Local

-OneArabia

يُعرض في بينالي الفنون الإسلامية لعام ٢٠٢٥، الذي تُنظمه مؤسسة بينالي الدرعية، ركن "المدينة المنورة" في صالة الحجاج الغربية بجدة. يُقدم هذا المعرض، الذي يستمر حتى ٢٥ مايو، لمحةً عن تراث المدينة المنورة الغني، ويضم شمعدانات تاريخية من المسجد النبوي الشريف، والتي كانت جزءًا لا يتجزأ من أجواء المدينة الروحانية لقرون.

هذه الشمعدانات ليست مجرد قطع أثرية تاريخية، بل تُجسّد عظمة المسجد النبوي الشريف عبر العصور. هذه القطع، التي تبرع بها العديد من السلاطين والولاة، لا تقتصر على الإضاءة فحسب، بل تُضفي روائح عطرة تُضفي أجواءً روحانيةً مميزةً أثناء تلاوة القرآن الكريم وتلاوة الأحاديث النبوية الشريفة، وخاصةً في جلسات السهر.

يعود تقليد إضاءة المسجد النبوي الشريف إلى تميم الداري، الصحابي الجليل الذي أدخل المصابيح والزيت إلى المدينة المنورة من بلاد الشام. ويشير المؤرخ أبو عبد الله القرطبي إلى أن هذه الممارسة بدأت مساء الجمعة، وأصبحت منذ ذلك الحين رمزًا لتراث المسجد العريق ورسالته الروحية.

يعرض جناح "المنورة" نماذج رائعة من هذه الشمعدانات التي تعود إلى القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي). بعضها صُنع خصيصًا للحجرة النبوية، أو أُهدي للمسجد الحرام من قِبل شخصيات مرموقة. صُنعت من النحاس المذهب، وتتراوح أطوالها بين 70 و120 سم، محتفظةً برونقها على مر الزمن.

يتماشى جناح "المنورة" لهذا العام مع شعار "وما بينهما"، مسلطًا الضوء على معالم المدينة المنورة الثقافية والفنية. ويقدم للزوّار تجربة غامرة تربط ماضي الحضارة الإسلامية بحاضرها في رحلة حسية تُذكّر بأجواء المسجد النبوي الشريف.

يؤدي مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية بالمدينة المنورة دورًا محوريًا في عرض هذه الكنوز في البينالي. يحتفي السرد بالضوء كرمزٍ إرشادي، مع تسليط الضوء على الأدوار الجمالية والوظيفية للشمعدانات. لقد تطورت هذه العناصر من مجرد مصادر إضاءة لتصبح جزءًا من الهوية الروحية للمدينة المنورة.

يقدم هذا المعرض تجربة فنية وثقافية تجسد عمق الحضارة الإسلامية. يربط المعرض بين التاريخ والمعاصرة، مانحًا الزوار فرصة استكشاف تأثير المدينة المنورة على الفن والثقافة من خلال هذا العرض الفريد.

With inputs from SPA

Story first published: Friday, May 16, 2025, 22:14 [GST]