الممر الطبي.. إصرار أردني على نصرة الغزيين ودعمهم

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

عمان- في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتفاقم الأوضاع الإنسانية، برزت المملكة الأردنية الهاشمية كركيزة أساسية في تقديم الدعم الإنساني والطبي لأهالي القطاع، عبر مبادرات نوعية تعكس إصرار القيادة الأردنية على نصرة الغزيين والتخفيف من معاناتهم.اضافة اعلان
وأطلق الأردن مبادرة “الممر الطبي الأردني – غزة” لإخلاء 2000 طفل مريض من قطاع غزة ونقلهم للمستشفيات الأردنية لتلقي العلاج، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
وتم تنفيذ عملية الإخلاء على دفعات، حيث تم نقل المرضى مع مرافقيهم من العائلة باستخدام سيارات الإسعاف والحافلات التابعة للقوات المسلحة الأردنية، بالإضافة إلى الإخلاء الجوي عبر مروحيات عسكرية عند الحاجة.
وهذه المبادرة ليست سوى حلقة في سلسلة من الجهود الأردنية المستمرة لدعم غزة، فمنذ بداية الحرب، قامت القوات المسلحة الأردنية بإرسال مستشفيات ميدانية للقطاع، حيث استقبلت أكثر من 494,000 حالة مرضية وأجرت ما يزيد على 2,950 عملية جراحية كبرى وصغرى، شملت النوعية المعقدة التي تُجرى لأول مرة، مما يعكس حرص الأردن على إرسال الخبرات والمؤهلات الطبية لتقديم مستوى متقدم من الرعاية الصحية للمصابين. 
توسيع الإنزالات 
وفي إطار جهود الدعم المستمر للفلسطينيين، تم توسيع نطاق الإنزالات الجوية لتشمل مختلف المناطق في شمال وجنوب قطاع غزة، وقد بلغ عدد الإنزالات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة الأردنية 123 إنزالاً جوياً، و266 إنزالاً بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، لتلبية الاحتياجات الإنسانية وتوفير الدعم الطبي والإغاثي، وشاركت بهذه العمليات 11 دولة من مختلف القارات، من أميركا وأفريقيا وأوروبا وآسيا، مما يعكس التزام الهاشميين بالقضية الفلسطينية ووضعها على سلم أولوياتهم واهتماماتهم.
كما سيرت القوات المسلحة الأردنية، بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية وعدد من المنظمات الدولية، عبر المعابر قوافل برية بلغ عددها 140 قافلة، شملت نحو 5,063 شاحنة لنقل المساعدات الإنسانية والإغاثية، نقلت كميات كبيرة من المواد الغذائية، والمستلزمات الطبية، والاحتياجات الأساسية، مما أسهم في تحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع. 
وفي ظل الحديث عن صفقة تبادل الأسرى المحتملة، تشير التسريبات إلى أن نجاح هذه الصفقة مرهون بدخول المساعدات الإنسانية من الأردن ومصر، وهذا يعكس الثقة الدولية في الأردن كممر إنساني آمن وفاعل، ويؤكد دوره المحوري في دعم القضية الفلسطينية.
وتعكس الجهود الأردنية المتواصلة في دعم غزة، سواء عبر المساعدات الطبية أو التنسيق الدبلوماسي، تعكس التزام المملكة الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وتؤكد على أن الأردن سيظل دائمًا إلى جانب أشقائه في غزة، داعمًا ومساندًا في وجه التحديات.
رغم أنف المشككين
وفي هذا الإطار، بين العميد المتقاعد محمد سليم السحيم، أنه وفي الفترة الأخيرة، اتُهم الأردن من قِبَل كُتّاب مُأجورين بتلقي أجور على طائراته لإيصال المساعدات إلى غزة، مؤكدا أن الأردن أكبر من أن يستجيب لأصوات المُشككين، فهو يرى أن دعم غزة واجب إسلامي وعربي، يُلزمه بالمساهمة مع إخوانه للتخفيف من معاناتهم أمام هذه الهجمة الصهيونية الشرسة.
وأضاف السحيم: “لذلك، يتم التغافل عن دور الأردن وتجاهله، لكن أي إشاعات لن تُقلل من دعمه لأهل غزة، وتنتقص من دوره المحوري في المخاطرة بإيصال المساعدات، سيما وأن المنظمات الدولية المسؤولة عن العمل الإنساني أوضحت دور الأردن بإيصال المساعدات المجانية، وردّت بأن هذه المعلومات المغلوطة وهي مجرد افتراء على الأردن من جهات مُعادية هدفها النيل من سمعة البلد.”
وقال إن الأردن كعادته، يقف بفخر بعد كل موجة تشكيك، رافضًا أن تُثنيه تلك الموجة عن دوره في دعم والإشراف على المستشفيات الأردنية في غزة والضفة الغربية، ومتابعة أحوال الجرحى من الأطفال وعلاجهم في الأردن وعودتهم إلى غزة، وهذا يُثبت أيضاً أن عودة أطفال غزة إلى بلدهم يعكس ما فُسِّر آنذاك من أن هؤلاء الأطفال يمثلون بداية التهجير إلى الأردن.  
وأضاف إن الأردن يصمت عن كل ادعاء باطل، ويتعامل بحكمة وبُعد نظر، ولا يتسرع في التعبير عن موقفه؛ لأنه يعي ويدرك أن ما يفعله ليس لتسجيل مواقف كغيره، بل ذلك ما يمليه واجبه الوطني والإنساني من دولة يحكمها الهاشميون، فيأتي الرد، كعادته، بإجراءات عملية تدحض الافتراءات.
دور أردني فاعل
بدوره، أوضح العميد المتقاعد حسن أبو زيد أن الأردن استقبل منذ يومين الدفعة الأولى من مرضى السرطان من أطفال غزة مع ذويهم، وهو كعادته دوما يقف إلى جانب الأشقاء خاصة في غزة وفلسطين.
وأضاف أبو زيد إنه ولإيمان الأردن بأهمية هذا الدور، فقد أرسل ثلاثة مستشفيات، اثنين منها في غزة حاليا وواحدا في الضفة، وهذه الرسالة أكد عليها جلالة الملك عبدالله الثاني أثناء زيارته لواشنطن ولقائه الرئيس ترامب كأول رئيس عربي يلتقيه في إدارته الحالية؛ لتأكيد المواقف الأردنية الثابتة.
وقال إنه وأثناء الزيارة، أكد جلالته الموقف الإنساني الذي يشمل تقديم المساعدات الطبية العلاجية والإغاثية، ومن هناك من البيت الأبيض أعلن جلالته عزم الأردن على استقبال ما لا يقل عن 2000 طفل من أبناء غزة المصابين بالسرطان، عدا التقديم الإغاثي المستمر للطعام والشراب، وأكد جلالته أن الاردن سيبقى يقدم هذه الخدمة للأشقاء في قطاع غزة مهما كلف الثمن والنتائج.
وأكد أن الأردن هو البوابة الرئيسة لتقديم هذا الدعم الطبي، وخاصة لمرضى السرطان من الأطفال وبعض المصابين الآخرين الذين فقدوا أطرافهم في هذه الحرب الظالمة، حيث تم إجراء العديد من العمليات في هذا المجال في المستشفيات الموجودة في أرض الميدان في غزة، وتم إخلاء بعض هذه الإصابات إلى مدينة الحسين الطبية، وأجريت لعدد منهم عمليات بتر وتركيب للأطراف وخاصة للأطفال.
وزاد: “ومن هنا نفذت القوات المسلحة قبل يومين عمليات إجلاء جديدة لمرضى السرطان من الأطفال، لتؤكد استمرارها في تقديم هذا الواجب الإنساني والإغاثي وإسناد الأشقاء، وبذل مختلف أشكال الدعم، انطلاقا من عقيدتها الراسخة المستندة إلى قيم التكافل والتضامن الإنساني بين الأشقاء.”
وقال إن الموقف الأردني الإنساني لا بد أن يستمر من الآن فصاعدا، علما أنه لن تنجح أي صفقات أو اتفاقات دون اعتبار أن الأردن هو البوابة الرئيسية لتقديم الدعم الطبي والإنساني للأهل في غزة، وعلى المجتمع الدولي أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار؛ لأهمية هذا الدور الذي يقوم به الأردن، وهو دور ليس بجديد لم يبدأ منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) قبل عام ونصف، بل تجاوز الخمسة عشر عاما، وسيبقى الأردن ممرا طبيا ضروريا، وهذا واجب يجب تقديمه لنصرة الأهل في غزة، وهناك إصرار على ذلك من القيادة الهاشمية الحكيمة التي تنفذ هذا الأمر من خلال القوات المسلحه الأردنية الباسلة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق