دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بهواتف أقل ذكاءً، وأساليب أزياء خالية من التعقيد..فهل كانت سنة 1999 أكثر بساطة؟ مشاعر الحنين إلى حقبة مطلع الألفية الجديدة ما زالت قوية، ولا تُستثنى منها الموضة.
فالإطلالات التي كانت تعتبر جريئة على السجادة الحمراء آنذاك، لا تبدو خارجة عن المألوف في شوارع اليوم، مثل سترة "الكارديغان" المكشوفة على البطن التي ارتدتها سلمى حايك بمهرجان كان السينمائي، في ذلك العام.
الممثلة المكسيكية الأمريكية، التي عُرض لها فيلمين في مهرجان كان حينها، هما: "No One Writes to the Colonel" المقتبس عن رواية لغابرييل غارسيا ماركيز، والكوميديا الفانتازية "Dogma" من إخراج كيفن سميث، نسّقت سترتها ذات الأكمام القصيرة باللون الأزرق الفاتح، على نحو يوحِي بالجرأة مع استخدامها زرّين فقط، وظهور حمالة الصدر من تحتها، مع تنورة طويلة من الساتان بلون مماثل.

ويبدو أن أسلوب حايك اللامبالي في الأزياء لم يكن مصطنعًا أيضًا. فبعد أكثر من عشرين عامًا، كشفت الممثلة المكسيكية الأمريكية أنها هي من اختارت الإطلالة بنفسها.
وصرّحت حايك في مقطع فيديو تستعرض فيه بعضًا من أفضل لحظاتها في عالم الموضة لصالح مجلة "فوغ"، التي وصفت إطلالتها في كان بأنها "تركيبة لافتة للأنظار" بالقول:"لقد كانت مخاطرة.. أخذت سترة من المفترض أن تُرتدى مع قطعة أخرى تحتها لأنها تحتوي على زرّين فقط، وتنورة، وابتكرت أسلوبي الخاص في الموضة".
وأضافت: "لم أكن أعلم أن مجلة فوغ ستعتبرها إحدى إطلالاتي الأيقونية ذات يوم"، موضحة أن تلك الإطلالة كانت نتيجة "إبداعها" في وقت لم تكن تملك فيه الكثير من الموارد لتظهر على السجادة الحمراء.
فخلال تلك المرحلة من مسيرتها، لم تكن سلمى حايك غريبة عن الاستعداد لحفلات المشاهير المبهرة. إذ أخبرت المجلة بأنها كانت تواجه صعوبة في العثور على مصممين يمدّونها بأزياء لحضور المناسبات الكبرى في بداياتها.
وقالت: "لم يكن أحد يعتقد أن مكسيكيّة ستستمر، فلماذا يقدمون لي فستانًا إذن؟".
التنسيق الشخصي المبكر
وبحلول الوقت الذي ظهرت فيه حايك بسترة خفيفة تناسب السجادة الحمراء، كانت قد قدمت بالفعل عددًا من الإطلالات المبتكرة التي نسّقتها بنفسها. ففي حفل توزيع جوائز "إم تي في" للأفلام العام 1998، زيّنت فستانًا أسود اللون بسيطًا بمجموعة من الفراشات المرسومة على جسدها في إشارة إلى موضة الوشوم المؤقتة في تلك المرحلة، وطريقة ذكية لتجنّب ارتداء مجوهرات باهظة الثمن، بحسب ما أوضحت لمجلة "فوغ". وفي العام السابق، اختارت وضع تاج في أول ظهور لها بحفل الأوسكار، متجاهلة نصائح من قالوا إن ذلك سيكون "سخيفًا"، على حد قولها.
وأضافت في الفيديو: "بدأ الجميع بارتداء التيجان بعد ذلك، ولم أحصل على أي تقدير لابتكار هذه الصيحة".
وقد أصبحت سترتها الكارديغان المثيرة، التي لا تُرتدى فوق أي شيء، من القطع الكلاسيكية المستوحاة من الماضي، إذ روّجت لها علامات تجارية مثل "Reformation"، التي تعرضها منسّقة مع تنانير من الساتان.

وفي العام 2019، انتشر مقطع للممثلة كيتي هولمز على نطاق واسع بفضل سترتها من علامة "Khaite"، كما قدّم مصمّمون مثل جاكيموس تصاميم سترة الكارديغان القصيرة جدا التي بالكاد تغطي شيئا، وكانت من المفضّلة لدى المشاهير مثل عارضتي الأزياء بيلا حديد وهايلي بيبر.

ورغم أن حايك لا يمكنها نيل كل الفضل في ريادة موضة الكارديغان القصير في التسعينيات، حيث ظهرت شخصية روز مكغوان في فيلم "Jawbreaker" بإطلالة مشابه باللون البنفسجي، كما اعتمدتها كل من درو باريمور، وكريستينا أغيليرا، ومينا سوفاري بدرجات ألوان مختلفة، إلا أن اختيارها الجريء لمهرجان كان ما زال يُعد لافتًا، خصوصًا أنّ المهرجان معروف بقواعد اللباس الصارمة.
ورغم أن حايك تملك الآن خيارت واسعة من تصاميم دور الأزياء العالمية لظهورها على السجادة الحمراء، إلا أن تنسيقها الإبداعي لمهرجان كان آنذلك لا يزال يحمل طابعًا خالدًا. وككل ما نحبه من موضة تلك الحقبة، يتميّز بالبساطة، والمرح، ولون أزرق سماوي مبهر.
0 تعليق