الخليج مركز الثقل.. زيارة ترامب التاريخية مثالاً..

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
غازي الغريري

تابعنا كما تابع العالم بأسره زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية التي تعتبر المحطة الأولى له في زياراته الدولية والتي وصفها بنفسه بالتاريخية خلال مشاركته في القمة الخليجية الأمريكية والتي شهدت عدة تطورات بارزة على المستويين السياسي والاقتصادي، أبرزها تعزيز الشراكة الخليجية الأمريكية من خلال التوقيع على أضخم وأكبر صفقة استثمارية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بقيمة 600 مليار دولار تشمل صفقة دفاعية بقيمة 142 مليار دولار، وتعتبر الأكبر في تاريخ العلاقات بين البلدين، والملاحظ في هذه الزيارة مرافقة كبار رجال الأعمال الأمريكيين للرئيس ترامب مما يعكس اهتماماً متزايداً بالتعاون في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، كما زار ترامب دولة قطر والتي تم فيها توقيع اتفاقية ضخمة مع شركة بوينغ لشراء 160 طائرة بقيمة تقديرية بلغت 200 مليار دولار، إضافة لذلك وبالأرقام يتجاوز حجم التبادل التجاري الخليجي الأمريكي 120 مليار دولار في عام 2024، وهذا ما ذكره الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم بديوي.

في الوقت ذاته شهدت الزيارة الأمريكية الناجحة لمنطقة الخليج تحولات دبلوماسية إقليمية، من أهمها وعلى رأسها رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا والتي أعلن عنها ترامب في خطابه الذي لاقى صدى وتصفيقاً حاراً من الحضور أبرزهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود الذي بعد أن قال الرئيس الأمريكي في كلمته بأن رفع هذه العقوبات والتي تأتي بعد أكثر من ست سنوات استجابة لطلب الأمير محمد بن سلمان والتي أكد ترامب بأن هذه الخطوة تهدف إلى إعادة دمج سوريا في النظام الإقليمي، وهذا ما حدث بالفعل حيث التقى ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض، وهو أول لقاء من نوعه بين رئيس أمريكي وزعيم سوري منذ 25 عاماً، مما يشير إلى تحول كبير في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، وبلاشك سوف يؤدي إلى إرساء الأمن في المنطقة، وفي خطابه بعد رفع العقوبات كانت لفتة طيبة ومقدرة من خلال إشادة الرئيس السوري أحمد الشرع بحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه باعتبار جلالته كان أول المهنئين لتولي الرئيس الشرع الرئاسة.

لم تكن زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة العربية السعودية ودول الخليج صدفة، بل جاءت لثقل منطقة الخليج اقتصادياً وسياسياً في ظل التنمية المتسارعة والتي تحدث عنها ترامب وأشاد بالتطور الكبير والمتنامي لدول الخليج، حتى إنه أبدى انبهاره بالمرمر في الديوان الأميري حين وقع اتفاقية تعاون اقتصادية مع دولة قطر، وبالتالي فإن دول الخليج لها مكانتها على مختلف المجالات والأصعدة إقليمياً وعالمياً، وهو ما يؤكد على قدرتها في ضخ استثمارات ضخمة في العالم، فضلاً عن استقرارها السياسي والأمني وموقعها الاستراتيجي، لذلك ترامب كرجل أعمال صريح ورئيس أكبر دولة في العالم أعطى أولوية لزيارة الخليج بهدف إتمام صفقات تجارية بمئات المليارات من الدولارات والتي حتماً سوف تستفيد منها الشركات والاقتصاد الأمريكي الذي يواجه العديد من التحديات، لذلك فإن منطقة الخليج سيكون لها الدور البارز والكبير في إنعاش الاقتصاد الأمريكي بضخ المليارات والاستثمارات في الولايات المتحدة، وهذا ما سوف ينعكس على تطور مستويات العلاقات الوطيدة بين أمريكا ودول الخليج كمنظومة فاعلة في المنطقة.

همسة

فرحة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود وتصفيقه الحار والتي أثارت تفاعلاً واسعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، تؤكد مدى حرصه واهتمامه بعودة سوريا كما كانت، لمكانتها ودورها في إطار المحيط العربي في المنطقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق