني.
كما ناقش المشاركون التطورات في العلاجات الطبية في محاولة لاستكشاف أحدث التطورات العلمية والحلول العملية في علاج السمنة.
من جانبه، أشاد رئيس المؤتمر ورئيس قسم الأمراض الباطنية بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الخليج العربي، الأستاذ د. أمجد الباز، بالنجاح الذي حققه تنظيم المؤتمر الذي شهد حضورًا لافتًا ومشاركة واسعة من خبراء وباحثين ومختصين من مختلف القطاعات، مما يدل على الأهمية المتزايدة لموضوع السمنة.
موضحًا أن أوراق العمل والبحوث العلمية أثرت النقاش العلمي، وقدمت رؤى جديدة حول أسباب السمنة وطرق علاجها والوقاية منها. وقد خلص المؤتمر إلى توصيات عملية ومهمة من شأنها أن تساهم في تطوير السياسات والاستراتيجيات الصحية لمواجهة تحدي السمنة.
وفي سياق متصل، نظمت الجامعة ورش عمل تدريبية بالتزامن مع أعمال المؤتمر قدمها نخبة من الخبراء والمتخصصين مع المهتمين بمكافحة هذا التحدي الصحي.
إذ كانت الورشة الأولى عن "إدارة السمنة: من الاستراتيجية الغذائية إلى الممارسة" قدمتها خبيرة التغذية الأستاذ المشارك بقسم طب الأسرة والمجتمع بكلية الطب والعلوم الطبية وعميدة شؤون الطلبة بجامعة الخليج العربي د. أسيل الصالح، والدكتورة أريج السعد استشارية التغذية في مستشفى الملك حمد الجامعي، إذ تم فيها مناقشة الأنماط الغذائية والمكملات الغذائية.
فيما تناولت الورشة الثانية التي قدمتها أستاذة طب العائلة والمجتمع المساعد بكلية الطب والعلوم الصحية، استشارية أولى في طب الأسرة واختصاصية طب نمط الحياة د. فاطمة هباش، شرح التدخلات الحديثة في نمط الحياة لإدارة الوزن: تمكين المرضى وتحسين النتائج.
ونوقش خلالها دور تغيير نمط الحياة في منع وعلاج السمنة مثل العادات الغذائية وممارسة الرياضة ونمط النوم والتحفيز وتحديد الأهداف، إلى جانب ورشة عمل عن اكتساب المهارات الأساسية الجراحية، وأيضًا استخدام المناظير قدمها د. الأستاذ المساعد بكلية الطب والعلوم الصحية د. حمدي الشناوي، مع عدد من أساتذة واستشاريي الجراحة بكلية الطب جامعة الخليج العربي ومستشفى السلمانية.
إلى ذلك، تواصلت حملات التوعية بمخاطر السمنة التي استهدفت طلبة المدارس والجامعات، والتي شارك فيها من قسم الطب الباطني بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الخليج العربي كل من الأستاذ المساعد الطب الباطني والغدد الصماء والسكري د. شيماء النشابة، والمحاضر بذات القسم د. محمد المدفع في إطار مبادرة جامعة الخليج العربي المجتمعية الهادفة لتعزيز الوعي الصحي.
إذ استهدفت الحملات طلبة كمدرسة الشروق الثانوية للبنات ومدرسة الشيعة عيسى بن علي الثانوية للبنين وجامعة البحرين، وقدمت محاضرات تفاعلية سلطت الضوء على مرض السمنة، وأبرز أسبابه ومضاعفاته الصحية، إلى جانب استعراض سبل الوقاية والعلاج المبكر، وأهمية تجديد أنماط الحياة الصحية والتغذية السليمة وأهمية النشاط البدني.
في الوقت الذي أجرى فيه الفريق الطبي المكون من طلبة السنة الرابعة والخامسة فحوصات صحية شملت قياس الطول والوزن، وحساب مؤشر كتلة الجسم (BMI)، وقياس ضغط الدم، بهدف رفع الوعي بأهمية المتابعة الصحية الدورية ومراقبة المؤشرات الحيوية للصحة العامة.
0 تعليق