تم اكتشاف نسخة أصلية نادرة من الماجنا كارتا وهي وثيقة قانونية تاريخية إنجليزية تم إعدادها في فترة أزمة سياسية بين الملك جون ملك إنجلترا ومجموعة من البارونات المتمردين، تعود لعام 1300، في أرشيف كلية الحقوق بجامعة هارفارد.
وكانت الوثيقة مصنفة بشكل خاطئ لعدة عقود على أنها نسخة تعود لعام 1327، واشترتها الجامعة عام 1946 مقابل 27.50 دولاراً فقط، أي ما يعادل حوالي 462 دولاراً اليوم، في مزاد أقامته "دار سوذبيز".
وجاء هذا الاكتشاف في 13 ديسمبر 2023، عندما كان البروفيسور "ديفيد كاربنتر"، أستاذ التاريخ الوسيط في كلية كينغز بلندن، يتصفح أرشيف هارفارد الرقمي. وعندما رأى المخطوطة المعروفة باسم HLS MS 172، أدرك على الفور أنها نسخة أصلية. وتواصل على الفور مع زميله المؤرخ "نيكولاس فينسنت" من جامعة إيست أنجليا، الذي أكد بدوره صحة الوثيقة بناءً على تخطيطها، والنص اللاتيني، وعلامات مميزة مثل الحرف الكبير "E" في كلمة "Edwardus".
وبحسب "واشنطن بوست" تعود هذه النسخة إلى عهد الملك إدوارد الأول، وهي محفوظة بحالة جيدة بالرغم من مرور أكثر من 700 عام على كتابتها. وقد تم التأكد من أصالتها باستخدام تقنيات التصوير فوق البنفسجي والمتعدد الأطياف. وتُعد هذه الوثيقة النسخة الأصلية الـ24 المعروفة حتى اليوم، معظمها موجود في بريطانيا، بينما توجد نسخة واحدة في أستراليا وأخرى في الولايات المتحدة.
وصدرت الماجنا كارتا لأول مرة عام 1215 في عهد الملك جون، وأرست مبدأ أن الحاكم نفسه يجب أن يخضع للقانون. وهي تُعد حجر الأساس للديمقراطية الحديثة والأنظمة القانونية حول العالم.
ويُعتقد أن الوثيقة التي اكتُشفت في هارفارد هي النسخة المفقودة التي أُرسلت إلى بلدة أبلبي في ويستمورلاند، إنجلترا. ويرجح المؤرخون أنها انتقلت إلى يد الناشط البريطاني في إلغاء العبودية "توماس كلاركسون"، قبل أن يتم بيعها على يد نائب القائد الجوي فورستر ماينارد عام 1945.
وجاء هذا الاكتشاف في وقت سياسي حساس بالنسبة لهارفارد، التي تواجه ضغوطاً فيدرالية على خلفية احتجاجات طلابية. وفي يوم الإعلان عن الاكتشاف، أعلنت إدارة ترامب إنهاء تمويل فيدرالي للجامعة بقيمة 450 مليون دولار.
0 تعليق