loading ad...
بقلم: أسرة التحرير
من الصعب التصديق، الرئيس أن الأميركي دونالد ترامب التقى في الرياض بالرئيس السوري أحمد الشرع، في الماضي هذا الرجل كان جهاديا كبيرا في القاعدة – ووصفه ترامب بأنه "شاب جذاب وصلب". وكل هذا بعد أن أعلن عن رفع العقوبات عن سورية. بحث الرجلان في مستقبل سورية وفي العلاقات معها ومع دول المنطقة. ترامب قال إنه يأمل في أن تنضم سورية الى اتفاقات إبراهيم وأعلن أن اللقاء كان "رائعا".اضافة اعلان
رحلة ترامب المكوكية إلى الشرق الأوسط – السعودية، قطر، اتحاد الإمارات – واللقاء مع زعيم سورية بعد 25 سنة من اللقاء الأخير بين زعيمي الدولتين جزء من خطوة شاملة في الشرق الأوسط. ترامب يدفع قدما باتفاق مع السعودية، يسعى إلى اتفاق نووي جديد مع إيران ويسحب قوات الولايات المتحدة من اليمن. بين هذا وذاك يحرر مخطوف من أسر حماس.
خطوات ترامب ليست فقط حراكا جغرافيا - سياسيا تاريخيا، هي صفعة رنانة لبنيامين نتنياهو وللسياسة المحملة بالمصائب التي يتبعها: حرب لا نهاية لها، موت جنود إسرائيليين ومخطوفين، قتل بالجملة للفلسطينيين ورفض سياسي شامل. لكن خطوات ترامب السيئة لنتنياهو لا ينبغي أن نستنتج انها سيئة لإسرائيل. العكس هو الصحيح: إذا تحققت فهي كفيلة بأن تكون لصالحها، وبالتأكيد إذا ما حاد نتنياهو عن الطريق وتوقف عن العرقلة.
حتى في واشنطن يفهمون الآن أن الرئيس نتنياهو لا يسعى إلى أن ينتصر على حماس أو ينقذ المخطوفين، بل أن يخلد الحرب كي يضمن سلامة ائتلافه المتطرف. إدارة ترامب تشير إلى أنها لا تعتزم الانجرار وراء خطة "الحرب حتى نهاية الأجيال" ولا ترى نفسها ملزمة بقرارات حكومة إسرائيل الحالية.
في هذا الواقع، فإن منحى ترامب - الذي ينطوي على ما يبدو على صفقة بعيدة الأثر: وقف نار شامل، تبادل أسرى، إعمار غزة، وتحالفات إقليمية جديدة – ليس تهديدا بل، أملا. حكومة إسرائيلية مسؤولة كانت ستتبنى هذا المنحى بكلتي يديها، تبدل رؤية الترحيل لبتسلئيل سموتريتش في جهد حقيقي لإنقاذ الحياة وإعادة المخطوفين وفتح أفق سياسي جديد. بدلا من هذا تقود إسرائيل حكومة يأس، تصر على أن تفوت الزخم التاريخي في المنطقة وتجعل إسرائيل معزولة أكثر فأكثر.
الرئيس الأمريكي يطلق هذه الأيام حبل نجاة. فهو يدعو سورية للانضمام إلى اتفاقات إبراهيم، والسعودية هي الأخرى على جدول الأعمال. على ترامب أن يسير خطوة أخرى إلى الأمام ويضم السلطة الفلسطينية أيضا إلى اتفاقات إبراهيم. إذا كانت إسرائيل محبة للحياة، فعليها أن تنضم إلى هذه الخطوة المهمة. كي يحصل هذا على الحكومة الحالية أن ترى حلا.
0 تعليق