تحرير عدد صغير من المخطوفين ووقف نار قصير

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

بقلم: داني زاكن

"إذا تحقق في اليوم القريب المقبل وقف للنار – فقد يكون لقاء بيبي – ترامب. لعل هذا هو الموضوع الأهم الذي بحث فيه ترامب مع رؤساء دول الخليج، إذ إن فيه ما ينهي الحرب في غزة ويزيل العائق الأساس عن خطته الكبرى "الصفقة الكبرى" لنظام جديد في الشرق الأوسط ولحل بعيد المدى للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني". هكذا يصف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في إحدى دول الخليج مسألة صفقة إنهاء الحرب في غزة ومنها المنحى للتسوية الإقليمية الشاملة.اضافة اعلان
من خلف الكواليس تجري هذه الأيام اتصالات حثيثة مع إسرائيل ومع الأطراف الأخرى لأجل الوصول إلى الهدف المهم جدا للرئيس الأميركي دونالد ترامب: تعليق وقف إطلاق النار قبل نهاية زيارته إلى المنطقة.
لإسرائيل وجه أكثر من تلميح في أنهم إذا نجحوا في الوصول إلى وقف نار، فالرئيس كفيل بأن يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقف النار كان موضوع الحديث الأساس أول من أمس بين نتنياهو والمبعوث ويتكوف، وفي هذا بحث الوفد الإسرائيلي في الدوحة.
وأفادت صحيفة "الشروق" المصرية أول من أمس بأن ويتكوف التقى مع وفد من كبار المسؤولين في حماس ضم رئيس مجلس القيادة محمد درويش، خليل الحية وزاهر جبارين، وبحث معهم في تحريك المفاوضات لتحرير المخطوفين وفي طلب حماس لانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة. وأفادت المصادر بان الأجواء في الدوحة كانت إيجابية، وأشارت إلى أن ويتكوف شارك أيضا في لقاء ترامب مع أمير قطر آل ثاني، الذي استعرضت فيه الاقتراحات المختلفة.
في المباحثات الحثيثة في قطر وبين الدوحة والقدس توجد الآن على جدول الأعمال مرة أخرى، تسوية ويتكوف لوقف نار قصير المدى وتحرير بضعة مخطوفين. وتبين أنه لا يمكن الآن الحصول على جواب حقيقي من حماس بعد محاولة تصفية محمد السنوار قرر الفريق الأميركي تجربة منحى يسمح للرئيس ترامب بالتبشير بإنجاز آخر والتأجيل لأيام عدة، المناورة الإسرائيلية في القطاع.
الضغط على إسرائيل قوي على نحو خاص، والتعليل هو أنه يجب إعطاء قيادة حماس بضعة أيام لاستيعاب الوضع الجديد كي يكون ممكنا التقدم. وقيل إن حماس لا يمكنها الآن أن تعطي جوابا إيجابيا يفسر كاستسلام.
التردد في إسرائيل صعب. فالمفاوضات تحت النار تعطي نتائج، ووقف الضغط العسكري سيؤدي إلى تصلب خط حماس، كما يدعي مصدر في إسرائيل. مصدر إسرائيلي آخر يقول بالمقابل إن توقفا مؤقتا محدودا، مع موعد لاستئناف القتال وطلب لا يساوم لشروط استمرار وقف النار لعله يسمح للأطراف الأقل تطرفا في قيادة حماس الدفع قدما بموقفهم. أثر آخر للقرار سيكون على العلاقة مع الولايات المتحدة وأساسا مع ترامب، والتخوف من أن يخلق الاعتراض على الاقتراح الجديد احتكاكا آخر.
الاقتراح الأساس يوجد على الطاولة منذ أشهر، لكن انتخاب ترامب وقراره الوصول أولا إلى الخليج سرع الاقتراع لسلسلة اتصالات وتبادل المسودات. "منحى لجائزة نوبل للسلام"، كما وصف ذلك دبلوماسي من الخليج.
المبادرة جاءت من اتحاد الإمارات، من رئيسها محمد بن زايد وشقيقه وزير الخارجية عبدالله. وانضم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بكل ثقل وزنه ووزير خارجيته فيصل بن فرحان عرض المنحى الواسع في واشنطن قبل نحو شهر.
في لقاءات ترامب وفريقه مع ابن سلمان ورجاله بحثت الخطة مرة أخرى، حسب الوزير السعودي "اتفقنا على الحاجة لإنهاء الحرب وتحرير المخطوفين". وهاكم تفاصيل الخطة كما علمت بها "إسرائيل اليوم" من مصادر عربية أميركية. وتوجد لهم بضع روايات وصياغات، لكن الروح متشابهة:
وقف النار يبدأ فورا على أساس منحى ويتكوف، في غضون أيام قليلة يتحرر نصف المخطوفين وتبدأ مفاوضات على إنهاء تام للحرب.
حماس تحرر أثناء المفاوضات كل المخطوفين الإسرائيليين، بما في ذلك الجثث، بالمقابل إسرائيل تحرر مقاومين فلسطينيين وفقا للمفتاح الذي كان حتى الآن، ويستأنف توريد المؤن والمساعدات الإنسانية لسكان القطاع.
إسرائيل تنهي تماما أعمالها العسكرية في قطاع غزة، وبعد فترة انتقالية وضمانات أمنية تنسحب انسحابا كاملا إلى خط الحدود.
حماس تسلم بجهة عربية كل الأسلحة – من الصواريخ وحتى السلاح الخفيف؛ زعماء عسكريون كبار من حماس، الجهاد وباقي منظمات المقاومة يخرجون من القطاع؛ تقام مخيمات مؤقتة لفترة الإعمار وتكون إمكانية للخروج من القطاع، بأولوية المرضى والجرحى.
إعمار القطاع يبدأ فور الإعلان عن إنهاء الحرب وتديره لجنة عربية أميركية تتلقى السيطرة على القطاع. في اللجنة تشارك الإمارات، السعودية، مصر، الأردن، الولايات المتحدة وممثلية أوروبية. أما الفلسطينيون فتمثلهم عناصر مدنية، مهندسون، مديرون واقتصاديون وآخرون.
السلطة الفلسطينية تعطي مباركتها، ولاحقا – بعد أن تنفذ إصلاحات بنيوية جوهرية لنجاعة عملها وتقليص الفساد – تضم لإدارة الإعمار الذي يستمر عشر سنوات.
من ناحية إسرائيل، على ما يبدو لن يكون ممكنا تحقيق تسوية أفضل، لكن حماس في هذه الأثناء رفضت نزع السلاح والخروج ولهذا فقد توجه زعماء الإمارات والسعودية إلى ترامب – ليضغط على قطر، لتأثيرها على حماس كي تنزل قيادة المنظمة عن الشجرة في الطريق إلى حل المسألة.
في دول الخليج والولايات المتحدة واعون للمصاعب الائتلافية لرئيس الوزراء نتنياهو، ويعدون بالجائزة الكبرى لاحقا. تطبيع مع دول أخرى وعلى رأسها السعودية التي تعطي الإشارة، وبعدها سورية، لبنان ودول عربية وإسلامية أخرى. "هذه هي الخطوة التي ستؤدي إلى نوبل"، كما يشير المصدر الدبلوماسي.
لنتنياهو سيكون هذا مفترق طرق جوهري. إذا اختار التسوية، فمن المعقول أن يفقد الجناح اليميني – الصقري في الائتلاف ويؤدي إلى انتخابات. من غير المستبعد ان يستجيب للمرحلة الأولى ويحاول الفصل بين مسألة غزة والخطوة الكبرى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق